مديرة صحيفة جزائرية تدعو إلى التطبيع: استنكار واستهجان

18 اغسطس 2020
خلال احتجاج جزائري على القصف الإسرائيلي لغزة (بشير رمزي/الأناضول)
+ الخط -

خلّف مقال نشرته مديرة صحيفة "الفجر"، حدة حزام، في افتتاحية الصحيفة دعت فيه صراحة السلطات الجزائرية إلى الانخراط في مسعى التطبيع الساري بين عدد من الدول العربية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، ردود فعل مستهجنة، وصفت الدعوة بأنها تضليل وانحراف سياسي. واعتبرت حزام أنه لم يعد هناك أي مبرر لرفض الجزائر الاعتراف بإسرائيل "ما دامت السلطة الفلسطينية نفسها تعترف بها".
وجاءت الردود المستاءة على ما كتبته حدة حزام، وهو ما تضمّن ذرائع غريبة وواهية دارجة حالياً في التسويق للتطبيع، إذ تساءلت: "ثم ماذا عن الجزائر؟ هل نبقى مع فلسطين ظالمة أو مظلومة؟ وأين نحن من كل ما يحدث في العالم، ومن السباق المحموم نحو التطبيع، ونرفض الاعتراف بإسرائيل ومحمود عباس نفسه اعتلى من سنوات منبر الأمم المتحدة وأعلن اعتراف بلاده بدولة الكيان الصهيوني؟". وأضافت "أعتقد أنه آن للجزائر الجديدة أن تعيد النظر في بعض الثوابت، وأن تحدد علاقاتها بكل الشعوب وكل البلدان على أساس ما يخدم مصالحنا، فلسنا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين، ولن نقدم للقضية إلا ما ينتظره الشعب الفلسطيني منا".
ووصف النائب في البرلمان الجزائري، شافع بوعيش، هذه الدعوة بأنها "انحراف سياسي وأخلاقي، حدة حزام تدعو السلطات الجزائرية إلى التطبيع مع إسرائيل!". وعلقت مريم بن قارة على هكذا كتابات بأن "هدف من يدعو إلى التطبيع هو إعطاء بعد جزائري للفكرة أمام الرأي العام هدفه تدويل الفكرة بحجة حقوق الأقلية في التعايش".


فيما طالب الصحافي حسين بولحية بوجوب "منع الإشهار العمومي على الصحف التي تدعم التطبيع مع الكيان الصهيوني. الإشهار يدفع من مال الشعب الجزائري، والجزائريون لن يقبلوا بذهاب أموالهم إلى جيوب المطبعين".

وكتب الأستاذ الجامعي علي لكحل عما وصفهم "فلول التطبيع في بلادنا، بدأ يتكون، ولنقل بدأ يخرج للعلن تيار التطبيع في الجزائر، جدودنا كانوا تحت سلطة الاحتلال الفرنسي وأسسوا لجنة دعم فلسطين في حزب الشعب، ثم جمعية العلماء المسلمين، ومنهم من ساهم في الحرب العربية الإسرائيلية الأولى عام 1948م. يعني أن واقع الاحتلال لم يغير نظرتهم للصهيونية ومنطق الصراع. الجماعة تنطلق من أفكار مضللة للفكر قافزة على التاريخ"، مضيفاً "إذاً لا داعي للتمسح بالموقف الفلسطيني، ولتملك نخبنا المطبعة الشجاعة للإعلان عن قبولها بإسرائيل لتسمح للشعب الجزائري بفرز المواقف والمواقع، ومعرفة من يريد الإساءة لتاريخنا ومواقفنا التي طالما افتخرنا بها. فلا داعي لتبرير الخيانة بجعل موقف النخب الفلسطينية جسرا للعبور لإسرائيل، فادخلوا بيت الخيانة من أبوابها الواسعة".

ودعا الأستاذ الجامعي يحيى جعفري إلى تجاهل هذه الأصوات الخارجة عن الإجماع الوطني والمحلي، معتبراً أنها تسعى من خلال مخالفة ذلك إلى إثارة الجدل حولها، وكتب "إن الشعب الجزائري، ولله الحمد، ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني، فلا تصنعوا من بعض النكرات رموزا وترشحوهم لأدوار هم أقل منها حتى في طابور الخيانة والتطبيع، صمّوا الآذان عن سماعهم، وأميتوا تصريحاتهم وتصريحاتهن بالسكوت عنها وعدم نشرها أو تداولها".
وهذه من المرات النادرة التي تبرز فيها أصوات جزائرية معزولة تبرر التطبيع وتدعو إلى ذلك. وكانت ردود فعل مماثلة قد أثارتها تغريدة للصحافية الجزائرية التي أبعدت من قناة "الجزيرة" حسينة أوشان، والتي كانت وصفت اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي بأنه "قرار شجاع من الإمارات، يفهمه من يدرك تغيرات الحاضر ويعيش ويتعايش معه".

 

المساهمون