مساع عراقية لحسم ملف استكمال حكومة الكاظمي عشية استئناف جلسات البرلمان

02 يونيو 2020
الكاظمي يسعى لتمرير المرشحين ولو "جزئياً" (الأناضول)
+ الخط -
من المرتقب أن تعقد الكتل العراقية، مساء الثلاثاء، اجتماعاً للتوافق بشأن مرشحي الوزارات الشاغرة، وسط محاولات من قبل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي لتمرير المرشحين ولو "جزئياً" خلال جلسة البرلمان المزمع عقدها الأربعاء، فيما لا يزال الخلاف مستمراً بشأن عدد من المرشحين لتلك الوزارات، وعددها 7.

وقررت رئاسة البرلمان العراقي عقد جلسة اعتيادية يوم غد الأربعاء، لم يحدد بعد جدول أعمالها.

ووفقاً لعضو في البرلمان العراقي، فضّل عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، فإنّ "محاولات تجرى من الكاظمي لعرض مرشحي الوزارات الشاغرة خلال الجلسات الأولى للبرلمان التي تستأنف الأربعاء، بعد نحو ثلاثة أشهر على توقفها"، مبيناً أنّ "الكاظمي أجرى اتصالات مع قادة الكتل السياسية وبحث معهم الملف، وأن الكتل ستعقد اجتماعاً، مساء اليوم الثلاثاء، بشأن ذلك".

وأكد المصدر ذاته أنه "سيتم بحث الأسماء المرشحة للوزارات، ومحاولة التوافق بشأنها، وإن كان بشكل جزئي، أي إنه قد يتم حسم الخلاف بشأن عدد من الوزارات، وهي ثلاث على أقل تقدير، في حال لم يتم التوافق بشأن الوزارات الأربع الأخرى"، مشيراً إلى أن "الكاظمي يسعى لتمرير أي من الوزارات، وتحديداً وزارتي النفط والخارجية، لكي يكون هناك تقدم بهذا الملف".

وأوضح أنّ "الخلاف بشأن مرشح وزارة النفط لا يزال عميقاً، أما الخارجية، والتي هي من حصة الأكراد، فيبدو أن هناك مرونة من جانبهم، فمع تمسكهم بترشيح فؤاد حسين الذي ترفضه الكتل ببغداد، يجري الحديث عن وجود مرشح آخر بديل عنه، كما أن هناك شبه حسم لمرشحي حقيبتي الثقافة والتجارة". 

في المقابل، أكدت كتلة "تيار الحكمة" في البرلمان العراقي، بزعامة رجل الدين عمار الحكيم، صعوبة الخروج من أزمة استكمال الحكومة، في حال استمرار تمسك الكتل السياسية بمواقفها وعدم تقديم تنازلات.

وقال النائب عن التيار علي البديري، في تصريح صحافي، إنّ "الكاظمي سعى جاهداً لاستكمال ملف مرشحي الوزارات قبل عطلة العيد، لكن الضغوط وإصرار بعض الكتل السياسية على تثبيت مبدأ المحاصصة الحزبية والتمسك بمواقفها، حال دون الاتفاق على أسماء المرشحين للوزارات المتبقية".

ودعا البديري الكتل إلى أن "تعي خطورة المرحلة والأزمات التي تعيشها البلاد، لا سيما أن الحكومة لديها واجبات محددة تنسجم مع المطالب الشعبية تريد تنفيذها، ما يحتاج إلى إكمال الكابينة الحكومية"، محذراً من أنّ "تمسّك الكتل السياسية بشروطها ومواقفها، سيتسبب باستمرار الأزمات التي تؤثر سلباً على القطاعات المختلفة في البلاد، الأمر الذي يوجب عليها (الكتل) تقديم تنازلات للخروج من الأزمة".

أما "تحالف سائرون"، الذي يتزعمه التيار الصدري، فقد رجّح وصول السير الذاتية لمرشحي الوزارات الشاغرة إلى البرلمان، اليوم الثلاثاء، لكنّه لم يؤكد إمكانية تمرير المرشحين خلال جلسة الأربعاء.

وقال النائب عن "سائرون" بدر الزيادي إنّ "جدول أعمال جلسة غد الأربعاء لا يزال محط خلاف بين الكتل السياسية، ولم يتم الاتفاق بشأنه بعد"، مبيناً، في تصريح صحافي، أنه "من المرجح أن يتضمن الجدول التصويت على أسماء المرشحين".

وأكد أنّ "السير الذاتية للمرشحين للوزارات قد تصل اليوم إلى البرلمان، وأنها ستتضمن مرشحين بدلاء في حال تم رفض بعض الأسماء"، مشيراً إلى أنّ "البرلمان سيناقش أيضاً عدداً من القوانين المهمة، منها قانون رواتب رفحاء وقانون الموازنة وغيرها". 

ووفقاً للخبير بالشأن السياسي العراقي أحمد الحمداني، فإن "استمرار الفراغ في حكومة الكاظمي يعتبر أبرز معوقات البدء بالكثير من المشاريع التي وعد بها رئيس الوزراء".

ولفت الحمداني، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "هناك وزارات يجب ألا تتأخر كثيراً أزمة فراغها، وخاصة النفط والخارجية، فالوزارتان اليوم بمواجهة أزمتين للعراق، الأولى تتعلق بالمفاوضات المقبلة بشأن حصة العراق واستثنائه من تخفيضها ضمن اتفاق (أوبك) الأخير، كما سيكون على العراق الدخول بمفاوضات مع الأميركيين، خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن الحوار الاستراتيجي المرتقب"، مشيراً إلى أنّ "الكثير من الملفات باتت مرهونة بحسم ملفات الوزارات السبع الشاغرة".

دلالات
المساهمون