مشانق قديمة

10 ابريل 2017
(الشاعر)
+ الخط -

I

بداية يوم جديد،
ضربات الشمس الأولى، مشانق معلّقة.

افتح دفترك أيها الشاعر: اكتب!
احذر من الرماح أيها المهاجر: ألك إخوة؟
على الحائط طحالب هنا وهناك، أيها الطفل المستيقظ لتوّك: عش!

لأن كلّ صباح له طفله وشاعره ومهاجره.
وكلّ ليلة لها حائطها الذي لا مفرّ منه وكتابها المُرّ وقائد سلاحها الفظ.

وبينما أنت تلبس توحّش جمالك لتعدو
أظلُّ منعزلا وأعجبُ بك كأنّك حصان في سهلي.


II

مدينتي اليوم طفلة لم تنضج،
خائفة، تلبس ثوباً متسخاً،
تجلس على درجات بنايتها
تمدّ يدها للعابرين...
تجمع أسناناً مكسّرة
ترمي حلوى على الرصيف، تصرخ
"تعال تعال" للحمام ليقترب
وحين يتجاهلها تخرج له لسانها.

مدينتي اليوم طفلة لم تنضج بعد،
ثوبها المتسخ عَلمُ عِناد أحمر
تحضن ركبتيها المجرّحتين
تجعّد شفتيها
تقطع رؤوس فراشات
تحرق حاويات الزبالة
تصنع عِقداً جديداً بغنائمها المنهوبة
تأتي والدتها، تشدّها من أذنيها
ترفض والدتها
ترفض أن تكبر،
لا تنبس ببنت شفة قط.

كلّ مساءٍ تعُدّ بملعقة مربعات السياج المعدني
كأنما تعزف الموسيقى.


III

القمر كان يجري في شرايين الأشجار
مانحاً إياها شكل موت فضيّ.
العرّاف، يعُدّ في عالمه الموحش ظلالاً أخرى، كان يسميها أيائل.
البائع المتجوّل كان يعرض ذكرياته عن مشانق البارونيات القديمة.
الكل كان يشتريها.
والقتل كان له جمال همجيّ كما في تراجيديا "ماكبث".


* δημήτρης αγγελής Dimitris Angelis شاعر وقاص يوناني من مواليد أثينا عام 1973.

** ترجمة: إبراهيم اليعيشي

المساهمون