كشف الصحافي الأميركي بوب وودورد في كتابه الجديد "الخوف" أن مسؤولين أمنيين كبارا أبلغوا الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إسرائيل لن تكون قادرة على الصمود في مواجهة الهجمات الصاروخية التي سيشنها "حزب الله" في أيّ مواجهة مقبلة بين الجانبين.
وبحسب صحيفة "معاريف"، فقد قدر ديرك هروي، العضو في طاقم الأمن القومي في البيت الأبيض، أمام ترامب، بأن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، أي القبة الحديدية و"حيتس" و"مقلاع داود"، لن يكون بوسعها تأمين العمق الإسرائيلي، متوقعاً أن تحدث صواريخ "حزب الله" أضراراً هائلة.
ووفق الكتاب، الذي بيعت منه حتى الآن 750 ألف نسخة، فقد حذر هروي من أن إسرائيل ستتعرض لكارثة في حال نشبت الحرب مع "حزب الله"، مشيراً إلى أن الحزب يملك حالياً 150 ألف صاروخ.
وبحسب ما نقله الكتاب عن المسؤول الأميركي، فقد نجح "حزب الله" في زيادة ترسانته من الصواريخ إلى حد كبير مقارنة بما كان يملكه عند انتهاء حرب تموز 2006، حيث كان يملك 45 ألف صاروخ فقط، مشدداً على أن منظومات الدفاع الجوية الإسرائيلية ستنهار، ولن تكون قادرة على تأمين الإسرائيليين.
وأشار الكتاب إلى أن هروي أوضح أمام ترامب أنه استناداً إلى معلومات استخباراتية "حساسة" تملكها الولايات المتحدة، فإن لدى "حزب الله" 48 ألف مقاتل بوظيفة كاملة، منوهاً إلى أن "جيش حزب الله يمثل تهديداً وجودياً لإسرائيل".
وأضاف المسؤول الأميركي، بحسب ما جاء في الكتاب، أن اندلاع مواجهة بين إسرائيل وإيران سيفضي إلى نتائج كارثية، لأن الولايات المتحدة ستتورط فيها.
وعندما تدخل جاريد كوشنير، صهر ومستشار ترامب في النقاش مطالباً بالتعامل مع "حزب الله" بشكل أكثر جدية، ردّ هروي عليه قائلاً إن قوات حرس الثورة الإيرانية اندمجت في البنى التنظيمية لـ"حزب الله"، مشيرا إلى أن الحزب يتلقى سنوياً مليار دولار من طهران.
واستدرك الكتاب أن التقديرات التي قدمها هروي، أحدثت خلافاً في أوساط أركان الإدارة الأميركية، حيث إنه في الوقت الذي أيدها كل من مدير الاستخبارات الوطنية دان كفيتس ووزير الخارجية مايك بومبيو، إلا أنها لم تثر انطباع كل من وزير الدفاع جيمس ماتيس ووزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون.
وبحسب الكتاب، فإن السفير الإسرائيلي في واشنطن رون ديرمر اقترح أن يتوجه هروي للقاء قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لتقديم المساعدة لهم بشأن سبل مواجهة "حزب الله"، إلا أن مستشار الأمن القومي السابق هربرت ماكماستر، المسؤول المباشر عن هروي، لم يأذن بذلك.
ونوه الكتاب إلى أن هروي التقى في يوليو/تموز من العام الماضي عدداً من كبار قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، لكنه لم يكن شريكاً في وضع أيّ خطة مشتركة لمواجهة "حزب الله"، مشيراً إلى أن ماكماستر طرد هروي من وظيفته في الشهر ذاته الذي التقى به القادة الأمنيين الإسرائيليين.