مسلسل عن ترامب: ماذا لو كان الأبطال نجوماً عرباً؟

17 مارس 2017
من يلعب دور الشخصيتين الرئيسيتين؟ (دونكيهوتي/تويتر)
+ الخط -
أعلنت تقارير إخبارية أميركية عدة أخيراً عن نية الصحافيين، مارك هالبرين وجون هايلمان، إصدار كتاب يؤرخ للحقبة السياسية في عهد الرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترامب. وجرى الحديث عن النية لتحويل الكتاب لاحقاً إلى مسلسل قصير، فضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة الأميركية.

وبدأ الناشطون بتقديم اقتراحات حول الممثلين الأجدر بلعب أدوار الشخصيات الأبرز، خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية، وبينهم المرشحة الديمقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون وزوجها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، بالإضافة إلى المرشح بيرني ساندرز، ومستشارة ترامب المثيرة للجدل كيليان كونواي، وزوجة الرئيس الأميركي ميلانيا ترامب.

لكن ماذا لو تقرّر إنتاج نسخة عربية من المسلسل "الترامبي" الطويل، وحُصر الأمر بطاقم ممثلين سوريين ومصريين، كون الأعمال الدرامية السورية والمصرية هي الأكثر تأثيراً وانتشاراً في العالم العربي إلى حد ما.

للوهلة الأولى تبدو فكرة مسلسل أميركي بممثلين عرب مفتعلة، وخاصة أن محور المسلسل شخصية مثل ترامب. فلم يصل أي مجنون ومتهور وشعبوي إلى رئاسة أي بلد عربي على الإطلاق. ولم نتابع، كمواطنين عرب، عبر شاشات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي أي مسؤول عربي عنصري أو مطالب بترحيل اللاجئين و"الأجانب" منه.

ولم نشهد على أي مسؤول متحرش أو صاحب تصريحات معادية للمرأة العربية قطّ، فالمرأة العربية على رأس اهتمامات مسؤولي العالم العربي، لدرجة أنهم لا يسمحون لها بقيادة سيارتها، خوفاً من فقدانها بحادث لا سمح الله. ولا يُسمح لها بتسلم وزارة مخصصة لشؤونها، لأنهم لا يريدون إتعابها في أمور لا قيمة لها، وفي دول أخرى، ومن شدة قلق مواطنيها عليها، توصف بـ "المعزة"، وتتلقى توصيات من نوع "كل واحد عنده معزة يربطها".

على كل حال، قررنا تخيل عالم فوضوي ومجنون لا يشبهنا في العالم العربي، واقتراح أسماء ممثلين لتشخيصه. وسنبدأ من الشخصيات الثانوية وصولاً إلى الرئيسية.

نبدأ بالمرشح الرئاسي في صفوف الحزب الديمقراطي، بيرني ساندرز، وجولة سريعة على أبرز مواقفه: "الطبقة الوسطى لدينا تشهد انهياراً. نشهد تفاوتاً في توزيع الثروات والمداخيل اليوم أكثر من ما شهدنا منذ العام 1920"، "أصحاب المليارات في أميركا على طريق الحرب. يريدون المزيد والمزيد والمزيد"، "نتجه نحو مجتمع أكثر أوليغارشية، حيث سيتحكم أصحاب المليارات بالاقتصاد والحياة السياسية في البلاد"، "رسالة إلى طبقة أصحاب المليارات: لا يمكنكم الحصول على كل شيء"، وغيرها.

لا يمكن المرور على هذه المواقف، من دون تذكر الممثل السوري، بسام كوسا، وتحديداً دوره "نجيب" في المسلسل السوري الاجتماعي "الفصول الأربعة"، إذ يشاركه نجيب المواقف نفسها تقريباً. وبينما تبدو الأوليغارشية وأصحاب المليارات أعداء ساندرز، يتمثل عدو "نجيب" بشكل مصغر في شخصية صهره التاجر الغني "مالك الجوربار".



"نجيب" المثقف والعامل ومتوسط الحال، حامل همّ ضحايا الحروب والمجاعة حول العالم، والمطالِب دائماً بمراقبة الهدر، وإعطاء العاملين حقوقهم، حتى في أكثر اللحظات الرومانسية مع زوجته "مجدة" (مها المصري). عدوه "مالك الجوربار" التاجر صاحب الملايين وصاحب الحظوة عند بيت حمويه، وطبعاً المتزوج من ابنة العائلة الأجمل "فاتن" (سلمى المصري) التي يكبرها بأكثر من عشرين عاماً.

تجدر الإشارة إلى أن شخصيات مسلسل "الفصول الأربعة" وحدها كافية لتأمين طاقم مسلسل ترامب كله، إذ يعد شاملاً ومرآة للمجتمع العربي عامة، والمجتمع السوري قبل الثورة خاصة، لكننا سنعتمد التنوع.

ننتقل إلى مستشارة ترامب المثيرة للجدل، كيليان كونواي. تبدو قائمة الممثلات العربيات المؤهلات للحصول على دورها طويلة جداً. وتتراوح ميزاتهن بين الشبه الشديد بالشكل، الشبه من شخصيات لعبنها سابقاً، أو الأهم وجوه الشبه بين شخصياتهن الحقيقية وشخصية كونواي.

تبدو الممثلة المصرية، إلهام شاهين، خياراً ممتازاً. ربما بسبب ثقل الدم في الحقيقة والتمثيل، فشاهين تبدو دائماً كشخص احتل مكان آخرٍ محبوب، بالقوة والتصنع. ويعد قرار حلولها محل الممثلة المصرية، آثار الحكيم، بدور "زهرة" في مسلسل "ليالي الحلمية" في جزءيه الرابع والخامس أوضح مثال.

وفي هذا السياق، تبدو طريقة جلوس كونواي "الطريفة والعفوية" في البيت الأبيض في الصور المنتشرة أخيراً الأشبه بحركات شاهين المصطنعة، أثناء تدليل والدها "العمدة سليمان غانم" (صلاح السعدني). أما على الصعيد الشخصي، فمن تؤيد الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، لن "تغص" بترامب. وكخيار ثانٍ، لا بأس بأخذ الممثلة غادة عبدالرازق بالاعتبار أيضاً.

الممثلة صفية العمري الأجدر بلعب دور المرشحة الديمقراطية الخاسرة، هيلاري كلينتون. الشبه في الشكل موجود نوعاً ما، ولعبت العمري أدواراً عدة عكست فيها قوة الشخصية والاستقلالية والطموح من دون غياب النزعة الشريرة، ما يجعلها الأنسب وفي قائمة الاختيارات.

لا نزال في بيت كلينتون، ويبدو أن الرئيس الأميركي السابق، بيل كلينتون، من الشخصيات التي لن نعاني أبداً في ترشيح ممثلين للعبها. عناصر عدة تلعب دوراً في هذا المجال مثل "فضيحة لوينسكي"، شخصيته اللعوبة، أو حتى نظراته اللافتة للانتباه نحو زوجة الرئيس الأميركي، ميلانيا ترامب، أثناء حفل التنصيب الرسمي في فبراير/شباط الماضي. لكن للحصر، يبدو الممثل المصري الراحل، محمود عبدالعزيز، أبرز مرشحينا، لكننا نستبدله بالممثل السوري، عابد فهد، لأسباب تتعلق بالحياة والموت.

نصل إلى بيت ترامب. يبدو أن الممثلة المصرية، يسرا ستفوز بدور عمرها. شكلاً ومضموناً وصوتاً وفكراً، كأن يسرا خلقت لتلعب هذا الدور. تجاهلوا أدواراً مثل "عزة" في "الراعي والنساء"، وركزوا على دورها في "الإرهاب والكباب" و"عمارة يعقوبيان" وغيرها. لا مجال لتجاهل الشبه، وأعتذر عن عدم قدرتي على اقتراح أي اسم آخر للعب دور ميلانيا، فيسرا أكثر من مثالية.

والآن "الرجل الكبير" دونالد ترامب. لو استطعنا الدمج بين شكل الممثل المصري، حسين فهمي، وشخصية الممثل عادل إمام فسنحصل على ممثل مبهر للعب الدور. وطبعاً يبدو حمدي الوزير صاحب أشهر نظرات "متحرشة" في السينما المصرية مناسباً أيضاً، لكن ملامحه لا تساعده.

ولا بد من اقتراح اسم الممثل المصري، سعيد عبدالغني، صاحب البزة البيضاء والحذاء الأبيض ضمن اللائحة. المهم أننا لا نستطيع الحسم فعلاً من سيفوز بدور ترامب، وقد يكون ترامب الأجدر بلعب دوره، وبعيداً عن المزاح، لا نعتقد أن نجم تلفزيون الواقع السابق سيعارض، أو قد نكتفي باكتشاف المواهب التمثيلية لأحد الرؤساء العرب، وفي هذا المجال لا حدود للخيارات.


المساهمون