مشجعة لبنانية لمنتخب البرازيل: "نحن أبطال العالم!"

تشبك براءة كلتا يديها ببعض، وتعصر أصابعها بقوة. تبدو علامات التوتر واضحة على وجهها، أثناء متابعة إعادة مباراة كرة القدم بين منتخبي البرازيل وبنما. يملأ صراخها أرجاء المنزل مع فرصة ضائعة للبرازيل، وتعود لوضعية الاسترخاء بعد صد هجمة لمنتخب بنما. يبدو المشهد طبيعياً لأي متابع لمجريات المباراة، حتى تعترف براءة ــ التي تشجع منتخب البرازيل ــ أنها تابعت المباراة مباشرة على الهواء رغم فارق التوقيت بين أميركا اللاتينية ولبنان.
يتعدى تشجيع الشابة اللبنانية للمنتخب البرازيلي حد الإعجاب كما تقول: "نحن أبطال العالم في كرة القدم، ومنتخبنا قادر على الفوز مجدداً". وتتحدث براءة بصيغة الـ "نحن" لدى سؤالها عن البرازيل.
تشاركها في ذلك والدتها وأختها الصغرى وإن بصورة أقلّ: "تنهرني والدتي لعودتي بعد منتصف الليل بسبب مباراة كرة قدم، لكنها سرعان ما تسامحني لأنها تشاركني نفس العشق". أما شقيقتها الصغرى إيمان فقد اعتادت أن تؤجل موعد النوم بحسب جدول مباريات براءة المزدحم: "لا يقتصر الامر على الصراخ في المنزل، فأنا أضطر لتركها خجلاً في السوق عندما تدخل إلى محال الرياضة لشراء ملابس كرة القدم".
تسيطر ألوان العلم البرازيلي على ملابس براءة وغرفتها. على أحد الجدران، ترتفع صورة المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو، وكذلك في الخزائن. حتى على حسابها في موقع "فايسبوك" تقول براءة إنها "زوجة المدرب جوزيه مورينهو". اتهمها اصدقاؤها بالجنون يومها ولم تبال. "ليس لدي صديقات لأنهن لا يقدرن قيمة اللعبة، كل ما يعنيهن هو وسامة اللاعبين فقط!". أما عن إعجابها بمورينهو لدرجة "الجنون"، فالأمر مبرر بحرفية الرجل وحنكته التدريبية.
تمتد يد براءة إلى هاتفها الخلويّ مراراً أثناء الحديث. لا يخلو الهاتف بطبيعة الحال من عشقها الكرويّ، فرنة الهاتف من جو الكرة، وألوان الواقي كذلك. تتحدث براءة مع أصدقائها الشباب عند مباريات المونديال. "أنشأنا رابطة مشجعي المنتخب البرازيلي في لبنان، ونسقنا مع السفارة لجمع مشجعي البرازيل في أحد ملاعب كرة القدم في العاصمة بيروت".
وعلى الصعيد الشخصيّ، أتمت براءة تحضير "العدة". تساعدها شقيقتها في ترتيب شالات المنتخب البرازيلي، إلى جانب الرايات ومنها راية الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا". تشير براءة إلى حصولها على "شهادة تدريب كرة القدم للفيفا، بعد مشاركتها في دورة تدريبية". كما تعرض براءة في غرفتها مجموعة بطاقات صحفية لتغطيات كروية متنوعة، "درست الصحافة في الجامعة اللبنانية بهدف تغطية الأحداث الرياضية، واليوم أنا محررة رياضية مسجلة لدى الفيفا أيضاً".