في بيان رسمي له، أعلن المجلس القومي للمرأة (مؤسسة حكومية مصرية) أنه "يتابع عن كثب وباهتمام شديد" الموضوع المثار حالياً على موقع التواصل الاجتماعي، حيث قامت مجموعة من الفتيات منذ بضعة أيام بإنشاء مدونة على موقع التواصل الاجتماعي لتجميع أدلة اتهام ضد صحافي استقصائي معروف، يتضمن شهادات لفتيات على وقائع اغتصاب وتحرش جنسي بهنّ. وأكد المجلس متابعته لهذا الموضوع، مهيبًا بالجهات المعنية للنظر والتحقيق في هذا الموضوع واتخاذ الإجراءات اللازمة.
ويقصد المجلس القومي للمرأة بالمدونة التي تجمع شهادات التحرش والاغتصاب، تلك الشهادات المثارة حول الصحافي المصري، هشام علام، التي تولى نشرها موقع إلكتروني باسم "مدونة دفتر حكايات"، على مدار الأيام الماضية. كما طالب المجلس جميع الفتيات بالتقدم ببلاغ رسمي ضده حتى ينال عقابه الذي يستحق طبقا للقانون، كما أعلن المجلس القومي للمرأة عن استعداد مكتب شكاوى المرأة التام تقديم الدعم القانوني والنفسي اللازم للفتيات، مع التأكيد على سرية جميع الشكاوى والبيانات التي يتلقاها المكتب.
ويبدو أن بيان المجلس القومي للمرأة، يمثل الشارة الخضراء لبدء التحقيقات الرسمية، في هذه القضية، بعد ورود شكاوى للمجلس، على غرار ما حدث مع قضية الطالب في الجامعة الأميركية، أحمد بسام زكي، المتهم بالتحرش، والذي أحال المجلس القومي للمرأة الشكاوى الواردة لها بشأن للنائب العام المصري، وبعدها تحول الأمر من قضية على مواقع التواصل الاجتماعي إلى دعوى قضائية رسمية.
القضية التي تمس الوسط الصحافي والإعلامي المصري والعربي، نظرًا لأن علام، يعد واحدًا من المدربين العرب للصحافة الاستقصائية، وجدت صدى واسعًا خلال الأيام القليلة الماضية. وأصدر مجلس نقابة الصحافيين المصريين، بيانًا رفضوا وأدانوا فيه جرائم التحرش الجنسي ضد الصحافيات، ودعوهم للتقدم ببلاغات فورية للنيابة العامة. كما جمع مئات الصحافيات توقيعات لمطالبة مجلس النقابة بالتدخل وتخصيص لجنة تحقيق محايدة وتشكيل لجنة للمرأة في النقابة.
إلى ذلك، أعلنت عدة مؤسسات صحافية مصرية وعربية، وقف التعامل مع هشام علام، وفتح تحقيقات داخلية في مزاعم التحرش تلك. وكانت البداية مع موقع "درج"، وتبعتها مؤسسة "أريج" للصحافة الاستقصائية.
القضية جاءت في ذروة فضح جرائم التحرش الجنسي والاغتصاب في مصر
يشار إلى أن هذه القضية جاءت في ذروة فضح جرائم التحرش الجنسي والاغتصاب في مصر، بعد أن فجرت قضية الطالب أحمد بسام زكي المتهم بالتحرش والاعتداء الجنسي على العشرات؛ المسكوت عنه في هذا الملف الشائك، وتحولت الوقائع والشهادات إلى ما يشبه كرة ثلج تكبر معها دائرة فضح المتحرشين والمغتصبين والمسكوت عنه منذ سنوات.
والوسط الصحافي والإعلامي، هو جزء من المجتمع المصري، ويطاوله ما طاول مؤخرًا باقي الأوساط، ومنها وقائع تحرش جنسي في الأوساط الحقوقية والثقافية وحتى الدينية. فانتشرت وقائع تحرش جنسي من مدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، ومدعي ريادة الحركة الثقافية، ورجال دين من الكنيسة.
وبشكل عام، فإن التحرش الجنسي يطاول جميع المصريات على حد سواء، وهذا ما أظهرته نتائج دراسة أجرتها هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة من أن حوالي 99% من النساء المصريات قد تعرضن لصورة ما من صور التحرش الجنسي.
ولا تكف التقارير المحلية والعالمية عن الإشارة إلى المعدلات المخيفة للقضايا المجتمعية في مصر، بل وتحتل مصر المركز الأول عالميا في ظاهرة التحرش الجنسي، بحسب دراسات وأبحاث عدة داخل مصر وخارجها.
كما أن القاهرة صنفت عام 2017، كأخطر مدن العالم بالنسبة إلى النساء.