محمود عبد الغني: الأسعار بمصر لن تعود كما كانت

26 سبتمبر 2014
الفنان محمود عبد الغني ( العربي الجديد )
+ الخط -
*ما رأيك في الوضع الاقتصادي الحالي لمصر ؟ .. وكيف ترى الامور تسير معيشياً واجتماعياً؟

وضعنا الاقتصادي لم يسترد عافيته بعد، وإن كنا نعيش فترة حالية هادئة اقتصادياً ومستقرة بعض الشيء، ولكن الأفضل قادم باذن الله، وبالفعل هناك مؤشرات على الساحة الاقتصادية، تدل على ذلك، لكن الأهم هو التركيز في الفترة المقبلة والاهتمام بالجانب الاستثماري والاهتمام به، وأيضاً في تنشيط السياحة والتركيز عليها يعد من أهم العوامل التي أرى أنها اساسية لتحسين اداء الاقتصاد المصري وعودته لما كان عليه قبل عدة سنوات، خصوصاً بعد مرورنا بمراحل وأزمات أدت لما نحن عليه الآن من عدم استقرار.

*وهل عدم الاستقرار الذي تقصده يتوقف عند الاقتصاد فقط؟.

كلا، عدم الاستقرار في مصر طال كل شيء، فخلال الاعوام الماضية، لم تكن الأمور مستقرة في أكثر من مجال إن لم تكن كل المجالات، وكنا نعيش كل يوم في تغيير وتحول وتقلبات في جميع الجهات.

*قدمت أكثر من عمل خلال السنوات التي أعقبت ثورة يناير، فهل ناقشت بهذه الأعمال الأوضاع التي يعيشها المواطن المصري في تلك الفترة؟

بالطبع كل الأعمال التي قدمتها كانت تعبر عن المواطن والمجتمع المصري بشكل عام، فعمل الفنان لا يكون مجدياً وفعالاً، الا اذا قدم صورة المجتمع الذي ينتمي اليه، وأنا تحديداً قدمت العديد من الاعمال التي تعبر عن المواطن، وأكبر مثال على ذلك هو مسلسل "طرف ثالث" الذي ناقشنا من خلاله ما مرت به مصر خلال عام 2011، وبعد الثورة مباشرة، من أحداث بلطجة وعنف وسرقة، لكن والحمد لله الأحوال تحسنت كثيراً الآن، وبدأنا نشعر بالثقة والامان.

*وما هي الازمات الحالية التي يعاني منها الشعب المصري من وجهة نظرك وموقعك كفنان؟

أعتقد ان الشعب المصري "مكتوب عليه الشقا طول عمره"، فمن عشرات السنين ونحن نعاني، ونعيش في الازمات، ازمة وراء ازمة، وعندما نتخطى أزمة ونبدأ في رسم خيوط وردية للمستقبل نجد أزمة أخرى قد حلت علينا بدون سابق انذار، وعلى نفس الحال والمنوال منذ ثورة يناير وحتى هذه اللحظة، بداية من عدم الاستقرار الأمني وحالة الفوضى التي عانينا منها جميعاً مروراً بأزمات اقتصادية عديدة ومؤامرات ومناوشات هنا وهناك، اضف الى ذلك، أزمات في كل جانب وانقطاعاً مستمراً في التيار الكهربائي، وزيادة متتالية في الاسعار إلى ما وصلنا إليه اليوم.

*لكن الكل يستشعر حالياً بوجود انفراج في بعض هذه الأزمات ألم تشعر أنت بذلك؟ ام ان ذلك يحتاج الى مزيد من الوقت برأيك؟.

في الحقيقة، لقد شعرت بانفراج ولكن المواطن البسيط الغلبان، ربما لم يشعر بذلك حتى الان، وربما لأن الازمات التي تلاحق المواطن الغلبان عميقة جداً، فانا أؤكد أن المواطن لم يشعر بها، لأننا لو تحدثنا عن انفراج في الكهرباء، وهي بالفعل اصبحت قليلاً ما تنقطع، فسنجد أن هناك ارتفاعاً في الأسعار، الذي لم يرحم الفقراء والبسطاء من هذا الشعب، فأهم اساسيات الحياة حرموا منها وعانوا في الوصول اليها، وبالتالي كيف سيعيش شعب حياة كريمة وهو لا يملك قوت يومه ويشقى ويتعب وينام محملاً بأعباء وهموم كثيرة في مقدمتها كيف سيستطيع أن يضمن لبيته وأسرته قوت اليوم الآتي من عمرهم.

*ولماذا لا نقول بأن الاسعار ستعود لما كانت عليه مثلها مثل ازمة انقطاع التيار الكهربائي؟.

أتمنى ذلك، ولكن لن تعود الاسعار الى ما كانت عليه، لأن أزمة ارتفاع السلع الغذائية تختلف كلياً عن أزمة انقطاع التيار الكهربائي، ولو حدث تغير في هذا الجانب فسيكون فقط بعودة الدعم على السلع وليس خفض اسعار.

*هل تشعر بالتفاؤل تجاه ما نحن مقبلون عليه؟.

أقولها باستمرار "لو بطلنا نحلم نموت"، وأعتقد أن الشعب المصري هو أكثر شعوب العالم تحملاً وتكاتفاً في وقت الأزمات، لذا ففي كل أزمة نعرف أننا شعب لا يمكن أن يتخلى ابداً عن وطنه وعن مصر، وهذا ما يتضح للجميع في كل أزمة تعرض لها بلدنا الغالي، وهذه من اهم سمات الشعب المصري الذي لا يتوانى أو يتكاسل عن نداء الوطن، مهما كانت الظروف والمشاكل والأزمات كبيرة وعميقة، وسنظل كما نحن دائماً، وكما عرفنا العالم، مترابطين ومتوحدين ضد اي عدوان بإذن الله.
دلالات
المساهمون