مختارات من "خواطر الصباح"

24 مارس 2015
+ الخط -
المجتمع المغربي محافظ على كلّ المستويات، ما يهمّ الأجانب هو أن يظلّ المغرب "تحت اليد". كانوا بالأمس يتظاهرون بالتعاطف مع اليسار، بهدف ابتزاز السلطة، واليوم يتمنون أن يصل إلى الحكم إسلاميون بدون خبرة، فتضعف الحكومة، ويكون الملك في حيرة من أمره.
هذه سياستهم. ماذا يقابلها؟
.............
من قرّر محاربة التيار القومي العربي العلماني، وتشجيع خصمه العتيد، أي التيار الإسلامي؟ لكن هل كان في إمكان الغرب وأميركا نهج سياسة مخالفة مع انحياز القومية العربية إلى المعسكر الشيوعي؟
من غيّر ميزان القوى في المنطقة لصالح الأنظمة المحافظة، سوى تنامي ثرواتها البترولية؟ لكن هل كان في وسع الغرب الاستغناء عن بترول العرب وعدم التنقيب عنه؟
............
بالطبع ، تغلب على أذهان الغربيين أفكار مسبّقة، الإسلام عدواني، مناهضٌ للحرية الشخصية، يحتقر المرأة، لا يطمئن إلى مزايا الديمقراطية، من السهل تفنيدها، ثم ماذا بعد ذلك؟
.....
لنتصور أن نظام الخلافة لا يزال قائمًا، وأن الخليفة أصدر فتوى ينتصر فيها للديمقراطية والحرية والاقتصاد الرأسمالي؟ ماذا ستكون النتيجة، هل كانت الأوضاع تتغير في الحين؟ المسألة إذًا ليست دينية بالأساس، بقدر ما هي سياسية داخلة في اختصاصات الدول القطرية القائمة؟ وهذه الدول اتخذت في أغلبها مواقف صريحة مساندة لمحاربة الإرهاب؟ أليس ذلك كافيًا؟
................

لم تقرّر الإدارة الأميركية ممن تنتقم، لكن الانتقام واقعٌ لا محالة بسبب الضغط الداخلي. الأنظار موجهة إلى أفغانستان والأحقاد منصبّة على العرب والمسلمين. كلّ صاحب لحية أو حامل عمامة معرّض للإهانة وربما للاعتداء، وأوّل الضحايا جماعة السيخ.
الأخبار موجهة كلها توجيهًا تلقائيًا، كثيرة، متناقضة، متلاحقة، فيصعب تمحيصها. لو حصل ذلك، وأدرك الجميع أن بن لادن وحده لا يمكن أن يخطط لمثل هذه العملية وينفذها. لا يستطيع ذلك بصفته عربيًا مسلحًا مراقبًا لاجئًا في بلد مهجور مطوّق متخلّف، لكنه يستطيع أن يفعل بصفته أحد عملاء أميركا السابقين، احتفظ بصداقات كثيرة داخل هيئة الاستخبارات. إن صحّ التخمين فالمسألة أخطر مما يبدو، إرهابية في الظاهر، انقلابية في الواقع.عندما اغتيل كندي وجهت الأنظار حالًا إلى كاسترو، وذلك عمدًا.
.......
غريبٌ أمر المغرب والمغاربة. تفعل بهم الأفاعل وهم صامتون. ثم بعد أن تستقرّ الأمور على وتيرتها المعهودة، يجهرون بالتذمر. ينتقدون كل شيء سوى سلوكهم الاتكالي.
يبدو وكأننا جميعًا نرضى بإعادة شريط حكم الحسن الثاني، إذ إن في ذلك راحة. هل هذا ممكن؟ هل مغرب اليوم هو مغرب 1962؟ المغرب الظاهر هو هو، لكن ماذا عن المغرب الخفي الذي تشير إليه الأرقام؟، كلّها تضاعفت.
..........
قد تتجاوز أزمة لبنان حدود البلد وتنتهي بكارثة جديدة. يقا ل لنا: المسؤول إيران التي تستعمل لبنان كورقة ضغط على الجميع. ما كان الأمر ليحدث لو ظلّت مصر والعربية السعودية تتحملان مسؤولياتهما، فاضطرت سورية إلى الاستنجاد بإيران، لم يكن لها خيار في غياب مخرج دبلوماسي.
تهدد الأزمة استقرار الأردن ومصر، هل في ذلك مصلحة لأحد؟ لا توجد قوة عربية تستطيع استغلال الفرصة السانحة، لو كانت لما استخفّ الجميع بمشاعر العرب.
(اختيار ح .ع)
المساهمون