أعلنت تونس انها سترسل، في غضون أيام، طائرة خاصّة محمّلة بالمساعدات والأدوية إلى قطاع غزة، تنفيذاً للقرار الصادر عن رئاستي الجمهورية والحكومة قبل يومين. ويبدو أن النية تتجه أيضاً الى إحضار عدد من الجرحى الفلسطينيين لتلقي العلاج في تونس.
من جهة أخرى، غلبت الاعتداءات الإسرائيلية على جلسة المجلس التأسيسي التونسي، يوم الاثنين، وعلت الاعلام الفلسطينية قاعة الاجتماعات الكبرى، واتشح النواب بالكوفية الفلسطينية وجدد عدد منهم الدعوة الى مقاطعة احتفال السفارة الفرنسية بالعيد الوطني الفرنسي، اعتراضاً على الموقف الفرنسي الرسمي المبرر للعدوان الإسرائيلي.
ودعا عدد من أعضاء المجلس الوطني الى اعتماد سلاح المقاطعة كشكل من الأشكال النضالية في التضامن مع فلسطين، فيما طالب آخرون بإقرار قانون تجريم التطبيع مع إسرائيل. وكانت جمعية "برلمانيون من أجل القدس" دعت كل البرلمانات في العالم الى التضامن مع ضحايا غزة. ودعا عدد من نواب "التأسيسي" البرلمانات العربية الى اعتماد قانون تجريم التطبيع بدورها.
وطالب عدد من النواب بتخصيص جلسة عامة خاصة بالعدوان الذي تشنه إسرائيل على غزة، والنظر في أشكال التضامن العملية الممكنة مع القطاع ومع ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية.
ولم تخلُ الجلسة من ملاسنات سياسية وتسجيل نقاط بين بعض الكتل النيابية، اذ أشار بعض النواب الى ما أسموه "التمسح على اعتاب السفارتين الأميركية والفرنسية والجلوس على طاولات العشاء ليلاً ومساندة الشعب الفلسطيني نهاراً"، وهو ما دفع نواب آخرين الى الرد واعتبار هذا الكلام من قبيل المزايدات السياسية.
وفي سياق متصل، عبّرت حركة "النهضة" عن رفضها لمقاطعة الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي، وهو الموقف نفسه لرئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر، في حين أصرت احزاب اليسار (الجبهة الشعبية، التحالف الديمقراطي، والمؤتمر من اجل الجمهورية) على عدم الحضور.
ويتضح أن المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس المنصف المرزوقي، مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، والاتفاق على العمل لوقف عاجل لإطلاق النار في غزة، قد غي من موقف الحكومة وبعض الاحزاب الاخرى من موضوع المشاركة.