مدينة الفن في بغداد: إنتاجات ونشاطات

03 ديسمبر 2018
حكمت البيضاني: الاعتماد على الذات من أجل السينما (فيسبوك)
+ الخط -
أنتج "استديو حكمت"، أول استديو خاص بإنتاج الصوتيات في العراق، أعمالاً فنية عديدة ومهمّة، في السينما والمسرح والتلفزيون، فبات إحدى أكبر شركات الإنتاج الفنية في العراق، وتحوّل اسمه إلى "مدينة الفن للسينما والتلفزيون". كما أن له فضل إنجاح أحد المهرجانات السينمائية، "3 دقائق و3 أيام"، الذي نظّم 4 دورات. 

صاحب الشركة حكمت البيضاني يُعدّ أحد أبرز أسماء الدراما والسينما، وهو أستاذ في "كلية الفنون الجميلة" (مادة الصوتيات). يقول عن طبيعة عمل "مدينة الفن للسينما والتلفزيون" إنها كانت في البداية "استديو خاصا بالصوت، استطعتُ عبره تحقيق الكثير". أضاف أن الاسم برز بقوّة، "إلى درجة أن ما من فنان لم يمرّ في "استديو حكمت"، وهذا كان مكانًا لفناني العراق جميعهم، الذين لم يتمكّنوا من تسجيل أعمالهم في "الشركة العامة للإذاعة والتلفزيون"، الاستديو الوحيد في العراق حينها، فكانوا يأتون إلى "استديو حكمت". استطعتُ تقديم الكثير لهؤلاء، وبفضله ظهرت أسماء عديدة".

في حواره مع "العربي الجديد"، حدّد البيضاني مهام الشركة، مجيبًا في الوقت نفسه عمّا إذا كانت تساهم في إنتاج الأفلام أيضًا: "بدأت بشكل تصاعدي. بعد عملي في مجال الصوتيات، انتقلت إلى مجال الصورة، لكن ليس بشكل احترافي بالكامل، بل بالتوافق مع الإمكانيات المتوفرة. ذلك أن العمل بكاميرا احترافية في العراق صعب. كانت هناك كاميرات خاصة بالهواة. الكاميرات المحترفة أسعارها مرتفعة، وكان يصعب منح موافقة لامتلاك هكذا كاميرا قبل عام 2003. هذا النوع من الكاميرات كان محصورًا بالدولة، وتحديدًا بالمؤسّسات الإعلامية".

وهل يُمكن إدراج عمل الشركة في إطار تنشيط دور القطاع الخاص للنهوض بالسينما العراقية؟ أو بمعنى آخر: هل يُساهم رأس المال في هذه العملية؟ يقول البيضاني: "كلّ دول العالم تعتمد على القطاع الخاص لتحريك عجلة السينما، أما نحن فنعتمد على أنفسنا لتفعيل الحراك السينمائي، الذي لا يرتقي إلى مستوى الاحترافية الحقيقية، بقدر ما يبقى في إطار "محاولات شبابية"، يتبنّاها الناس المحبّون للسينما، والذين يرغبون في تقديم أعمال سينمائية. كشركة، نُقدِّم هذا النوع من الأفلام، أي أننا ننتج أفلامًا ذات كلفة قليلة أو متواضعة، ونقدّم بعض الدعم إلى بعض الشباب، الذي يتناسب وسياسة الشركة، خاصة أننا أطلقنا "مهرجان الفيلم القصير" للأفلام التي لا يتعدّى وقتها 3 دقائق. لهذا، ترعى الشركة هذا النوع من الأعمال".

وعمًا حقّقته الشركة خلال الأعوام الفائتة، يُجيب البيضاني: "حقّقت الكثير. هي من أقدم شركات الإنتاج في العراق، لذا تمكّنت من خلق منظومة علاقات واسعة، مفتوحة على الفنون المختلفة، كالمسرح والسينما والتشكيل وموسيقى التلفزيون. بهذا المعنى، للشركة يد في كل مفاصل الفنّ العراقي، قبل إطلاقها "مهرجان الـ3 دقائق في 3 أيام"، الذي تمّ تنظيم 4 دورات منه لغاية الآن".

بالنسبة إلى المهرجان المذكور، فالفكرة "تبلورت عام 2011، بينما انطلقت الدورة الأولى عام 2013، وكانت محدودة جدًا، لكن طعم النجاح واضح، والمشاركين جميعهم شباب مفتونون بالسينما، عملوا بإمكانيات محدودة لكنهم حقّقوا شيئًا مميّزًا". أضاف أن المهرجان يختلف من عام إلى آخر: "في البداية، كان الشكل بسيطًا. في الدورة الثانية، بدأنا بصورة احترافية أكثر، خاصة أن الدورة هذه أُقيمت بعد توقف ممتد بين عامي 2013 و 2016". وعن جديد المهرجان في الدورة المقبلة، يقول البيضاني: "هذه الفترة بدأت أُعدّ مجدّدًا لبداية جديدة. في الدورات اللاحقة للثانية، بدأت الأمور تتحسّن. بدأنا نبحث عن لجان تحكيم أكثر خبرة واحترافية. لهذا أعمل على أن يكون المهرجان أقرب الى العالمية أكثر من المحليّ فقط. هذا نلتمسه متحقّقًا، إذْ ركّزت الدورة الأخيرة على منافسة أفلام عراقية وعربية وأجنبية، وكانت غالبية لجنة التحكيم من شخصيات محترفة من خارج العراق. الدورة الرابعة ستكون أكثر استقرارًا من حيث كمية الأفلام المشاركة ولجان العرض ولجان التحكيم. لذا، نحن في هذه الدورة نطمح لنكون متميّزين أكثر من السابق".

وبخصوص إقامة المهرجان في "مدينة الفن"، مكان مؤسّسته، يقول حكمت البيضاني: "حقيقة، المكان لا يتّسع لعدد الحضور، مع أني أجد فيه نوعًا من الحميمية، وهذا لا يمنع إقامة المهرجان في موقع بديل، لكن العائق كامنٌ في أنّ نسبة الدعم لا تتناسب مع التكاليف والمصروفات، ذلك أننا حصلنا على دعمٍ محدود. مع هذا، أفكّر بتنظيم الدورة في مكان آخر. بالتأكيد أطمح الى مكانٍ كبير يستوعب الورش والعروض التي ستُقام. هذا عائدٌ إلى حجم الدعم المالي المنتظر".
دلالات
المساهمون