شارك المئات من الفلسطينيين، مساء اليوم الأربعاء، في مسيرة ألفية دعت لها حركة "فتح" في قرية الخان الأحمر الفلسطيني، لمواجهة تهديدات الاحتلال الرامية إلى تهجير أهالي القرية وهدم مساكنهم بغرض تنفيذ مشروع القدس الكبرى الاستيطاني.
وانطلقت المسيرة بجانب الشارع الرئيسي الذي يسلكه المستوطنون باتجاه مدينة القدس وأريحا المحاذي للقرية، بمشاركة أعضاء من اللجنة المركزية لحركة "فتح"، وقياداتها، وممثلين عن الفصائل الوطنية الفلسطينية، والعشرات من النشطاء، والفلسطينيين الذين جاؤوا من مختلف مدن الضفة الغربية المحتلة.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات داعمة لصمود أهالي قرية الخان الأحمر، وأخرى رافضة لتهديدات الاحتلال، وكذلك هتافات تحمل الإصرار على البقاء والمواجهة ورفض الاحتلال الإسرائيلي بكل أشكاله.
الوزير وليد عساف رئيس "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" قال في كلمة له للمشاركين في المسيرة إن "وجوده في أكثر من ألف فلسطيني في القرية الصغيرة هو معركة فاصلة من المعارك التي تخاض ضد الاستيطان، ومعركة إنهاء الاحتلال"، موجها عبر وسائل الإعلام التي تم حشدها للفت أنظار كل العالم نحو الخان الأحمر وقضيته، دعوة للفلسطينيين بضرورة حشد أعداد كبيرة "كون المعركة محتدمة وفاصلة مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي".
كما وجه عساف رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي، "في حال ارتكب جريمته وهدم الخان الأحمر، حيث قال إن تظاهرات الفلسطينيين "لن تبقى في قرية الخان الأحمر، وثمة مراهنة على أن الحضور الشعبي الكبير في التظاهرة الألفية، سيدفع في كل مكان وسيشعل الأرض تحت أقدام الاحتلال، مطالبا سلطات الاحتلال بعدم المغامرة وهدم القرية لأن قضيتها ليست قضية أهلها بل قضية الآلاف".
وأعلن الوزير خلال كلمته، أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى تنفيذ نكبة ثالثة في الخان الأحمر، كونه لأول مرة ستهدم قرية فلسطينية بالكامل ويهجر سكانها منذ العام 67، مؤكدا أن الفلسطينيين سيدافعون عن القرية وعملية الهدم لن تمر، مطالبا العالم بالتخلي عن الصمت والتحول إلى الفعالية في مواجهة تهديدات الاحتلال وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار.
من جهته قال الناشط كمال أبو سفاقة لـ"العربي الجديد" إن مسيرة اليوم في قرية الخان الأحمر جاءت بعد مرور 30 يوما على تضامن الفلسطينيين ومبيتهم هناك حماية له من الهدم، مشيرا إلى أنها تحمل رسائل الصمود والمواجهة ضد قرار الهدم النهائي الذي سيبت فيه الاحتلال منتصف الشهر القادم.
وأكد الناشط أن المسيرة الألفية هي "بداية الإعداد لحشد المزيد من وجهة التضامن الشعبي الفلسطيني الذي يشكل ضغطا كبيرا على سلطات الاحتلال، وكذلك يلفت أنظار العالم عبر وسائل الإعلام كي يتراجع الاحتلال في المحصلة عن قرار الهدم وبقاء الخان الأحمر على مشارف مدينة القدس وبوابتها الشرقية".
ولفت إلى أن الفعاليات الشعبية الفلسطينية ستزيد وتيرتها خلال الأيام القادمة، من خلال دعوات حركة فتح لأقاليمها وفصائلها كافة إلى التواجد في كل يوم للمحافظة على الخان الأحمر والتناوب على البقاء فيه لحمايته.