زار مسؤولون أميركيون، معظمهم من قادة الجيش ووكالة الاستخبارات، الـ"أف بي آي"، بغداد وأربيل، بشكل غير معلن حوالي 12 مرة، من أصل 31 زيارة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، لتنسيق الجهود ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، بحسب ما أكدت مصادر حكومية عراقية لـ"العربي الجديد".
وجرت خلال هذه الزيارات، لقاءات مع مسؤولين عراقيين، كرئيس الحكومة حيدر العبادي ووزراء الدفاع والداخلية وقادة بالجيش.
الزيارات غير المعلنة والمستمرة بشكل دوري، تمت جميعها من خلال طائرات نقل عسكرية خاصة حطت في مطار بغداد الدولي، وهي مهام منفردة للولايات المتحدة خارج إطار التحالف الدولي، وفقاً لمسؤول حكومي.
وأسس التحالف الدولي، في 19 أيلول/ سبتمبر 2014، مقراً لعملياته بالعراق، أطلق عليه "غرفة التنسيق المشترك"، واتخذت "المنطقة الخضراء"، وسط بغداد، مقراً لها بطاقم أميركي، فضلاً عن تمثيل فرنسي وكندي وألماني محدود.
وتوقّع المصدر، الذي يشغل منصباً وزارياً في حكومة العبادي، "ارتفاع عدد العسكريين الأميركيين في البلاد مع نهاية العام الجاري، 2015، إلى 10 آلاف جندي ومستشار من مشاة البحرية الأميركية، (المارينز)، حيث تجري حالياً عملية إعادة تقييم النتائج التي قدمتها القوات الأميركية الموجودة في العراق، اليوم، وهناك ترجيحات برفع العدد بشكل تدريجي حتى نهاية العام الجاري لتبلغ نحو عشرة آلاف عسكري ينتشرون في مناطق مختلفة من البلاد".
ويوجد حالياً حوالي 3600 عسكري أميركي يقيم معظمهم في بغداد والانبار وصلاح الدين، داخل قواعد محصنة تخضع لحماية سرب مروحيات الاباتشي تحيط بمناطق وجودهم. وتقدم تلك القوات خدمات عسكرية وأمنية للقوات العراقية، ولم تسجل مشاركتها مباشرة في معارك مع داعش إلا في ثلاث مرات غرب الانبار، قرب قاعدة عين الأسد.
وأشار المصدر إلى "وجود تغيير في مواقع قوى شيعية راديكالية من مسألة التواجد الأميركي البري في العراق بسبب ارتفاع عدد قتلى الميليشيات التابعة لها إلى مستويات قياسية خلال الشهرين الماضيين خلال المواجهات مع تنظيم داعش، وهو ما دفعها الى إبداء مرونة في تقبّل الفكرة التي بدت لهم مناسبة، خاصة مع فشل عسكري متواصل في تحرير المدن العراقية الرئيسة التي يسيطر عليها التنظيم منذ نحو سبعة أشهر".
وكانت قوى شيعية محافظة، كالتيار الصدري وحزب الدعوة، رفضت أي وجود عسكري بري أميركي في العراق باعتباره انتهاكاً للسيادة العراقية، لكن أطرافاً أخرى اعتبرت الحديث عن السيادة مضحك وغير منطقي، فالسماء العراقية باتت متعددة الجنسيات.