مصادر أمنية: مظاهرات المحلة هي الكبرى ضد السيسي

21 سبتمبر 2019
النظام يسلط القمع على المتظاهرين (Getty)
+ الخط -

قالت مصادر أمنية في وزارة الداخلية المصرية إن المظاهرات التي اندلعت مساء الجمعة بميادين المحلة الكبرى، عاصمة محافظة الغربية وسط دلتا النيل، هي الكبرى ضد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منذ توليه السلطة.

وخرج المئات من أبناء المحلة مساء الجمعة عقب انتهاء مباراة كأس السوبر بين الأهلي والزمالك إلى ميدان الشون وميادين أخرى بالمحلة، مرددين هتافات: "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"ارحل يا سيسي"، استجابة لدعوة التظاهر التي أطلقها المقاول والممثل المصري، محمد علي، بعدما فضح فساد السيسي.

وأضافت المصادر أن هناك حالة من الكر والفر بين الأمن والمتظاهرين بالمحلة، وما زالت الهتافات مستمرة من قبل أعداد كبيرة غير معتادة منذ 2014.

وبحلول الساعة الـ9 والنصف مساء اليوم بتوقيت القاهرة، أغلقت قوات الشرطة جميع المداخل والمخارج المؤدية لميدان التحرير وانتشرت عناصر الأمن التي ترتدي الزي المدني بكثافة في جميع أرجاء الميدان والشوارع المؤدية له.

ورصد "العربي الجديد" ظهوراً مكثفاً ومفاجئاً لعناصر الأمن بزي مدني (أمناء شرطة ومخبرين ومجندين). كما دخلت محيط الميدان عربات التدخل السريع واستقرت مدرعات الأمن المركزي على الأطراف.

وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا بالمئات في شارع طلعت حرب وميدان سيمون بوليفار وشارع قصر العيني، فيما حاول المتظاهرون الفرار من القبضة الأمنية بالركض في الشوارع الصغيرة المؤدية إلى ميدان باب اللوق ومنطقتي عابدين وغاردن سيتي.

كذلك شنّت عناصر الشرطة بالزي المدني المنتشرين بكثافة في محيط ميدان التحرير والشوارع المؤدية له حملة اعتقالات عشوائية للشباب والمارة في تلك الشوارع، وقامت باستيقاف عشوائي لعشرات المواطنين الموجودين، سواء لغرض التظاهر أو بصورة عرضية في المنطقة.

ورصد "العربي الجديد" القبض على مجموعات من الشباب ونقلهم بالقوة إلى حافلات صغيرة (ميكروباص) بدون نوافذ تابعة للداخلية، حيث يتم تفتيشهم وتفتيش هواتفهم المحمولة، وتم إطلاق سراح البعض والإبقاء على آخرين.

وأقامت عناصر الشرطة بالزي المدني عدداً من الكمائن لاستيقاف الأشخاص الأقل من 40 عاماً بالقرب من مداخل الميدان، خاصة في شوارع باب اللوق؛ الفلكي ومحمد محمود ويوسف الجندي ونوبار، بينما اتسمت شوارع منطقة عابدين القريبة بالهدوء الشديد وازدحمت فقط المقاهي الشعبية بروادها.

وأغلق عدد من المحال التجارية في منطقة وسط البلد، خاصة في شارعي طلعت حرب وقصر النيل، وذلك بعدما تعرض أصحابها لمضايقات من عناصر الأمن، إذ أرغموهم على البقاء داخل المحال وعدم فتحها للمارة، خشية اختباء المتظاهرين فيها.

وأصيب قلب القاهرة بالشلل المروري جراء الغلق الكامل لميدان التحرير على ما فيه من سيارات وإخلائه من المارة، كما تم منع المواطنين من الترجل خارج محطتي مترو السادات (التحرير) والأوبرا.

ورصد "العربي الجديد" أيضاً تفتيش عناصر الشرطة للمواطنين الذين يحاولون الوصول إلى التحرير، وإجبارهم على فتح هواتفهم المحمولة واستعراض الصور وحسابات التواصل الاجتماعي وجهات الاتصال بها، وتم القبض على عدد من الشباب بسبب رفضهم تفتيش هواتفهم أو بعدما تبين لعناصر الشرطة بعض المعلومات الشخصية عنهم من خلال التفتيش.


وغادر السيسي القاهرة متوجهاً إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ74، التي تنطلق فعالياتها الثلاثاء المقبل.

وإضافة إلى ميدان التحرير خرجت مظاهرات عفوية اليوم، متفاوتة الحجم، بمحيط المحلة الكبرى والإسكندرية والمنصورة، استجابة لدعوة التظاهر التي أطلقها علي بعد أسبوعين من بثه مقاطع فيديو تتضمن شهادات على فساد نظام الحكم.