وقال الأعضاء الستة في اللجنة التنفيذية للاتحاد المصرفي الفرنسي، وفقا لوكالة "فرانس برس": "لقد آن الأوان بالنسبة للجميع لكي يدينوا الأعمال التي ترتكب بحق المصارف".
والاتحاد يمثل المنظمة المهنية التي تضم كل المصارف في فرنسا، أما الأعضاء الستة فهم رؤساء أكبر مصارف فرنسية "بي بي سي اي"، و"بي ان بي باريبا" و"كريديه موتيويل"، و"بنك بوستال"، و"كريدي اغريكول" و"سوسيتيه جنرال".
وقالوا "منذ أكثر من أربعة أشهر، تعرضت مئات الفروع الواقعة في أسفل مبان أو على زوايا طرقات وفي وسط المدن لأعمال تخريب ونهب وإحراق، وتم تهديد موظفينا المصرفيين جسديا"، مؤكدين أن "البنك الفرنسي يتصدر المساهمين في الضرائب في فرنسا".
وتعرضت أكثر من 760 مؤسسة مصرفية لأعمال عنف منذ بدء حركة الاحتجاج. وأعمال العنف هذه دفعت بالاتحاد المصرفي الفرنسي، المؤسسة التي تمثل المصارف الفرنسية وثلاث نقابات مصرفية إلى التنديد بشكل مشترك بهذه الأعمال.
باريس تترقب
ومع حظر التظاهر في جادة الشانزيليزيه بباريس وشل الحركة في مدينة بوردو، تستبق السلطات الفرنسية أعمال عنف جديدة محتملة لمناسبة السبت العشرين من احتجاجات "السترات الصفراء" المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر.
واهتزّت سمعة البلد السياحي الأول في العالم، فرنسا، بفعل صور الاحتجاجات العنيفة التي شابت السبت الثامن عشر لتظاهرات "السترات الصفراء" في 16 آذار/مارس.
وفي باريس ستغلق مجددا جادة الشانزيليزيه أمام المتظاهرين، وقال وزير الداخلية كريستوف كاستنير هذا الأسبوع "علينا أن نبقى في أقصى حالات اليقظة وعدم التراجع أمام أفراد عنيفين".
وبعد العنف ومشاهد النهب في 16 آذار/مارس بباريس وضعت الحكومة استراتيجية أمنية مشددة تحظر بعض القطاعات على المتظاهرين وتعزز الرقابة وتشدد العقوبات في حال المشاركة في تجمعات ممنوعة. ودعا رئيس بلدية بوردو نيكولا فلوريان، معقل حركة الاحتجاج في جنوب غرب فرنسا، الجمعة السكان والتجار إلى شل الحركة في المدينة السبت.
وقال فلوريان "أعلن مدينة بوردو ميتة (وقف الانشطة فيها) غدا. أنا قلق جدا مما يمكن أن يحدث. ابلغنا عن وجود مئات المخربين، أناس يأتون لنشر الفوضى" وحض التجار على غلق متاجرهم والسكان على البقاء في منازلهم.
ضربة للسياحةوفقدت الشانزيليزيه رونقها وبدا أصحاب المحال التجارية فيها وقد استولى عليهم التشاؤم. في الاثناء، ينشط عمال لاستبدال زجاج متجر حلويات؛ وأمام واجهات بعض المؤسسات، أصبحت الأسيجة الخشبية ثابتة بين سبتين، لا تُزاح.
يقول نادل في مطعم وقد رفع كتفيه "إنّها المرة الثالثة التي يبدّلون فيها الزجاج"، ويبدو خائراً ومتعباً.
وعند زاوية جادة جورج الخامس، يظهر سور من الصفيح يخبّئ خلفه مطعم لوفوكيه الشهير الذي نهب وأحرق خلال الاحتجاجات يوم 16 مارس الجاري، المطعم سيظل مغلقاً طيلة أشهر عديدة ريثما يعاد إصلاحه.
تقول آن (75 عاما) التي تسكن عند تقاطع شارعي فوبور سانت أونوريه والإليزيه إنّ المكان تحوّل إلى "صحراء". تضيف ضاحكة "نحن محبوسون خلف متاريس، محميّون بالكامل".
ولكنّ هذا الإغلاق لا يخدم الجميع: بالقرب من ساحة كونكورد تقول مايا يوفانوفيتش، الموظفة في متجر ألبسة، إنّها "سئمت بعض الشيء"، وتضيف "نحن هنا، ولكننا لا نعمل على الإطلاق. في السابق، كان السبت أهمّ يوم في الأسبوع. الآن، هو أقلّ الأيام عملاً. لدينا انطباع بأنّ هذا لن ينتهي أبداً...".
وقرب قناة سان مارتان، شهد كريستوف، وهو أحد أصحاب حانة "شي برون"، على وصول "غيمة جراد" - بعض الشبان عبروا سريعاً - وقد أنبأ بمرورهم حضور عشرات شاحنات الشرطة... بالنسبة إليه، يتعلّق الأمر بـ"ظاهرة عارضة" رغم أنّ حيّه "يتعرّض للعبث دائماً، مع خسائر أقلّ".
يقول "شهدنا على كل شيء: حركة الواقفين ليلاً، الاعتداءات، سيارة الشرطة المحترقة في أيار/مايو 2016. سلامتنا الجسدية ليست مهدّدة، ولكن هذا دائم وشاق".
زميله إيرفيه برونييه الذي يملك منذ 13 عاماً مطعم لامارين عند القناة، يعتبر نفسه "محظوظاً" إذ لم يضطر إلى الإغلاق سوى لساعات خلال أيام سبت معيّنة.
يقول "سترات صفراء؟ لا نراهم هنا".على أية حال، يبقى مواكباً بشكل آني لمسارات كل سبت: "نحن سالمون مادياً، ولكننا نعيش تحت الضغط كل سبت لأن خروج الأوضاع عن السيطرة يمكن أن يحصل في غضون بضع دقائق.