مدن مفقودة كانت ممتلئة بالحياة: توثيق أسباب اختفائها.. وانبعاثها

08 مايو 2016
بقايا مدينة بومبي في إيطاليا (Getty)
+ الخط -
يمكن للعديد من الأسباب أن تسرق الحياة من المدن وتحوّلها إلى أطلال، كالاقتصاد والبراكين وحتى الديمقراطية. الكاتبة الفرنسية أود دي توكفيل، نشرت كتاباً يحمل عنوان "أطلس المدن المهجورة"، مكتشفة أن المدن، مثل البشر، تفنى في نهاية المطاف.

وفي حوار معها نشره موقع "ناشيونال جيوغرافيك"، قالت إن هناك أربعة أسباب رئيسية لاختفاء المدن، أولها الكوارث الطبيعية، كما في حالة مدينة بام في إيران، أو باليسترينو في إيطاليا، حيث اختفتا نتيجة زلزال. والأسباب الاقتصادية تمحو بعض المدن من الوجود، كما حدث في بلدات مناجم الذهب بالولايات المتحدة، وبعد أن استنزفت تلك المناجم، هُجرت البلدان لأنها كانت السبب الوحيد في وجودها. إنها حماقة الإنسان، بحسب المؤلفة، والتي تتكرر أمثلتها بشكل مرعب.

ويمكن للمدن أن تموت مع موت الحضارات، كما كان الحال في العديد من المدن الرومانية، وأميركا الجنوبية مثل تيكال، التي كانت مركزاً للمايا التي اختفت بمجرد أن فقدت الحضارة قوتها.

إن اكتشاف المعادن الثمينة يمكن أن يُوجد مدناً بسرعة ما تلبث أن تختفي بسرعة أيضاً، حدث ذلك في أميركا وأوروبا وأفريقيا، فمدينة كاليكو بكاليفورنيا هي مثال لذلك، فقد أوجدت عام 1881 ثم اختفت عام 1907، عاشت فترة صاخبة بالفنادق والمحلات والصالونات، ثم تحولت إلى مدينة أشباح.

لكن يمكن لهذه المدن أن تولد من جديد، حيث إن المزارعين المحليين فكروا في تحويل كاليكو إلى مكان لجذب السياح، بواجهاتها الخشبية وطابع الحياة فيها. ومع السنوات تمت استعادة المكان كما كان في السابق، وأصبح وجهة محببة للسياح.

لكن أغرب قصص اختفاء المدن هي غاغنون في كندا التي أوجدت عام 1957، بعد اكتشاف الحديد الخام في المنطقة، وبعد نفاده أصبحت هذه البلدة النائية مهجورة. وفي عام 1984 أجري تصويت من قبل الجمعية الوطنية للكيبك على إزالتها من الخريطة، رغم وجود حوالي أربعة آلاف شخص يسكنون فيها، وتمت إزالتها كلياً بعد مدة.

المساهمون