قال لاعب العرائس المصري، محمد قطامش، إنه ماض في الاستثمار بتحويل التراث الإذاعي المصري إلى أعمال فنية تلعب فيها العرائس دور البطولة، مشيراً في حوار مع " العربي الجديد" إلى أنه مستعد لعرض أعماله على اليوتيوب تفادياً للأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.. إلى نص الحوار:
*قلت إنك تمتلك مشروعاً كبيراً لإحياء التراث الإذاعي المصري عن طريق تحويله إلى عروض عرائس أشبه بالعرض المصري الشهير "الليلة الكبيرة".. فما هي تفاصيل هذا المشروع؟
منذ سنوات قررت تكوين فرقة مسرحية أطلقت عليها اسم "الحالاتية"، وبعدما شاركت بها في عدد من العروض الفنية، بالتأليف وتصميم الديكور والإخراج، لكن بعدها قررت أن أغير نشاطي، عن طريق تحويل مكتبي أو "صومعتي" الصغيرة كما أحب أن أطلق عليه، إلى مقر لتصميم وتنفيذ العرائس، وبالفعل ابتكرت مسرحاً متنقلاً للعرائس يستوعب التنويعات المستخدمة مسرحيّاً.
*وكيف ابتكرت هذا المسرح؟
من خلال خمسة أشخاص من الممثلين ولاعب ولاعبة عرائس وفنيَّيْ مسرح، وبالفعل أصبح هذا المسرح نموذجاً، وعن طريقه قدمت الكثير من العروض الناجحة، وبدأت أنفذ أول مشروع لإعادة إحياء التراث الإذاعي عن طريق تصوير أوبريت "الدندرما"، الذي سبق وتم تقديمة منذ سنوات طوال في الإذاعة المصرية.
*ولماذا اخترت هذا الأوبريت تحديداً، وكيف بدأت التنفيذ، وكم استغرقت لإنجاز تلك المهمة؟
أولاً اخترت "الدندرما"، لأنه عمل يمتاز بخفة الظل وعبقرية كاتبه، محمد متولي، وحيوية ألحان، عزت الجاهلي، فضلاً عن عباقرة الغناء والتمثيل الذين أعدهم كنزاً من كنوز الإذاعة المصرية تسمعهم وكأنك تراهم.
أما عن التنفيذ فقد تكفلت به وحدي، حيث بقيت لنحو ثلاثة أشهر عاكفاً في المكتب للانتهاء من تصميم وتنفيذ العرائس التي سأعتمد عليها في تصوير الأوبريت، وعقب انتهاء مراحل التصنيع كافة، اتفقت مع أحد أصدقائي من المصورين المحترفين لتصوير الأوبريت الذي استغرق منّا نحو 3 أسابيع كاملة لتصويره والانتهاء من عمليات المونتاج الخاصة به.
*وكيف استطعت وحدك تحريك هذه المجموعة من الدمى في وقت واحد؟
أثناء تصنيع الدمى حرصت على أن تكون سهلة التحريك، وغير معقدة، بحيث مثلاً يتم تحريك مجموعة الأطفال من خلال مقبض واحد، رغم اختلاف حركتهم نتيجة اختلاف أوزانهم واختلاف نقاط تثبيت الخيوط، كذلك أهل الحارة وهكذا.
وهنا أحب أن أوضح أنني لم أتبرع بتحريك العرائس بمفردي حبّاً في أن أستحوذ وحدي على المهمات كافة، ولكن لأننا نعاني من قلة أعداد محركي العرائس.
تخيلوا أن مصر ليس فيها غير 10 محركين عرائس جيدين، وأغلبهم يعمل في مسرح العرائس في العاصمة، وأنا مقيم في قرية صغيرة في محافظة الدقهلية تبعد عن القاهرة شمالاً بنحو 150 كليومتراً.
* وكم تكلف إنتاج الأوبريت؟
التكلفة حتى بعد التصوير لا تذكر، بقدر ما استمتعت بها وشعوري كفنان بقيمة إحياء هذا التراث الإذاعي والإنساني شديد المصرية.
*هل عرضت مشروعك على المسؤولين؟
نعم وكنت قد اتفقت مع أكثر من جهة إعلامية رسمية وخصوصاً على تصوير المزيد من الأوبريت، وعرضه على الشاشة، غير أن سوء الأحوال الاقتصادية التي نعاني منها الآن حال دون خروج المشروع إلى النور.
* هل معنى ذلك أنك ستكتفي بأوبريت "الدندرما"؟
لا، أعتزم خلال الأيام المقبلة، البدء في تنفيذ أكثر من أوبريت، منها "عوف الأصيل" وأقوم حاليّاً، لأجل هذا الغرض، بإنجاز بعض التجهيزات بمرسمي ليصبح جاهزاً للتصوير، وذلك في إطار مشروعي لإعادة العديد من الصور الإذاعية وصولاً إلي إعداد أوبريت "ألف ليلة وليلة"، حتى لو استدعى الأمر إنشاء موقع إلكتروني لنشر هذه الأعمال.
*وهل ستتكفل وحدك بالإنتاج؟
نعم، وذلك إلى حين إشعار آخر أو بمعنى أدق إلى حين انفراج الأزمة الاقتصادية وعودة الأمور في مصر إلي ما كانت عليه، وإذا تجمدت اتفاقياتي مع القنوات التي سبق وذكرتها لعرض أعمال الأوبريت، التي أنفذها فسوف أطلق قناة خاصة على موقع "يوتيوب" وأعرضها من خلالها.