تشعر الطالبة الغزاويّة، آية العجلة، (11 عاماً) بالحزن، بعد أن غرق دفترها المدرسي، الذي تحتفظ بين صفحاته بجهد شهرين كاملين من الدراسة، في مياه الأمطار المُتسلّلة من نافذة فصلها الدراسي، الذي تحطّم زجاج نوافذه كافة خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع.
وتجلس العجلة، في مقعدٍ دراسيّ يقع إلى جانب النافذة التي تكسّر زجاجها، بفعل الصواريخ الإسرائيلية التي استهدفت مدرسة (صبحي أبو كرش)، الواقعة في حي الشجاعية على الحدود الشرقية لمدينة غزة.
ويغطّي تلك النافذة المدمّرة، قطع من "النايلون" الممزّق، الذي يسمح بمرور الهواء البارد ومياه الأمطار كما تقول العجلة.
وتطلب العجلة من الجهات الرسمية المسؤولة عن إعادة إعمار قطاع غزة، النظر بعين الاهتمام إلى المدارس كافة التي استهدفتها آلة الحرب الإسرائيلية، ومنح طلبة قطاع غزة حقّهم الكامل في التعلّم داخل بيئة مناسبة.
وقالت إن "الهواء البارد ومياه الأمطار التي تتسلل عبر هذا النايلون، كفيلة بتعطيل دراستنا، فنحن نشعر بالبرد طوال اليوم وهذا الأمر يشتتنا ذهنيّاً".
وفي السياق ذاته، تشكو تغريد العرعير، التي تدرس مادة "العلوم العامة" في المدرسة ذاتها، من الآثار السلبية التي خلّفتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، وعلى وجه الخصوص في مدارسها.
وتوضح العرعير أن المنخفض الجوي الأخير الذي شهده قطاع غزة أدى إلى غرق المدرسة التي تعمل فيها بمياه الأمطار، وبيّنت أنه تم التخلّص من المياه التي أغرقت الفصول الدراسية بجهد ذاتي وتعاون بين طلبة المدرسة، ومعلماتها.
وترجع العرعير سبب غرق المدرسة التي تعمل فيها، إلى تكسر زجاج نوافذها، وتشقق الجدران والأسقف نتيجة تساقط القذائف الإسرائيلية عليها، خلال الحرب الأخيرة.
واستكملت: "في ظل الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب، تعتبر المدرسة اليوم، المتنفس الوحيد للطالبات، لاسيما في فصل الشتاء، لكن اليوم باتت المدارس المدمّرة تزيد من معاناة الطالبات".
وطالبت العرعير بإعادة إعمار مدراس قطاع غزة بشكل يأوي طلبتها من برد الشتاء، ويحميهم –أيضاً- من قربهم من الحدود التي تفصل شرق قطاع غزة عن الجانب الإسرائيلي.
وحسب وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في غزة، فإن الحرب التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة في السابع من يوليو/تموز الماضي، أدت إلى تضرر 244 مدرسة في القطاع، منها 70 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، و174 مدرسة حكومية، إذ تسببت الصواريخ الإسرائيلية في تدمير 26 مدرسة منها بشكل شبه كلي.
وطالبت وزارة التربية والتعليم العالي في غزة، أمس الاثنين، المجتمع الدولي والدول المانحة ودول مؤتمر إعمار غزة، بالتدخل العاجل وسرعة إعمار المدارس المتضررة خلال الحرب الأخيرة، لاسيّما مع بدء فصل الشتاء.
وقالت الوزارة في بيان: "هناك مشكلة حقيقية تواجه العملية التعليمية نتيجة عدم إدخال مواد البناء والإعمار، حيث إن الطلبة يعانون نتيجة تدمير بيوتهم، كما يعانون من أوضاع مدارسهم المتضررة في شرق خانيونس وجميع المناطق الشرقية والشمالية من قطاع غزة".
وأكدت الوزارة أنّها لم تتمكن من صيانة المدارس المتضررة بشكل حقيقي، وقامت فقط ببعض الإصلاحات حسب الإمكانيات الموجودة لاستكمال العام الدراسي.