مشروع قناة السويس الجديدة..
مشروع الوادي الجديد (عبد الناصر)، وادي الصالحية (السادات)، توشكي (مبارك)، مشاريع وهمية ارتفعت في سماء مصر، ثم ما لبثت أن انفجرت مثل بالونات هواء، أو كما يفضّل المصريون تسميتها بـ"الفنكوش".
كثيرون هم مَن اتهموا مشروع قناة السويس الجديدة، والذي دشن له قائد الانقلاب العسكري، عبد الفتاح السيسي، بأنه مشروع وهمي، الغرض منه فقط الفرقعة الإعلامية، وجمع مليارات من الشعب المصري، ولا يعلم إلا الله كيف وأين ستنفق تلك الاموال؟
فهل، فعلاً، مشروع السيسي مجرد فنكوش؟
يتساءل كثيرون عن الفرق بين مشروع قناة السويس، الذي دشنه الرئيس محمد مرسي، ومنعه الانقلاب العسكري من استكماله، وبين مشروع السيسي الذي يحمل الاسم نفسه، على الرغم من أن مشروع السيسي صاحبته بروباغندا إعلامية، لم يسبق لها مثيل، وأغلب ما نشر عن المشروع يدور حول: "أنه سيحوّل مصر إلى مركز اقتصادي ولوجستي عالمي صناعي وتجاري، كما سيجعل مصر تؤثر فى التجارة العالمية، بإيجاد كيانات صناعية ولوجستية جديدة".
العجيب في المشروع أنه لم تنشر له، حتى الآن، دراسة جدوى واحدة في وسائل الإعلام، والأعجب أنه في جريدة الأهرام الحكومية تقرير منشور بتاريخ 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2014 يقول: "المخطط العام للمشروع سينتهي بعد ستة أشهر".
حملة إعلامية رهيبة، ومليارات جمعت لمشروع لم يوضع له تصور بعد؟!
وكل ما ذكره الخبراء: "إنه مشروع حفر مجرى ملاحي جديد مواز للقناة بطول 72 كلم، ومحطات إمداد وتموين لازمة له. أي زيادة في قدرات قناة السويس الحالية، بوظيفتها الحالية". ومَن سيدير هذا المشروع هو الجيش، بإسناد أعماله لشركات تابعة له، والمشروع لا تراقبه أي جهة رقابية في مصر، كما لم يعلن، حتى الآن، عن تعويض ما يزيد عن ألفي أسرة تشردت وهدمت منازلها، من أجل استكمال المشروع.
وفي تصريح لرئيس قناة السويس، مهاب ممش، عبر وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، قال: "مشروع تنمية قناة السويس الذي أعلن عنه السيسي سوف يحقق مئة مليون دولار سنوياً، أي ما يعادل حوالي 735 مليون جنيه سنوياً". وبحسبة بسيطة للمشروع الذي سيتكلف 60 مليار جنيه، نفهم أنه سيغطي فقط تكاليفه بعد 81 عاماً.