"سينما فرنر هيرزوغ: ذهاب إلى التخوم الأبعد"، هو عنوان الحوار المطوّل الذي أشرف على تحريره "بول كرونين"، وترجمه إلى العربية الناقد السينمائي البحريني أمين صالح، وصدرأخيراً ككتاب مجاني رفقة مجلة البحرين الثقافية.
يقول كرونين في المقدّمة إنّ «معظم ما سمعتموه عن فرنر هيرزوغ غير صحيح وغير حقيقي. أكثر من أي مخرجٍ آخر، حيّ أو ميت، تعرّض لوابلٍ مذهلٍ حقًا من الشائعات الزائفة، والأكاذيب المحضة حول شخصه وأفلامه». ومن هنا، جاء هذا الحوار لجلاء كلّ الالتباسات التي أحاطت العالم الفني والحياة الشخصية لواحدٍ من كبار مخرجي الموجة الجديدة في السينما الألمانية.
تتخذّ المحادثات هنا، منحى كرونولوجيًّا، حيث تتمّ مناقشة كلّ فيلم تباعًا. وتوفر أيضًا منبرًا لآراء "هيرزوغ" الثاقبة، في كثير من الأمور والأفكار الخاصّة بعمله، إضافة إلى الأشخاص الذين عمل معهم.
"ذهاب إلى التخوم الأبعد"، مقولةٌ يمكن أن تختزل أموراً لافتة منها؛ اعترافات "هيرزوغ" بفشله الدراسي واضطراره إلى العمل لحّامًا في مصنع للصلب من أجل تحقيق فيلمه الأوّل "هيراكليس" (1961). وتوجيهه هيرزوغ للمثل "كلاوس كينسكي"، من خلف الكاميرا، مصوبًا نحوه بندقية صيد كي يلتزم بالتعليمات! واتهامات اليسار الألماني له بالفاشية بعد إنجاز فيلمه "حتى الأقزام بدأوا صغارًا". وإجباره الممثلين في فيلم "قلب الزجاج" على أداء أدوارهم وهم تحت تأثير التنويم المغناطيسي. واستغلاله لبؤس هنود الأمازون أثناء تصوير أفلامه الشهيرة "أغيري، غضب الرب" و"كوبرا فيردي" و"فيتزكارالدو".
لعلّ من المستحيل أسر حياة إنسان وفنان ذائع الصيت وإشكالي، مثل هيرزوغ، في 300 صفحة، بيد أن هذا الكتاب يأسر بنجاح وعلى نحوٍ لائقٍ، أفكار هذا المخرج السينمائي المهم وحساسيّته. أمّا المحرر "بول كرونين" فقد كان مشغولا بإيجاد بنية ملائمةٍ للكتاب عند انتهائه من إعداد المحادثات. وإذ اتصل هاتفيًّا ﺒ "هيرزوغ"، بادره : "اسمع ، الكتاب لا يحتاج إلى بنية، بل يحتاج إلى حياة. دعِ الفجوات والانقطاعات في التسلسل، لا تسدّ الفجوات. لا تسدّ مساماته. زعزِع البناء واكتب الكتاب فحسب".
يقول كرونين في المقدّمة إنّ «معظم ما سمعتموه عن فرنر هيرزوغ غير صحيح وغير حقيقي. أكثر من أي مخرجٍ آخر، حيّ أو ميت، تعرّض لوابلٍ مذهلٍ حقًا من الشائعات الزائفة، والأكاذيب المحضة حول شخصه وأفلامه». ومن هنا، جاء هذا الحوار لجلاء كلّ الالتباسات التي أحاطت العالم الفني والحياة الشخصية لواحدٍ من كبار مخرجي الموجة الجديدة في السينما الألمانية.
تتخذّ المحادثات هنا، منحى كرونولوجيًّا، حيث تتمّ مناقشة كلّ فيلم تباعًا. وتوفر أيضًا منبرًا لآراء "هيرزوغ" الثاقبة، في كثير من الأمور والأفكار الخاصّة بعمله، إضافة إلى الأشخاص الذين عمل معهم.
"ذهاب إلى التخوم الأبعد"، مقولةٌ يمكن أن تختزل أموراً لافتة منها؛ اعترافات "هيرزوغ" بفشله الدراسي واضطراره إلى العمل لحّامًا في مصنع للصلب من أجل تحقيق فيلمه الأوّل "هيراكليس" (1961). وتوجيهه هيرزوغ للمثل "كلاوس كينسكي"، من خلف الكاميرا، مصوبًا نحوه بندقية صيد كي يلتزم بالتعليمات! واتهامات اليسار الألماني له بالفاشية بعد إنجاز فيلمه "حتى الأقزام بدأوا صغارًا". وإجباره الممثلين في فيلم "قلب الزجاج" على أداء أدوارهم وهم تحت تأثير التنويم المغناطيسي. واستغلاله لبؤس هنود الأمازون أثناء تصوير أفلامه الشهيرة "أغيري، غضب الرب" و"كوبرا فيردي" و"فيتزكارالدو".
لعلّ من المستحيل أسر حياة إنسان وفنان ذائع الصيت وإشكالي، مثل هيرزوغ، في 300 صفحة، بيد أن هذا الكتاب يأسر بنجاح وعلى نحوٍ لائقٍ، أفكار هذا المخرج السينمائي المهم وحساسيّته. أمّا المحرر "بول كرونين" فقد كان مشغولا بإيجاد بنية ملائمةٍ للكتاب عند انتهائه من إعداد المحادثات. وإذ اتصل هاتفيًّا ﺒ "هيرزوغ"، بادره : "اسمع ، الكتاب لا يحتاج إلى بنية، بل يحتاج إلى حياة. دعِ الفجوات والانقطاعات في التسلسل، لا تسدّ الفجوات. لا تسدّ مساماته. زعزِع البناء واكتب الكتاب فحسب".