محمد الحليمي: الغزاوي الذي برع في برمجة الألعاب الإلكترونية

20 يونيو 2015
والدته تخشى على موهبته نظراً لظروف الحياة بالقطاع(عبدالحكيم أبورياش)
+ الخط -
لم يمنع صغر سن الطفل الفلسطيني، محمد الحليمي، الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، من أنّ يلبي شغفه ورغبته بتعلم ومعرفة برمجة ألعاب الحاسوب وألعاب الهواتف الذكية، رغم قلة الإمكانيات وصعوبات الأوضاع في قطاع غزة المحاصر.
ويقول الطفل الغزّي، إنّ شغفه ورغبته في معرفة كيف تجري عملية برمجة الألعاب كانت الدافع الأول لخوضه غمار البرمجة. واختصر الطفل الحليمي الدوافع وراء خوضه تجربة تعلم البرمجة بذلك، رغم أنه لم يكن قد مضى على اجتيازه المرحلة الابتدائية وانتقاله للمرحلة الإعدادية إلا بضعة أيام فقط، في حينها.
ويشير الحليمي إلى أن بداية عشقه لمجال التكنولوجيا كانت حينما حصل على الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب، حيث لم يكن قد تجاوز حينها السابعة من عمره، حينها وضعه والده، الذي يعمل مدرساً، ضمن دورة تضم مجموعة من المدرسين الذين لم يكونوا يتقبلون هذه الفكرة.
ويضيف، لـ"العربي الجديد": "شكلّ حصولي على الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب، وتعلم الطباعة باللغتين العربية والإنجليزية، بداية التحول بالنسبة لي، وحافزاً للدخول أكثر في مجال البرمجة والتصميم والتعمق بشكل أكبر في هذا المجال".
فطريق التوجه نحو برمجة الألعاب، وفق محمد، بدأ بعد أنّ تحصل على بعض الدورات التدريبية بمركز "القطّان" للطفل بغزة، وتميز فيها، الأمر الذي أهله للانضمام إلى نادي المبرمجين، وكان حينها الأصغر سناً بينهم أيضاً.
ويبين الحليمي أنه تعرف على الكثير من البرامج المتطورة في مجال البرمجة، وخصوصاً الألعاب، مما أهله لإنجاز العديد من التصاميم والبرمجة للألعاب وحتى الريبوت الآلي.
ويوضح الطفل الفلسطيني أنّ دخوله عالم التصميم جاء تماشياً مع متطلبات برمجة الألعاب، كونها تحتاج إلى تصميم الأشكال والأجسام الخاصة باللعبة قبل عملية برمجتها وتحريكها.
وعن التجربة الأولى لإنتاج اللعبة الأولى من تصميمه وبرمجته، يقول:" كانت تجربتي الأولى وأنا في سن السابعة، حينما صنعت لعبة الثعبان عبر برنامج سهل وبسيط من ضمن برامج صناعة الألعاب".
ويتحدث الحليمي عن أبرز الصعوبات التي اعترضت طريقه في عمله لبرمجة ألعاب الهواتف المحمولة، والألعاب الأخرى، والمواقع، التي تمثلت بقلة الإمكانيات واعتماده على إمكانيات بسيطة جداً، حيث يلجأ للتصوير بكاميرا هاتفه الشخصي لبعض الشخصيات التي يقوم بتصميمها في ظل عدم استطاعته توفير كاميرا احترافية.
ويتابع:" تقدمت للعمل مع الكثير من الشركات في قطاع غزة فقوبل الأمر بالرفض، وعدم تقبل فكرة أن يكون هناك طفل عمره 12 عاماً ضمن طواقم الشركة العاملة".
وشارك محمد مع فريقه الخاص في مسابقة عالمية لشركة مايكروسوفت، ووصلوا إلى النهائيات، إلا أنه لم يحالفهم الحظ بالفوز، لكون المنافس أكبر منهم سناً، وأكثر خبرة، فغالبيتهم طلبة وخريجون جامعيون، في حين كان لا يتجاوز أكبر أفراد فريقه سنّاً 15 عاماً.
ويطمح الطفل الحليمي إلى أن يكمل دراسته الجامعية مستقبلاً في مجال تكنولوجيا المعلومات، كون عشقه للتكنولوجيا لم يمنعه من أن يكون متصدر قائمة المتفوقين في مدرسته، بالإضافة إلى المشاركة في مسابقات ومعارض عالمية تنمي شغفه في مجال برمجة وتصميم الألعاب.
أما والده، لؤي الحليمي، فيقول لـ"العربي الجديد" إنّ ابنه اكتسب جزءاً كبيراً من خبرته وعلمه في مجال التكنولوجيا وبرمجة الألعاب والتصميم من خلال التعليم الذاتي، والاعتماد على نفسه في الكثير من الأشياء من أجل التميز والرقي والتقدم.
ويضيف الحليمي الأب: " كنت أفاجأ حينما أراه يقوم بتصوير نفسه عبر كاميرا هاتفه الشخصي، ويطرح دروساً في مجال البرمجة ومجال التصميم والإنترنت عبر مدونته الخاصة، والتي يصل عدد متابعيها إلى نحو 5 آلاف متابع".
ويأمل والده، الذي يعمل في مجال التدريس، أنّ يلقى ابنه الاهتمام الكافي الذي يدعم طريقه لتنمية موهبته، على الرغم من الواقع الصعب الذي يعيشه سكان قطاع غزة، في حين تلخص والدته، إلهام الحليمي، تعبيرها عن فخرها بابنها، فتقول لـ" العربي الجديد":" هو طفلي الوحيد مقابل 4 من البنات ويكفيني هذا فهو موهوب للغاية، وطَموح إلى أقصى حد ". وتضيف: "موهبة محمد بدأت منذ الصغر، فلا يغيب عن مخيلتي مشهد إعداده دائرة كهربائية صغيرة، بينما كنت أقوم بتدريس إحدى أخواته، ولم يكن قد تجاوز حينها سن الرابعة من عمره". وتخشى أنّ تتعرض موهبة نجلها الأصغر للطمس نتاج غياب الاهتمام الرسمي بالمواهب في قطاع غزة، عدا عن الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة للغزيين.
دلالات
المساهمون