محمد عثمان يحلم بمنزل في أفغانستان

17 فبراير 2016
(العربي الجديد)
+ الخط -

"كيف أعود إلى بلد لا أمن فيه ولا رزق ولا تعليم؟". هكذا يبدأ اللاجئ الأفغاني في باكستان محمد عثمان الحديث. كان وما زال يحلم بالعودة إلى أفغانستان والعيش بين الجبال التي ترعرع فيها. إلا أن الأوضاع الأمنية والاقتصادية تحول دون تحقيق حلمه.
كان عثمان (45 عاماً) قد نزح وعائلته الصغيرة إلى باكستان إبان الغزو السوفياتي لبلاده، أي قبل نحو خمسة وثلاثين عاماً.
يقول عثمان: "في البداية، رفضت أسرتي النزوح". لكن بعدما بدأت القوات الروسية تعتقل جميع الشباب الذين كانوا يمانعون الانضمام إلى الجيش، فر وعائلته من القرية، لافتاً إلى أن الشباب لم يرغبوا في الانضمام إلى جيشٍ موالٍ للقوات الروسية.

في ذلك الوقت، عبرت أسر عدة الجبال الوعرة للوصول إلى باكستان، وقد استقر عثمان وعائلته في مخيم "دركي"، أحد مخيمات اللاجئين الأفغان في شمال غرب باكستان. عمل في مهن مختلفة. وفي الغربة، تزوج وكثرت مسؤولياته بعدما صار يعيل أسرتين. اختار الانتقال إلى مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة إسلام أباد، حيث كانت فرص العمل أكثر.
بدأ يعمل مع أحد التجار، وكان يبيع البرتقال في سوق الخضار. هكذا تنقلت أسرة عثمان من قرية إلى أخرى باحثة عن منزل بدل إيجاره مناسب، قبل أن تستقر أخيراً في منزل طيني قرب سوق الفاكهة حيث يعمل. يكسب واثنين من أبنائه الخمسة يومياً نحو ألف روبية باكستانية (أي نحو عشرة دولارات أميركية). صحيح أنه قادر على إعالة أسرته وتوفير ما تحتاج إليه، لكنه لم يتمكن من تعليم أولاده.

تتألف أسرته من ثمانية أشخاص. وقد قرر إرسال اثنين من أبنائه إلى إيران للعمل. يحلم بأن يتمكن من بناء منزل في قريته في أفغانستان، وإن كان يدرك أن الأوضاع الأمنية لن تسمح بذلك. يتابع أن "الوضع الأمني مأساوي للغاية في بلدنا، ولا أستطيع أخذ أسرتي إلى بلد لا استقرار أمني فيه". يأمل أن يعود الأمن والسلام إلى أفغانستان.

وإلى حياته في باكستان، يشكو الرجل، حاله حال غيره من اللاجئين، من سوء معاملة رجال الشرطة والأمن. مع ذلك، يشير إلى أنه يشعر بالرضى على الرغم من المشاكل الجمة التي يواجهها الأفغان في باكستان. إذاً، لا خيار لدى عثمان وغيره من اللاجئين الأفغان في الوقت الراهن غير البقاء في باكستان. ويؤكد أننا "كنّا وما زلنا نحلم بالعودة إلى أفغانستان وبناء منازلنا التي دمرتها الحروب. إلا أن الوضع الأمني لا يسمح لنا بذلك، وقد باتت جميع القرى والطرق الرئيسية غير آمنة".

اقرأ أيضاً: غلام محي الدين معلّقٌ في السماء
المساهمون