أكد مدير إدارة البحوث والإحصاء في مصرف ليبيا المركزي بطرابلس، ناجي عيسى، أن المصرف لن يتراجع عن الإصلاحات الاقتصادية رغم ما يمر به البلد حالياً من إغلاق "الهلال النفطي".
وخلال مؤتمر صحافي لإدارات مصرف ليبيا المركزي، قال إن قطاع النفط يشكل 95% من موارد الخزينة العامة، مطالباً بضرورة "إبعاد قوت الليبيين عن الصراعات السياسية".
وأوضح أن المصرف سوف يتخد إجراءات قريبة تتعلق بفرض رسوم على عمليات بيع العملة الأجنبية وغيرها من القرارات المتعلقة بالمحروقات خلال الأيام القادمة، مشيراً إلى أن أي إصلاحات اقتصادية سوف يكون لها تأثير وتمس حياة المواطنين، وأن المركزي شكل ثلاث لجان من شأنها المساهمة في وضع حلول اقتصادية لتفعيل الإصلاح الاقتصادي.
وأشار إلى أن برنامج الإصلاح منذ نهاية العام الماضي وضعه المصرف المركزي مع حزمة إجراءات بالتعاون مع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني.
ولجأت ليبيا إلى إجراءات تقشفية عدة منذ عام 2015، بسبب تراجع احتياطي النقد الأجنبي. وتعتمد الموازنة في الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك"، بنحو 95% من مواردها، على مبيعات النفط، لكن انخفاض الإنتاج وهبوط الأسعار بشكل حاد منذ عام 2014 خفض الإيرادات بشكل كبير.
وطالب البنك الدولي ليبيا بتطبيق إصلاحات لتحقيق النمو وخلق فرص عمل، والمحافظة على التحسن الاقتصادي الذي بدأ في العام الماضي، خصوصاً أنه لا يزال هشاً والحفاظ عليه يتطلب قراراً سياسياً من الصعب التوصل إليه في الوقت الحالي.
وخفّضت ليبيا عملتها بنسبة 62% في عام 2002 بهدف تعزيز قدرتها التنافسية، وربط الدينار الليبي بحقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي لتعزيز استقراره، وانتعشت السوق الموازية للعملة الأميركية، حيث بلغت أكثر من 6.35 دنانير، في ظل نقصه الحاد بالمصارف وشركات الصرافة.
وانخفض الدينار الليبي نهاية 2017 إلى أدنى مستوى له مند صدوره في خمسينيات القرن الماضي، إلى 9.5 دينارات مقابل الدولار الأميركي.
كما انخفضت احتياطيات النقد الأجنبي إلى نحو 67.5 مليار دولار مقارنة مع 123.5 مليارا عام 2012، وفقا تقديرات البنك الدولي، فيما يعوّل البلد على زيادة إنتاج النفط خلال العام الحالي لرفع مداخيل العملة الصعبة.
وتعتمد ليبيا في 95% من إيراداتها على العائدات النفطية التي شهدت تراجعاً حاداً في ظل تزايد الصراع السياسي والعسكري في البلاد.
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط حالة القوة القاهرة على 4 موانئ نفطية السدرة ورأس لانوف والحريقة والزويتينة، بسبب سيطرة قوات موالية لخليفة حفتر عليها خلال الأيام الماضية.