16 فبراير 2018
مسيرات العودة.. البعد والعمق
عماد توفيق (فلسطين)
أمام الحجم الكبير من التآمر على القضية، وأمام الانسداد الكبير في الأفق، تجد القوى الحية التي تتحمل المسؤولية في الساحة الفلسطينية نفسها أمام مزيدٍ من الأعباء، إلا أن تعاظم التهديدات والمخاطر لم يعف الشعب الفلسطيني يوما من مواصلة النضال والمقاومة، ليس لتحصيل النصر بالضربة القاضية، في ظل هذه الظروف المزرية، ولكن لتحسين ظروفٍ يمكن البناء عليها، لتحصيل النصر بمراكمة النقاط.
لم تعد إفرازات "أوسلو" أسوأ ما يواجه القضية الفلسطينية، فالسلطة، بكل مكتسباتها، لم تعد، لا حلما، ولا حتى أملا لأي أحد في وقت بات الكل يتمنى أن تذهب فيه السلطة إلى الجحيم لجهة إعادة تعريف الفلسطيني، صاحب أشرف قضيةٍ على وجه الأرض، كي لا يبقى أي فرد أو مجموعة من الشعب الفلسطيني خارج التغطية.
أحد ميكانيزمات الاحتلال لبقاء سيطرته على الواقع الفلسطيني، والاستمرار في هذه السيطرة، هو إخراج أغلبية الشعب الفلسطيني من دائرة الصراع المباشر إلى دائرة الصراع غير المباشر، ليس للحصول على وطن، ولكن للبقاء على قيد الحياة، والعمل بقية عمره على تحسين شكل هذه الحياة ومضمونها فقط، ما يجعل مطلب العودة إلى شكل الصراع الحقيقي ملحا، وليس الاستمرار خلف مغامرات السلطة بإدارة الصراع، على أنها دولة تحت احتلال بأدوات عقيمة ومسلوبة الإرادة، دولة تحت البساطير.
وفي هذا الإطار، يعتبر إشعال مساحات مواجهة مع الاحتلال في مختلف ساحات الوجود الفلسطيني حتى داخل الخط الأخضر، أحد أدوات إعادة تموضع الملف الفلسطيني على الأجندة العالمية في ظل مخططات إنهاء الملف الفلسطيني، عبر عشرات المبادرات الصهيوأميركية من عمر القضية، والتي آخرها ما تسمّى صفقة القرن.
شكلت مسيرات العودة نمطا مقاوما يأخذ طابع الاستمرار، بحيث يخضع لعوامل الارتفاع والانخفاض تبعا لعوامل، منها المزاج الشعبي العام، وتعاظم المخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية، كموضوع نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
صحيح أنّ تل ابيب، كما القدس، مدينة فلسطينية، وأنّ الاحتجاج لا يعني أنّ القدس فلسطينية، وتل أبيب ليست كذلك، لكن تبقى مسيرات العودة باعثا ومحركا لمسيرة المقاومة الفلسطينية وضمان عدم انحرافها باتجاه الانحناء لعاصفة هذه المبادرة أو تلك الخطة.
قد يكون الثبات في منهج المقاومة واجبا، ولكن قد لا يكون من الواجب اعتبار المواجهة المسلحة مع الاحتلال ركنا أساسا في المقاومة، حيث يخضع شكل المقاومة للإمكانات والقدرة على خوض مواجهاتٍ واسعةٍٍ ذات ثمار ملموسة.
وهنا تبرز أهمية مسيرات العودة، والتي من أهدافها عدم تحييد أي بقعة فلسطينية عن ساحة المقاومة، لا ساحة غزة على الرغم من الحصار، ولا ساحة الضفة على الرغم من حالة الوهم والحمل الكاذب بالدولة التي تحياها السلطة، ولا ساحة القدس والـ 48 على الرغم من محاولات الاستفراد والتغييب عن الوعي الوطني، ولا مخيمات اللجوء والشتات على حدود فلسطين، على الرغم من محاولات التذويب والاشغال بتفاصيل ومفردات الحياة الصعبة.
مسيرات العودة ببعدها الوجودي لطبيعة الصراع كفيلة بتحريك مقاومة شعبية واسعة قابلة لمشاركةٍ واسعةٍ من أحرار العالم، فضلا عمن ثارت في صدورهم الحمية من العرب والمسلمين، في ظل العبث الأميركي في القدس عاصمة الثورة وقبلة الأحرار.
باختصار، بات الفلسطينيون يمتلكون بمسيرات العودة أحد أهم أوراق إعادة توحيد الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن وجوده، ومع مختلف القوى والفصائل، على اختلاف ألوانهم ومشاربهم السياسية.
لم تعد إفرازات "أوسلو" أسوأ ما يواجه القضية الفلسطينية، فالسلطة، بكل مكتسباتها، لم تعد، لا حلما، ولا حتى أملا لأي أحد في وقت بات الكل يتمنى أن تذهب فيه السلطة إلى الجحيم لجهة إعادة تعريف الفلسطيني، صاحب أشرف قضيةٍ على وجه الأرض، كي لا يبقى أي فرد أو مجموعة من الشعب الفلسطيني خارج التغطية.
أحد ميكانيزمات الاحتلال لبقاء سيطرته على الواقع الفلسطيني، والاستمرار في هذه السيطرة، هو إخراج أغلبية الشعب الفلسطيني من دائرة الصراع المباشر إلى دائرة الصراع غير المباشر، ليس للحصول على وطن، ولكن للبقاء على قيد الحياة، والعمل بقية عمره على تحسين شكل هذه الحياة ومضمونها فقط، ما يجعل مطلب العودة إلى شكل الصراع الحقيقي ملحا، وليس الاستمرار خلف مغامرات السلطة بإدارة الصراع، على أنها دولة تحت احتلال بأدوات عقيمة ومسلوبة الإرادة، دولة تحت البساطير.
وفي هذا الإطار، يعتبر إشعال مساحات مواجهة مع الاحتلال في مختلف ساحات الوجود الفلسطيني حتى داخل الخط الأخضر، أحد أدوات إعادة تموضع الملف الفلسطيني على الأجندة العالمية في ظل مخططات إنهاء الملف الفلسطيني، عبر عشرات المبادرات الصهيوأميركية من عمر القضية، والتي آخرها ما تسمّى صفقة القرن.
شكلت مسيرات العودة نمطا مقاوما يأخذ طابع الاستمرار، بحيث يخضع لعوامل الارتفاع والانخفاض تبعا لعوامل، منها المزاج الشعبي العام، وتعاظم المخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية، كموضوع نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
صحيح أنّ تل ابيب، كما القدس، مدينة فلسطينية، وأنّ الاحتجاج لا يعني أنّ القدس فلسطينية، وتل أبيب ليست كذلك، لكن تبقى مسيرات العودة باعثا ومحركا لمسيرة المقاومة الفلسطينية وضمان عدم انحرافها باتجاه الانحناء لعاصفة هذه المبادرة أو تلك الخطة.
قد يكون الثبات في منهج المقاومة واجبا، ولكن قد لا يكون من الواجب اعتبار المواجهة المسلحة مع الاحتلال ركنا أساسا في المقاومة، حيث يخضع شكل المقاومة للإمكانات والقدرة على خوض مواجهاتٍ واسعةٍٍ ذات ثمار ملموسة.
وهنا تبرز أهمية مسيرات العودة، والتي من أهدافها عدم تحييد أي بقعة فلسطينية عن ساحة المقاومة، لا ساحة غزة على الرغم من الحصار، ولا ساحة الضفة على الرغم من حالة الوهم والحمل الكاذب بالدولة التي تحياها السلطة، ولا ساحة القدس والـ 48 على الرغم من محاولات الاستفراد والتغييب عن الوعي الوطني، ولا مخيمات اللجوء والشتات على حدود فلسطين، على الرغم من محاولات التذويب والاشغال بتفاصيل ومفردات الحياة الصعبة.
مسيرات العودة ببعدها الوجودي لطبيعة الصراع كفيلة بتحريك مقاومة شعبية واسعة قابلة لمشاركةٍ واسعةٍ من أحرار العالم، فضلا عمن ثارت في صدورهم الحمية من العرب والمسلمين، في ظل العبث الأميركي في القدس عاصمة الثورة وقبلة الأحرار.
باختصار، بات الفلسطينيون يمتلكون بمسيرات العودة أحد أهم أوراق إعادة توحيد الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن وجوده، ومع مختلف القوى والفصائل، على اختلاف ألوانهم ومشاربهم السياسية.
مقالات أخرى
16 يناير 2018
16 فبراير 2016
04 ديسمبر 2015