08 يناير 2019
محمد بن سلمان وعاصفة الحسم
جمال حاج علي (فلسطين)
منذ عدّة سنوات، يسمع المواطن العربي، السعودي خصوصا، عن صراع خفي متصاعد بين أبناء الأسرة الحاكمة في المملكة، تدور رحاه باتجاه السيطرة والهيمنة على مقاليد الحكم بين أبناء عبد العزيز، ثم بدأت تزداد وترتفع وتيرتها، بعد أن كبر الأحفاد وشاخ آباؤهم، إلى درجة انعكست آثارها بوضوح على السياسات العامة للمملكة في الداخل والخارج، وقد بان ضعفها جلياً بعد المواقف المتردّدة في سورية وعدم القدرة على الحسم العسكري في اليمن غير السعيد، عدا عن المواقف المترنحة تجاه ما يحدث في العراق وليبيا أو دعمها الأعمى قمع الثورات العربية، وبالذات في مصر، أو حصارها قطر الدولة الأكثر اتزاناً تجاه القضايا العربية والقومية.
ارتبطت السياسة السعودية، منذ عقود، على مصلحة واحدة، همّها الحفاظ على السلطة بيد آل سعود وما عداها من مصالح فهي ثانوية، ومن الواجب أن لا تخرج في النهاية عن الهدف الأول. ومن هنا، ارتبطت تحالفات هذه العائلة باسم المملكة مع كل من يستطيع أن يحقق هذا الهدف، لقد عقدت حلفها الأساس مع الولايات المتحدة الأميركية منذ عشرات السنين، بعد أن أصبح نفط السعودية شريان حياة الغرب، فلا ينسى التاريخ "اتفاق كوينسي" بين الملك عبد العزيز ورئيس الولايات المتحدة روزفلت في 14 فبراير/ شباط 1945م، وفيه تكفلت الولايات المتحدة بضمان استقرار المملكة العربية السعودية لتعتبره جزءاً من مصالحها الحيوية، كما وتقدم الحماية غير المشروطة لعائلة آل سعود، وأقل منها للمملكة بصفة عامة ضد أي تهديد خارجي.
تسارعت الأحداث بعد وفاة الملك عبد الله، وبدأت أيدٍ خارجية تلعب لتثبيت من تراه أقرب لتنفيذ سياساتها، فما كان من ولي العهد سلمان، أن قام بعمليات تشبه الانقلاب، من خلال إقالات وتعيينات من أبناء عائلته لتثبيت حكمه، ثم جرت الأمور حتى أقال وليّ عهده محمد بن نايف ابن أخيه وتعيين ابنه الشاب محمد بن سلمان.
نتيجة نصائح المحبين المنتفعين من وليّ العهد، محمد بن سلمان، تمّ ترتيب اللقاء المهم بينه وبين رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، في15/3/2017، حيث طمح بن سلمان إلى تأييد الولايات المتحدة ودعمها له شخصياً، وذلك بعد أن قدّم نفسه مصلحا يعمل على وضع الخطط الاقتصادية والسياسية، وهو القادر على إجراء التغيرات اللازمة في البنى الاجتماعية والدينية للمملكة. والحقيقة على ما يبدو، وكما يراها مراقبون كثيرون، أنّ محمد بن سلمان قدّم نفسه بهذه الصورة وفق النصائح التي قدمها له محمد بن زايد عرّاب هذا اللقاء وغيره من المستشارين الذين أرهبوه من الرئيس الأميركي ترامب. وبالتالي، لا يمكن أن يُحدث اختراقاً في العلاقة الفاترة بعد أحداث سورية، إلا بتنازلات في شتى المجالات، في مقدمتها الاقتصاد، لعبة ترامب المفضلة.
منذ عُيّن محمد بن سلمان وليّاً للعهد، باتت عينه على كرسي العرش، وبدأ يتصرف على أنه الملك الفعلي للبلاد، وبدأ يخوض غمار حربٍ داخلية في مجلس العائلة الصوري الهش. وحتى يستطيع بن سلمان حسم معركته الداخلية، عليه أن يضمن رضى الولايات المتحدة وقبولها. ولهذا، يعلم تماماً دور اللوبي الصهيوني فيها، فجاءت زيارته إسرائيل لتذليل الطريق، وبدأ يذاع في الإعلام عن حلف بينهما، غرضه مواجهة إيران وأذرعها في المنطقة، ومحاربة الحركات الإسلامية، وخصوصا حركات المقاومة التي تزعج إسرائيل، فكانت التضحية بالعلاقة مع قطر وتركيا حلفاء الأمس، واللتين تربطهما علاقات مع حركة حماس والإخوان المسلمين بعامة، وهو يعلم دوره تماماً في تنفيذ السياسات الأميركية في المنطقة، وخصوصا فيما يتعلق بما تسمى "صفقة القرن"، والتي من خلالها يتم فرض حلّ للقضية الفلسطينية بعيد عن إرجاع ما تمّ احتلاله عام1967، وعليه يتم توطيد علاقات دبلوماسية مع الدول العربية. ومن هنا، يُعتقد أنّ الزيارة التي جاءت مفاجئة قبل يومين للرئيس محمود عباس إلى الرياض هي في السياق نفسه.
العربية السعودية اليوم مقبلة على صنع تاريخ جديد، مبني على احتكار الحكم بيد أحد أحفاد عبد العزيز، الذي يسعى إلى اقتلاع كل المعيقات التي قد تعترضه في الداخل والخارج. وحملة التطهير داخل قصور العائلة صورة بسيطة لما سيحدث في المستقبل، فمن ضحّى بأبناء عمّه سيكون سهلا عليه أن يخوض كل المغامرات، بما فيها الحروب الخاسرة مع أشقائه العرب، وحصار قطر الجارة العربية وحليفة الأمس دليل على سوداوية المشهد المقبلة، والذي قد يكون سبباً في مرحلة ما إلى زعزعة حكم آل سعود وتقسيم المملكة، وهو حلم لكلّ أعداء الأمة.
ارتبطت السياسة السعودية، منذ عقود، على مصلحة واحدة، همّها الحفاظ على السلطة بيد آل سعود وما عداها من مصالح فهي ثانوية، ومن الواجب أن لا تخرج في النهاية عن الهدف الأول. ومن هنا، ارتبطت تحالفات هذه العائلة باسم المملكة مع كل من يستطيع أن يحقق هذا الهدف، لقد عقدت حلفها الأساس مع الولايات المتحدة الأميركية منذ عشرات السنين، بعد أن أصبح نفط السعودية شريان حياة الغرب، فلا ينسى التاريخ "اتفاق كوينسي" بين الملك عبد العزيز ورئيس الولايات المتحدة روزفلت في 14 فبراير/ شباط 1945م، وفيه تكفلت الولايات المتحدة بضمان استقرار المملكة العربية السعودية لتعتبره جزءاً من مصالحها الحيوية، كما وتقدم الحماية غير المشروطة لعائلة آل سعود، وأقل منها للمملكة بصفة عامة ضد أي تهديد خارجي.
تسارعت الأحداث بعد وفاة الملك عبد الله، وبدأت أيدٍ خارجية تلعب لتثبيت من تراه أقرب لتنفيذ سياساتها، فما كان من ولي العهد سلمان، أن قام بعمليات تشبه الانقلاب، من خلال إقالات وتعيينات من أبناء عائلته لتثبيت حكمه، ثم جرت الأمور حتى أقال وليّ عهده محمد بن نايف ابن أخيه وتعيين ابنه الشاب محمد بن سلمان.
نتيجة نصائح المحبين المنتفعين من وليّ العهد، محمد بن سلمان، تمّ ترتيب اللقاء المهم بينه وبين رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، في15/3/2017، حيث طمح بن سلمان إلى تأييد الولايات المتحدة ودعمها له شخصياً، وذلك بعد أن قدّم نفسه مصلحا يعمل على وضع الخطط الاقتصادية والسياسية، وهو القادر على إجراء التغيرات اللازمة في البنى الاجتماعية والدينية للمملكة. والحقيقة على ما يبدو، وكما يراها مراقبون كثيرون، أنّ محمد بن سلمان قدّم نفسه بهذه الصورة وفق النصائح التي قدمها له محمد بن زايد عرّاب هذا اللقاء وغيره من المستشارين الذين أرهبوه من الرئيس الأميركي ترامب. وبالتالي، لا يمكن أن يُحدث اختراقاً في العلاقة الفاترة بعد أحداث سورية، إلا بتنازلات في شتى المجالات، في مقدمتها الاقتصاد، لعبة ترامب المفضلة.
منذ عُيّن محمد بن سلمان وليّاً للعهد، باتت عينه على كرسي العرش، وبدأ يتصرف على أنه الملك الفعلي للبلاد، وبدأ يخوض غمار حربٍ داخلية في مجلس العائلة الصوري الهش. وحتى يستطيع بن سلمان حسم معركته الداخلية، عليه أن يضمن رضى الولايات المتحدة وقبولها. ولهذا، يعلم تماماً دور اللوبي الصهيوني فيها، فجاءت زيارته إسرائيل لتذليل الطريق، وبدأ يذاع في الإعلام عن حلف بينهما، غرضه مواجهة إيران وأذرعها في المنطقة، ومحاربة الحركات الإسلامية، وخصوصا حركات المقاومة التي تزعج إسرائيل، فكانت التضحية بالعلاقة مع قطر وتركيا حلفاء الأمس، واللتين تربطهما علاقات مع حركة حماس والإخوان المسلمين بعامة، وهو يعلم دوره تماماً في تنفيذ السياسات الأميركية في المنطقة، وخصوصا فيما يتعلق بما تسمى "صفقة القرن"، والتي من خلالها يتم فرض حلّ للقضية الفلسطينية بعيد عن إرجاع ما تمّ احتلاله عام1967، وعليه يتم توطيد علاقات دبلوماسية مع الدول العربية. ومن هنا، يُعتقد أنّ الزيارة التي جاءت مفاجئة قبل يومين للرئيس محمود عباس إلى الرياض هي في السياق نفسه.
العربية السعودية اليوم مقبلة على صنع تاريخ جديد، مبني على احتكار الحكم بيد أحد أحفاد عبد العزيز، الذي يسعى إلى اقتلاع كل المعيقات التي قد تعترضه في الداخل والخارج. وحملة التطهير داخل قصور العائلة صورة بسيطة لما سيحدث في المستقبل، فمن ضحّى بأبناء عمّه سيكون سهلا عليه أن يخوض كل المغامرات، بما فيها الحروب الخاسرة مع أشقائه العرب، وحصار قطر الجارة العربية وحليفة الأمس دليل على سوداوية المشهد المقبلة، والذي قد يكون سبباً في مرحلة ما إلى زعزعة حكم آل سعود وتقسيم المملكة، وهو حلم لكلّ أعداء الأمة.
مقالات أخرى
04 ديسمبر 2018
16 نوفمبر 2018
07 نوفمبر 2018