مراسل "الحرّة" في العراق ينجو من سادس محاولة اغتيال

03 سبتمبر 2014
الشباني: تقصير بحماية الصحافيين برغم وجود قانون (العربي الجديد)
+ الخط -

اظهر تقرير عرضته قناة "الحرة" حجم الدمار الذي خلفه الانفجار بمنزل مراسلها الصحافي العراقي ميثم الشباني الذي نجا من محاولة الاغتيال السادسة على التوالي، بعد ان تعرّض منزله الواقع في حي الضباط بمحافظة الديوانية(180 كم) جنوب العاصمة بغداد الى اعتداء من ميليشيا محلية.
وكانت ميليشيا مجهولة هاجمت عند الساعة التاسعة والنصف من مساء الاثنين، منزل الشباني بقنبلة مصنوعة من مادتي (تي ان تي) و(سي 4).
وقد تعرّض الشباني في غضون السنوات السبع الاخيرة التي قضاها في العمل مراسلا لقناة "الحرة" الاميركية الى خمس محاولات سابقة.
وفي اتصال هاتفي ابلغ ميثم الشباني "العربي الجديد"، ان من يقف وراء الهجوم مجاميع مسلحة، نفذت خلال الشهرين الماضيين نحو 25 عملية اغتيال، استهدفت ضباطا للشرطة ورجال دين. "يبدو انهم وضعوني على اللائحة اخيرا"، يقول الشباني ضاحكاً. ويتابع: "هذه سادس محاولة منذ التحاقي بالعمل في قناة الحرة عام 2007".
ويستبعد الشباني ان يكون لعمله بـ"قناة الحرة" بحد ذاته صلة بعملية الاغتيال، لكنه يقول ان "لطبيعة التقارير التي اعدها صلة بالامر، ولذلك جميع الاطراف الشيعية والسنية تستهدفني". وربما يعزز ما يذهب اليه ميثم الشباني، عدم تعرض بقية زملائه في قناة "الحرة" لمحاولات اغتيال مماثلة في محافظات العراق المختلفة.
وكان الشباني اصيب بجروح طفيفة في يوليو/تموز الماضي، اثناء قيامه بمهمة صحافية ومرافقته لـ"جهاز مكافحة الارهاب" في قضاء جرف الصخر شمال مدينة الحلة الذي يسيطر عليه اليوم تنظيم ما يسمى بـ"الدولة الاسلامية".
من جهته، دان "مرصد الحريات الصحافية" حادث اغتيال الشباني، وحمّل مدير المرصد الصحافي هادي جلو مرعي، السلطات الحكومية مسؤولية الحفاظ على سلامة الصحافيين، وقال مرعي لـ"العربي الجديد": "هذا الحادث يذكرنا بعشرات الحوادث المماثلة التي اخفقت فيها السلطات في الكشف عن الجناة"، مضيفا: "هناك تقصير واضح من قبل الدولة بحماية الصحافيين برغم وجود قانون خاص بحمايتهم".
الى ذلك، قامت السلطات الامنية في محافظة الديوانية، ممثلة بجهازي الشرطة والاستخبارات بفتح تحقيق في الحادث، لكنهما لم يعلنا اية نتيجة حتى الان.
ويرى ميثم الشباني، ان "التحقيق لن يسفر عن اي شيء، مثلما حدث في مرات سابقة"، ويعزو اسباب ذلك الى "ضعف الجهد الاستخباري، اضافة الى الضغوط السياسية التي تمارسها الجهات المنفذة على الاجهزة الامنية في المحافظة".
يشار الى ان اكثر من 150 صحافيا قتلوا في العراق منذ عام 2003، واكثر من 500 حالة اعتداء. ويعيد حادث ميثم الشباني الاخير الى الاذهان، حجم المخاطر الكبيرة التي يتعرض لها الصحافيون في المناطق غير الآمنة في العراق.

دلالات
المساهمون