مسيرة لأمّهات لبنانيات من عين الرمانة إلى الشياح: ضد الفتنة والتخويف

بيروت

سارة مطر

avata
سارة مطر
27 نوفمبر 2019
11E31AEC-818F-46AC-A91E-2B17F6AC5855
+ الخط -


شاركت عشرات اللبنانيات في مسيرة رمزية حملن فيها الزهور البيضاء، تحركت من تقاطع "عين الرمانة– الشياح" في ضواحي العاصمة بيروت، والذي اندلعت منه الشرارة الأولى للحرب الأهلية اللبنانية.
واحتشدت نساء ورجال عصر اليوم، تحت شعار "لا للفتنة. لا للتخويف"، استنكارًا للاشتباكات التي شهدتها منطقتا عين الرمانة والشياح ليل أمس الثلاثاء، معلنين رفضهم لمحاولات جر الشعب اللبناني إلى مخطّط شبيه بمخطط "بوسطة عين الرمانة" المعروفة بأنها بوسطة الحرب الأهلية، والتي لا تزال شبحًا يؤرق اللبنانيين، ويوقظ في ذاكرتهم مشاهد من تلك الحقبة السوداء من تاريخهم.

وحملت أمهات وسيدات من أهالي المنطقتين الشموع والزهور، وانطلقن بمشاركة عدد من الرجال والأطفال من شارع صنين في منطقة عين الرمانة باتجاه شارع أسعد الأسعد في منطقة الشيّاح، لما يحمله الشارعان من ذكريات المتاريس وخطوط التماس ومحاور الحرب التي دفعوا ثمنها.
وعلت هتافات ولافتات "مش مَحاور مش متراس. الشارع لكل الناس"، و"ضبّوا أحزابكم حلّوا عنّا. تركونا نعرف نعيش"، و"ما أغلى من الولد إلا توحيد البلد"، و"واحد واحد واحد. الشعب كله واحد"، و"مِن الرمانة للشيّاح. شعب واحد ما بيرتاح. وقف بوجه الإهانة. وبدّو يعيش بكرامة".

وقالت المشاركة في المسيرة سهى قبيسي، وهي من أهالي الشياح، لـ"العربي الجديد": "لا نريد العودة إلى الوراء، ولا نريد لأبنائنا أن يعيشوا هول القصف والقنص والرصاص، أو الاختباء في الملاجئ. نحن جيلٌ عاش الحرب الأهلية، وذاق مرارتها، ويعنينا الأمان والسلام، وما يجمع منطقتي عين الرمانة والشيّاح من تعايش سيبقى أكبر من أن يخرقه أي حزب".

وأعربت جنى أبي مرشد المقيمة في عين الرمانة، عن غضبها من أحداث ليلة أمس، قائلةً: "مشهد الاشتباكات أحرق قلبي، فنحن أهل، ولا يوجد في قاموسنا هنا وهناك، وإنما شعب واحد، نزور بعضنا، ونأكل ونشرب معاً، ولدينا ذكريات مشتركة، وهذه هي صورة لبنان الحقيقية".

وقالت زينة كرم، وهي أم لثلاثة أبناء: "أيّ جرح يصيب أي ولد يدخل قلب كلّ أم. لأننا عشنا الحرب الأهلية نزلنا اليوم إلى الشارع خوفاً على فلذات أكبادنا. لا نريد تكرار مآسي الحرب، فكلّنا نعاني الهموم المعيشية ذاتها من جوع وفقر".

وقالت أودريه، وهي والدة أجنبية لثلاثة لبنانيّين: "ما بدنا حرب. أشارك اليوم لأنّني رأيت أبناءنا أمس على الطرق يتقاتلون. هؤلاء أبناء لبنان، فكيف لنا أن نسكت على ذلك؟ ألم نتعلّم من الحرب الأهلية؟ لماذا لا يكفّون عن إثارة النعرات المذهبية والحزبية؟".

وقال سبعيني شارك في المسيرة إنّه كان مسؤولًا عسكريًا في المنطقة أيّام الحرب الأهلية، وأصيب خمس مراتٍ: "على السياسيين أن يخافوا الله، وأن يحبّوا شعبهم، وعلى أبناء عين الرمانة والشيّاح أن يقاوموا فتنة الزعماء، ويتمسّكوا بانتمائهم إلى لبنان دون سواه".


واستقبل أهالي وسكان الشيّاح المسيرة بنثر الورود والأرز والتصفيق والزغاريد، وكانت "خطوط التماس" معبّدة بعشرات الورود والشموع الداعية إلى الوحدة والسلام، وعند شارع أسعد الأسعد، وقفت إحدى الأمّهات حاضنةً طفلتها التي حملت وردة بيضاء وشمعة، تكرر: "لبنان لنا، فحافظوا عليه".

وقال فيّاض حرب ابن الجنوب المقيم في الشيّاح، على هامش المسيرة، لـ"العربي الجديد": "ما أجملها من صورة، وعلى وقع النشيد الوطني والأغاني الوطنية. إنها مسيرة استرداد الشارع، وتمتين جسور الوحدة الوطنية".
في حين اعتبرتها بعض المشاركات صرخة استغاثة تعبّر عمّا يختلج بصدور أمّهات لبنان من هواجس تحويل أبنائهن إلى وقود للحرب، وهذا ما اختصرته إحدى الأمّهات المشاركات التي رفعت لافتة كُتب عليها "ربّيتن بعيوني. مش لحياتن تسلبوني".




ذات صلة

الصورة
المستوطن الإسرائيلي زئيف إيرليك الذي قتل في جنوب لبنان (إكس)

سياسة

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء الأربعاء، بمقتل مستوطن إسرائيلي خلال معارك مع حزب الله في جنوب لبنان، بعد دخوله "دون موافقة رسمية".
الصورة
سيلين في مباراة لكرة القدم بلبنان (حساب سيلين/ إنستغرام)

رياضة

تعرضت اللاعبة اللبنانية لكرة القدم للسيدات، سيلين حيدر لإصابة خطرة، جراء شظايا صاروخ أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي واستهدف منطقة الشياح في ضاحية بيروت الجنوب.

الصورة
من مجزرة المركز الصحي في دورس بقضاء بعلبك 14 نوفمبر 2024 (إكس)

مجتمع

في جريمة حرب جديدة ضد الكوادر الطبية والمرافق الصحية في لبنان، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الخميس مجزرة في بلدة دورس في محافظة بعلبك الهرمل
الصورة
مجزرة عين يعقوب في عكار شمالي لبنان 12/11/2024 (عمر إبراهيم/رويترز)

سياسة

تهيمن الصدمة والغضب على السكان، في بلدة عين يعقوب الواقعة في أقصى شمال لبنان، فيما يواصل مسعفون البحث بأيديهم بين أنقاض مبنى كانت تقطنه عائلات نازحة.