محمد رياض: استثمرت ثروتي في شركة مقاولات

25 يناير 2015
محمد رياض: استثمرت 90% من أموالي في شركة مقاولات(خاص)
+ الخط -
اختار الفنان المصري، محمد رياض، تأسيس شركات مقاولات ضخ فيها 90% من أمواله بدل المغامرة بتأسيس شركة إنتاج فني في وقت يعاني فيه المجال الفني من ركود بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.
وإلى نص المقابلة:

*على عكس اتجاه الكثيرين من زملائك في الوسط الفني، اخترت استثمار أموالك في شركة مقاولات، فما السبب وراء ذلك؟
لأنني رأيت معظم زملائي في الوسط الفني، أقاموا مشاريع انحصرت في المقاهي "الكافيهات" والمطاعم أو الاستوديوهات، فأردت أن أخالف تلك القاعدة، واتجه إلى طريق آخر، واتفقت مع أحد أقاربي "ابن عمي" على افتتاح هذا المشروع؛ لأن أرباحه كبيرة.

*لكنك غير متخصص في هذا المجال، ألم تتخوف من اتخاذ تلك الخطوة وتتعرض لخسائر غير متوقعة؟
شريكي عمل خلال فترة كبيرة في مجال المقاولات، وهو من يدير كل شيء، لأني لا أعرف في أمور الإدارة، بالإضافة إلى انشغالي بأعمالي الفنية التي لا تمسح لي بمتابعة أعمال الشركة، إلا مرة واحدة كل ثلاثة أو أربعة أشهر. وإلى جانب خبرة ابن عمي، فقد استشرت متخصصين في مجال الاقتصاد، ونصحوني بتنفيذ المشروع، وهو ما استجبت له في النهاية.

*كم رأس المال الذي احتجته لتنفيذ المشروع؟
لا أبالغ إذا قلت، إنني ضحيت من أجل هذا المشروع بأكثر من 90% من ثروتي، والحمد للـه استطعت، في وقت قصير،، تحقيق الأرباح التي جعلتني مطمئنًا على هذه التجربة الاستثمارية.


*وهل صحيح أن تفكيرك في البداية كان متجهاً إلى إقامة الشركة في مدينة دمنهور (شمال غرب القاهرة)؟
نعم، وذلك لأن شريكي مقيم هناك، وقد أخبرني في البداية بأن إقامة الشركة بعيدًا عن العاصمة سيكون أفضل، لأن شركات المقاولات الكبرى في تلك المدن البعيدة عن العاصمة، أقل من تلك الموجودة بها، وهو ما يعني أن الطلب عليها سيكون أكبر.
ورغم أنني اقتنعت في البداية، إلا أن كلام المتخصصين في هذا المجال، جاء عكس ذلك، حيث نصحوني بإقامة الشركة في القاهرة، حتى تكون قادرة على جذب المشروعات الضخمة بعكس المدن البعيدة، والتي سيكون الإقبال عليها في الغالب متوسطا أو ضعيفا، ومن هنا قررت تغيير المسار، وإلغاء فكرة أن يكون المشروع في مدينة دمنهور.

*من كلامك يتضح أنك تتابع شؤون الاقتصاد بشكل جيد، فهل هذا صحيح؟
إطلاقًا، فأنا لا أتابع أخبار الاقتصاد إلا بالصدفة، أو حين يتطلب الأمر ذلك، فإذا عرض عليّ أحد الأدوار الخاصة بهذا الشأن أبدأ وقتها في البحث عن كل ما يضيف لي معلومات اقتصادية تفيدني في إتقان الشخصية التي أقوم بتجسيدها، غير ذلك لا أهتم أبدًا بالاقتصاد أو أخباره، غير أنني استفدت من علاقاتي ببعض المهتمين والمختصين بهذا المجال، حيث تعرفت على بعض القواعد الاقتصادية البسيطة من شخصيات استشرتها قبل تنفيذ مشروع الشركة، كما فرض علي تراجع الاقتصاد في ظل الاضطرابات بعد ثورة يناير عام 2011 متابعة بعض أخباره.

(وحسب متابعين للشأن الاقتصادي فقد أدت الاضطرابات السياسية والفوضى التي شهدتها مصر منذ ثورة 25 يناير، إلى تراجع جميع مؤشرات الاقتصاد، حيث انخفضت الإيرادات العامة، وفقدت العملة المصرية جزءا كبيرا من قيمتها، وارتفع الدولار رسمياً الخميس الماضي إلى 7.39 جنيهات، كما زادت نسبة البطالة إلى 13.1%، ونسبة الفقر إلى 26%، حسب إحصائيات الجهاز المركزي للمحاسبات الحكومي).

*سبق وأن ساهمت في إنتاج مسلسل "سيت كوم" وحقق نجاحًا كبيراً.. فلماذا لم تفكر مرة أخرى في خوض تجربة الإنتاج، أم أن الظروف حاليًا لا تسمح؟
فكرت، ولكنني وجدت أن تنفيذ هذا الأمر سيكون صعباً ومرهقاً لأكثر من سبب، أهمها أنني ابتعدت عن الإنتاج منذ سنوات، وقررت أن أصب كل تركيزي في التمثيل فقط، وبالطبع لن أجد الوقت الكافي للتحضير لإنتاج عمل جديد، وهناك سبب آخر لا يقل أهمية، وهو الحالة الاقتصادية التي تمر بها مصر، والتي منعت كبار المنتجين من إطلاق أعمال جديدة، فإذا كان أهل الإنتاج أنفسهم يعانون من الركود، فهل يمكن أن أغامر بإنتاج عمل جديد.
الموضوع ليس سهلاً، خصوصًا أنني، كما قلت، ضحيت بأغلب ثروتي لافتتاح الشركة، والعائد منها حتى الآن لا يسمح لي بإنتاج أي مسلسل أو فيلم، بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية خلال الأربع سنوات الماضية، والتي أثرت سلباً على جميع المجالات، ومنها صناعة الفن.
المساهمون