محمد رمضان في جلباب أحمد زكي

17 يونيو 2020
قد يكون دور أحمد زكي نقلة في تجربة رمضان(أرشيف)
+ الخط -
قوبل الإعلان عن تجسيد الممثل محمد رمضان شخصية أحمد زكي في مسلسل بهجوم شرس، وتحول إلى موضوع سجال عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لم يبق أحد لم يُدلِ بدلوه، رغم أن الأمر كان مجرد فكرة طرحها المخرج محمد سامي على الكاتب وحيد حامد، وذكر أن المشروع مؤجل إلى رمضان 2022 بسبب ارتباط محمد سامي بمسلسل للموسم الرمضاني المقبل، 2021.
كان مثيراً للاستغراب كم الهجوم الذي وُجِّه لمحمد رمضان، إذ نلاحظ أن هناك شبه إجماع من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي على أن محمد رمضان غير مناسب لتقديم شخصية فنان مبدع كأحمد زكي، معتبرين أنّ رمضان كرّس نفسه في الفن بشخصية البلطجي، ولا يمكن لـ"بلطجي" أن يجسد شخصية أحمد زكي، رغم أن محمد رمضان، منذ بدايته الفنية، تم تشبيهه وربطه بالفنان الراحل، وربما كان محمد رمضان ضمنا يعتبر نفسه خليفة أحمد زكي، ومن أجل أن يؤكد أنه "خليفة" أو امتداد له، كان يقلده في أكثر من لقاء تلفزيوني.
وعندما أعلن عن تقديمه للمسلسل، استعان بمشهد له وهو يقلده، ونشره عبر حسابه على تويتر كنوع من الجزم بأنه هو الأحق بتقديم شخصية فنان كسر مقاييس النجومية في السينما، وقلب كل الموازين.
وبعيداً عن أن محمد رمضان يستند في تقديمه لشخصية أحمد زكي على تقارب الشبه بينهما، وهذا بالتأكيد ليس سبباً كافياً، إلا أن محمد رمضان لا تنقصه الموهبة ليكون قادراً على تقديم الدور، لكنه لم يصقل هذه الموهبة بعد الشهرة التي حققها وانشغل بأن يكون "نمبر ون" عبر استفزاز الجمهور والصحافة وحتى زملائه الفنانين، فطغت تصرفاته في حياته العامة على موهبته، وأصبح موضع انتقاد دائم، وهذا ما جعل المنتقدين يرفضون تقديمه شخصية أحمد زكي، مطلقين عبارات من نوع "لن يصل إلى ربع ما وصل إليه أحمد زكي". وهذا أمر مستجهن وإجحاف بحق محمد رمضان كممثل، ومقارنة غير عادلة للجزم بما إذا كان يستحق أن يقدم شخصية أحمد زكي أم لا؛ فصابرين عندما جسدت شخصية أم كلثوم أواخر التسعينيات، لم تكن "نجمة مصر الأولى"، ولم تكن من نجمات الصف الأول بين بنات جيلها، ولم تكن صاحبة بطولة مطلقة أو نجمة "شباك" بمقاييس النجومية حينها، إلا أنها استطاعت أن تنجح رغم الانتقادات التي لم تسلم منها حينها. ويعتبر المسلسل من أنجح مسلسلات السير، وليس أيّ سيرة، بل جسّدت فيه أم كلثوم حينها، التي يعتبرها الجمهور، مثل أحمد زكي أيضاً، "خطّاً أحمر".
كذلك، نتذكر عندما قدمت منى زكي شخصية سعاد حسني، التي في بداية ظهورها شبهها كثيرون بها، واعتبرها البعض خليفة لها، رغم عدم الشبه بينها وبين سعاد حسني، ورغم أنها لم تستطع أن تصل لـ"ربع" موهبة سعاد حسني (بناءً على مقاييس الجمهور)، وكان ينقصها الكثير من خفة الظل والكثير من جاذبية السندريلا، إلا أنها رشحت لتقديم شخصيتها في مسلسل "السندريلا" عام 2006، وكان البعض يفضل عليها حنان ترك. لم تنجح منى زكي بتقديم الدور رغم أنها حظيت حينها بكثير من الدعم والترحيب. والمفارقة أن محمد رمضان قدم شخصية أحمد زكي في مسلسل "السندريلا"، وظهر بمشهد في المسلسل، وهي القصة التي رواها أحمد زكي عندما كان في بدايته الفنية، وتم ترشيحه لفيلم "الكرنك"، وبعدها تم استبعاده، ومن شدة غضبه كسر الكأس الزجاجي بفمه.
في النهاية، ليس مطلوباً من محمد رمضان أن يكون قد وصل إلى مكانة ونجومية أحمد زكي، أو أن يعيش في جلبابه، من أجل أن يقنع الجمهور بأنه يستحق أن يأخذ فرصته في تقديم سيرته الذاتية. وليس مطلوباً منه أن يكون نسخة مكررة منه، لكن يمكن له كأي ممثل يعرض عليه تقديم هذا الدور، أن يستعير "جلباب" أحمد زكي مستفيداً من قرب الشبه بينهما، من دون أن يعيش إلى الأبد في هذا الجلباب، وأن يستفيد من هذا العمل إذا تم فعلاً، لأنه قد يغير صورة "النجم البلطجي" التي ترسخت عنه، ويقدم نقلة نوعية في مسيرته الفنية.
المساهمون