مع ساعات الصباح الأولى، يتجهز الفلسطيني محمد الكحلوت، بخوذته ولباسه وعتاده، لخوض حربٍ مرغوبة لديه مع جيش من النحل، الذي تجمع في خلاياه داخل أرضٍ زراعية، في الأطراف الشرقية لمدينة غزة، آملاً بأن تنتهي معركته الودّية معه بجني العسل الصافي.
اعتاد الكحلوت على هذه المعركة في منتصف شهر إبريل/نيسان من كل عام، لجني العسل من الخلايا التي يتم تحضيرها طوال العام، في الأراضي الزراعية على الأطراف الشرقية للمدينة المحاصرة إسرائيلياً.
ورغم جهوده، إلا أن العديد من التقارير تشير إلى هبوط إنتاج العسل العام الجاري في القطاع، مقارنة بالسنوات الماضية، بسبب الظروف الجوية وانتشار الأمراض والزحف العمراني، إضافة إلى تناقص أعداد الخلايا وتراجع نشاط النحل بشكل ملحوظ، بحسب جمعية مربي النحل في مدينة غزة.
ويوضح الكحلوت الذي تعلّم مهنة تربية النحل من والده، أنه لم يعد يستطيع إحصاء عدد الخلايا في مزرعته، بسبب تعرضها للضرر وتناقصها بشكل واضح، حيث كان يملك ما يقارب 150 خلية لتقل تدريجياً لتصل إلى نحو 60 خلية"، مبيناً أن الخلية الناجحة لديه تدر من 7 إلى 10 كيلوغرامات من العسل.
ويبين النحال الفلسطيني لـ"العربي الجديد"، أن عدم سقوط الأمطار في وقت باكر، أدى إلى إضعاف نشاط النحل، وبالتالي أخرّ من ظهور العشبة التي يعتمد عليها النحالون في أخذ حبوب اللقاح لتغذية "الملكة"، الأمر الذي أدى إلى تضاؤل أعداد النحل وعدم قوته في إنتاج العسل.
وخسر الكحلوت في السنوات الماضية بفعل الحروب الإسرائيلية على القطاع، واستخدام الفسفور الأبيض الذي قتل النحل ودمّر الخلايا، عدا عن تعمد الاحتلال لضرب الأراضي الزراعية إلى الشرق من غزة، إذ يذكر أنه تم تجريف 200 خلية له في الاجتياحات السابقة.
ويلفت النحال الفلسطيني إلى أن سعر الكيلوغرام الواحد من العسل الصافي يتراوح بين 60 و70 شيكلاً أي بين 16 و19 دولاراً، موضحًا أن إنتاجية هذا العام لن تُغطي تكاليف الموسم التي تكبدها في التحضير لموسم الربيع في قطف العسل من خلاياه الواقعة إلى الشرق من مدينة غزة.
تراجع الإنتاج
من جهته، يوضح رئيس جمعية مربي النحل بغزة، عماد غزال، أن إنتاج العسل لهذا العام سيشهد تراجعًا ملحوظاً عن الأعوام الماضية، إذ قد يصل إلى 200 طن من أصل 350 طنًا سنوياً كان يشهده القطاع في إنتاجية الأعوام السابقة من الموسم.
ويبين لـ"العربي الجديد"، أن تأخر موسم الشتاء وشح الأمطار وانتشار بعض الأمراض، إضافة إلى تناقص الأراضي المزروعة بالحمضيات وخاصة "الكينيا"، تسببت في تراجع إنتاج العسل، إضافة إلى ضعف الغطاء النباتي الذي يتغذى عليه النحل.
ويشير غزال إلى أن نحو 30 في المائة من الخلايا فُقدت بسبب تلك الظروف الطبيعية، وتأخر سقوط الأمطار، حيث كانت أعدادها تصل إلى 25 ألف خلية، قبل أن تصبح نحو 18 ألف خلية.
ويلفت رئيس جمعية مربي النحل، إلى أن إنتاج خلية النحل الواحدة في غزة، وصل العام الماضي إلى 15 كليوغرامًا، غير أنه في العام الجاري من المتوقع أن لا تتعدى إنتاجية الخلية الواحدة 7 كيلوغرامات، بسبب العوائق.
فيما ذكر أن الاستهلاك السنوي للمواطنين من العسل يصل إلى 450 طناً، إلا أن هنالك عجزا بنحو 180 طناً، متوقعًا أن تفتح وزارة الزراعة باب استيراد العسل من الخارج، بعد نحو شهرين أو ثلاثة، بعيد تسويق المنتج المحلي في الأسواق الغزّية.
ومن المتوقع أن يتضرر نحو 450 عائلة فلسطينية في القطاع، تعتمد على تربية النحل، في توفير مصدر دخلها لمقاومة العيش بالمدينة التي شاحت وجوه أصحابها بفعل دوافع الحصار الإسرائيلي المفروض للعام الحادي عشر على التوالي، إضافة إلى تأثرهم بالحروب الثلاثة على غزة.
وتعمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدار السنوات الماضية، تجريف آلاف الدونمات الزراعية على امتداد السياج الأمني من أقصى شمال القطاع إلى جنوبه، مما كبد مختلف القطاعات خسائر باهظة.
اقــرأ أيضاً
اعتاد الكحلوت على هذه المعركة في منتصف شهر إبريل/نيسان من كل عام، لجني العسل من الخلايا التي يتم تحضيرها طوال العام، في الأراضي الزراعية على الأطراف الشرقية للمدينة المحاصرة إسرائيلياً.
ورغم جهوده، إلا أن العديد من التقارير تشير إلى هبوط إنتاج العسل العام الجاري في القطاع، مقارنة بالسنوات الماضية، بسبب الظروف الجوية وانتشار الأمراض والزحف العمراني، إضافة إلى تناقص أعداد الخلايا وتراجع نشاط النحل بشكل ملحوظ، بحسب جمعية مربي النحل في مدينة غزة.
ويوضح الكحلوت الذي تعلّم مهنة تربية النحل من والده، أنه لم يعد يستطيع إحصاء عدد الخلايا في مزرعته، بسبب تعرضها للضرر وتناقصها بشكل واضح، حيث كان يملك ما يقارب 150 خلية لتقل تدريجياً لتصل إلى نحو 60 خلية"، مبيناً أن الخلية الناجحة لديه تدر من 7 إلى 10 كيلوغرامات من العسل.
ويبين النحال الفلسطيني لـ"العربي الجديد"، أن عدم سقوط الأمطار في وقت باكر، أدى إلى إضعاف نشاط النحل، وبالتالي أخرّ من ظهور العشبة التي يعتمد عليها النحالون في أخذ حبوب اللقاح لتغذية "الملكة"، الأمر الذي أدى إلى تضاؤل أعداد النحل وعدم قوته في إنتاج العسل.
وخسر الكحلوت في السنوات الماضية بفعل الحروب الإسرائيلية على القطاع، واستخدام الفسفور الأبيض الذي قتل النحل ودمّر الخلايا، عدا عن تعمد الاحتلال لضرب الأراضي الزراعية إلى الشرق من غزة، إذ يذكر أنه تم تجريف 200 خلية له في الاجتياحات السابقة.
ويلفت النحال الفلسطيني إلى أن سعر الكيلوغرام الواحد من العسل الصافي يتراوح بين 60 و70 شيكلاً أي بين 16 و19 دولاراً، موضحًا أن إنتاجية هذا العام لن تُغطي تكاليف الموسم التي تكبدها في التحضير لموسم الربيع في قطف العسل من خلاياه الواقعة إلى الشرق من مدينة غزة.
تراجع الإنتاج
من جهته، يوضح رئيس جمعية مربي النحل بغزة، عماد غزال، أن إنتاج العسل لهذا العام سيشهد تراجعًا ملحوظاً عن الأعوام الماضية، إذ قد يصل إلى 200 طن من أصل 350 طنًا سنوياً كان يشهده القطاع في إنتاجية الأعوام السابقة من الموسم.
ويبين لـ"العربي الجديد"، أن تأخر موسم الشتاء وشح الأمطار وانتشار بعض الأمراض، إضافة إلى تناقص الأراضي المزروعة بالحمضيات وخاصة "الكينيا"، تسببت في تراجع إنتاج العسل، إضافة إلى ضعف الغطاء النباتي الذي يتغذى عليه النحل.
ويشير غزال إلى أن نحو 30 في المائة من الخلايا فُقدت بسبب تلك الظروف الطبيعية، وتأخر سقوط الأمطار، حيث كانت أعدادها تصل إلى 25 ألف خلية، قبل أن تصبح نحو 18 ألف خلية.
ويلفت رئيس جمعية مربي النحل، إلى أن إنتاج خلية النحل الواحدة في غزة، وصل العام الماضي إلى 15 كليوغرامًا، غير أنه في العام الجاري من المتوقع أن لا تتعدى إنتاجية الخلية الواحدة 7 كيلوغرامات، بسبب العوائق.
فيما ذكر أن الاستهلاك السنوي للمواطنين من العسل يصل إلى 450 طناً، إلا أن هنالك عجزا بنحو 180 طناً، متوقعًا أن تفتح وزارة الزراعة باب استيراد العسل من الخارج، بعد نحو شهرين أو ثلاثة، بعيد تسويق المنتج المحلي في الأسواق الغزّية.
ومن المتوقع أن يتضرر نحو 450 عائلة فلسطينية في القطاع، تعتمد على تربية النحل، في توفير مصدر دخلها لمقاومة العيش بالمدينة التي شاحت وجوه أصحابها بفعل دوافع الحصار الإسرائيلي المفروض للعام الحادي عشر على التوالي، إضافة إلى تأثرهم بالحروب الثلاثة على غزة.
وتعمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدار السنوات الماضية، تجريف آلاف الدونمات الزراعية على امتداد السياج الأمني من أقصى شمال القطاع إلى جنوبه، مما كبد مختلف القطاعات خسائر باهظة.