مشاريع "بذرة" الريادية من غزة تكسر حواجز البطالة

20 نوفمبر 2016
ابتكار رائد يساعد كبار السن (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

يجول منذر القصاص بـ"السكوتر" الكهربائي الخاص به، في باحات الجامعة الإسلامية في غزة، في إطار تجربته لاختراعه الإلكتروني الذي صممه حتى يلبي احتياجات كبار السن، ويساعدهم في التنقل داخل منازلهم. ويعتبر السكوتر واحدا من ضمن ثمانية اختراعات صنعها الفلسطيني في شركته الريادية "احتياجات".

وعرض القصاص وفلسطينيون آخرون 16 مشروعًا رياديًا، اليوم الأحد، ضمن مشروع "بذرة"، الذي أقامته الجامعة الإسلامية في غزة. مشاريع هي الأولى من نوعها في القطاع، وضمت زوايا عديدة من الصناعات الإلكترونية والشركات الريادية التي تنتظر الفرصة لعرضها على أرض الواقع.

ويوضح القصاص، لـ"العربي الجديد"، أن "احتياجات" هي شركة ريادية تعمل على ابتكار وصيانة ما يلزم من أجهزة ومعدات طبية، وتحتوي على صناعات مختلفة كأجهزة التحكم بالتلفزيون عن طريق اللسان للمصابين بالشلل الرباعي الكامل، وروبوتات لتقليب صفحات الكتب وصناعات أخرى.

ويبيّن الثلاثيني، أن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من عشر سنوات، منع دخول العديد من المواد اللازمة لتلك الاختراعات، ما دفعه إلى البحث عن إعادة تدوير المواد المتوفرة في غزة، طامحًا إلى العمل على تحقيق الاكتفاء الفلسطيني الذاتي في تطوير وابتكار الأجهزة الطبية.

ودفعت الظروف الاقتصادية المتردية في غزة، ثلاثة فلسطينيين آخرين، إلى إنشاء شركة "Control Arts" المختصة في مجال تصميم وإنتاج الأنظمة الإلكترونية وأجهزة التحكم عن بُعد. ويقول ياسر الهندي، لـ"العربي الجديد"، إن الشركة تعمل على تلبية طلب السوق الفلسطيني في مجال الإلكترونيات والبرمجيات.

مهتمون بمشروع بذرة في غزة - عبد الحكيم أبو رياش 



ويضيف المهندس الفلسطيني، أن الشركة توفر أجهزة التحكم عن بُعد لجميع الأجهزة الكهربائية، من خلال التطبيقات الإلكترونية وصفحات ويب، ناهيك عن أجهزة لقياس الحجوم والسعة، وأخرى للتحكم في المزارع عن بعد، وغيرها من اختراعات إدارة أدوار العملاء في الشركات الفلسطينية.

ويبين زميله محمود صالحة أن إنشاء شركة "Control Arts" تطلب عامين كاملين من طرح الفكرة وبلورتها وتطويرها على أرض الواقع، وكان الهدف منها اختراع أجهزة تحكّم عن بعد محلية الصنع، وبأسعار تناسب الفلسطينيين القاطنين في قطاع غزة.

وعلى هامش المشروع، أوضح وزير العمل الفلسطيني، مأمون أبو شهلا، أن "نحو 400 ألف فلسطيني بلا عمل، معظمهم من الخريجين، يعيشون في مناطق الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، بفعل عوامل الحصار الإسرائيلي ومشاكل أخرى أخلاقية وإنسانية ووطنية".

وزير العمل الفلسطيني مأمون أبو شهلا- عبد الحكيم أبو رياش 


وقال أبو شهلا خلال كلمته، "إن الحكومة الفلسطينية غير قادرة على توظيف أي أحد، ومن يقول غير ذلك فهو يهذي، ناهيك عن أن القطاع الخاص هش وضعيف وغير قادر على إعطاء فرص عمل، بفعل الإجراءات الإسرائيلية".

وأشار إلى أن المساعدات التي كان من المفروض أن تصل إلى مليار و200 مليون دولار العام الماضي، لم يصل منها إلا 700 مليون دولار بحلول عام 2015، إضافة إلى مساعدات تقدر بمليار أخرى لعام 2016 لم يصل منها إلا 300 مليون دولار حتى شهر نوفمبر الجاري".

وبيّن أبو شهلا أن "هذه الضغوطات الاقتصادية تحول دون الوصول إلى تنازلات سياسية، وهذا الذي لن يحدث في كل الأحوال"، مضيفًا أنه "لم تتبق حلول للشباب الفلسطيني غير إيجاد فرص تشغيل وليس توظيفا، وهذا يتطلب تمويلاً كبيرًا".

             



المساهمون