الانتخابات الفرنسية: لماذا فشلت الاستطلاعات في توقع النتيجة؟

08 يوليو 2024
العلم الفرنسي في باريس، 7 يوليو 2024 (فيكتوريا فالديفيا/هانز لوكاس/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **نتائج غير متوقعة**: تحالف الجبهة الشعبية الجديدة يتصدر الانتخابات التشريعية الفرنسية، متفوقاً على حزب التجمع الوطني، مما فاجأ الجميع وخالف التوقعات.
- **اعتراف بالفشل**: رئيس معهد إيلاب، برنارد سانانيس، يعترف بفشل التوقعات، مشيراً إلى عدم ملاحظة تشكّل جبهة جمهورية ضخمة وزيادة المشاركة التي منحت مرشحي اليسار والوسط مزيداً من الأصوات.
- **فشل عالمي**: فشل استطلاعات الرأي في الانتخابات الفرنسية يعيد إلى الأذهان فشلها في توقع نتائج انتخابات أخرى مثل صعود ترامب وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

حصل تحالف الجبهة الشعبية الجديدة، الأحد، على المركز الأول في الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية التشريعية، متفوقاً على حزب التجمع الوطني (اليمين المتطرف)، الذي قذفت به أصوات الشعب الفرنسي إلى المركز الثالث. فاجأت النتيجة الجميع وخالفت التوقعات، في تكرار لمحطات سابقة حول العالم فشلت خلالها استطلاعات الرأي في تحديد نتائج الانتخابات، أبرزها خلال انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016.

اعتراف بالفشل وتبريرات

"لم نتوقع حدوث ذلك"، كان هذا اعتراف رئيس معهد استطلاعات الرأي إيلاب، برنارد سانانيس، في حديث صباح الاثنين إلى قناة بي إف أم الفرنسية.

كان نتائج استطلاع "إيلاب" الأخير بين الجولتين الانتخابيتين، قد أشارت إلى أن حزب الجبهة الوطنية وحلفائه قد يحصلون على عدد يتراوح بين 200 و230 مقعداً في البرلمان الجديد، متفوّقين على الجبهة الشعبية الجديدة (بين 165 و190 مقعداً) والحزب الرئاسي (بين 120 و140 مقعد)، لكن النتائج التي صدرت مساء الأحد كذّبت هذه التوقعات.

وقال سانانيس: "قبل أيام قليلة كانت الأغلبية المطلقة لحزب التجمع الوطني"، معتبراً أن سبب انقلاب الموازين هو تشكّل جبهة جمهورية "ضخمة" "لم تتم ملاحظتها بالشكل الكافي" من قبل معدي الاستطلاعات. يُقصد بـ"الجبهة الجمهورية" تجمع أحزاب سياسية عدة من اليمين واليسار خلال الانتخابات، ضد اليمين المتطرف الذي يعتبره هؤلاء حزباً معارضاً للنظام الجمهوري. 

وأضاف سانانيس أن "زيادة المشاركة تعني أن مرشحي اليسار أو الوسط في دوائر انتخابية عدة قد حصلوا على مزيدٍ من الأصوات، وهو ما منحهم النجاح". كان الهدف هو إضعاف حزب الجبهة الوطنية، الأمر الذي نجح، خاصة مع وقوع حوادث عدة كلّفت حزب جوردان بارديلا عدداً هامّاً من المقاعد.

وكانت الاستطلاعات صحيحة للغاية خلال الانتخابات الأوروبية في يونيو/ حزيران الماضي. قبل يومين من التصويت، أشار "إيلاب" إلى أن حزب التجمع الوطني لا يزال "متقدماً بفارق كبير في نوايا التصويت" بنسبة 32%، يليه حزب النهضة (16%) والحزب الاشتراكي (14.5%). وفي 7 يونيو/ حزيران، تقدّم حزب التجمع الوطنية فعلاً بفارق كبير بعد استحواذه على نسبة 31.36% من الأصوات، تلاه حزب النهضة (14.6%) والحزب الاشتراكي (13.83%).

فشل يتجاوز الانتخابات الفرنسية

يذكّر فشل استطلاعات الرأي في توقع نتائج الانتخابات الفرنسية بفشلها بتوقع صعود اليمين خلال انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، عندما فاز الجمهوري المثير للجدل، دونالد ترامب، على المرشحة الديموقراطية، هيلاري كلينتون.

آنذاك، توقع استطلاع أعدته صحيفة ذا نيويورك تايمز بأن حظوظ كلينتون بالفوز على ترامب تصل إلى 84 في المئة، قبل أن يثبت فشلها الذريع. وهو الفشل نفسه الذي منيت به استطلاعات الرأي قبيل التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بعدما كذبّت النتيجة كل الأرقام التي كانت تقول إنّ البريطانيين لن يدعموا المغادرة. 

وبعد وصول ترامب إلى السلطة اعترف ستانلي غريبيرغ، أحد العاملين في مجال الإحصائيات لصالح الحزب الديمقراطي، قائلاً: "كانت مجرد فوضى". فيما اعتبر المحلل الجمهوري، مايك ميرفي، عبر "أم أس أن بي سي" أن "الإحصائيات ماتت الليلة".

أمّا منى شلبي في "ذا غارديان" فقد اختصرت المشهد بالقول: "علينا التوقف عن التعامل مع الإحصائيات كما نتعامل مع نشرة الأرصاد الجوية. هذه الأخيرة تعتمد على عناصر علمية مرتبطة بالطبيعة، أما الإحصائيات فمرتبطة بالطبيعة البشرية، وهي متقلبة تتأثر بعوامل كثيرة وتتغير".

المساهمون