محمد الباز... صوت الثورة الفلسطينية

08 يونيو 2015
الإذاعي الفلسطيني محمد الباز (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
امتزج الصوت الرصين الذي امتلكه أوّل الإذاعيين الفلسطينيين، محمد الباز، بصوت الثورة الفلسطينية، وعبق الأرض ورائحة تراب الوطن، ليُصبح شاهداً على حكايات الصمود والتحدي في مختلف مراحل النضال، داخل الوطن المحتل وخارجه.
منذ ما يزيد على الثلاثين عاماً، عمل الباز في حقل الإعلام الفلسطيني المرئي والمسموع. وحكاية الإعلامي الفلسطيني بدأت بعد تخرجه من جامعة الأزهر في جمهورية مصر العربية "مصادفة"، بتاريخ التاسع عشر من إبريل/نيسان عام 1978، عندما تعاقد للعمل مدرساً في الثانوية ضمن البعثة الليبية ثم البعثة الكويتية، في ذلك الوقت كان من المقرر افتتاح ركن لإذاعة صوت فلسطين - صوت الثورة الفلسطينية في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ضمن تردد الإذاعة اليمنية.

إقرأ أيضاً: "بدنا نشوف الضفة والقدس" حلم الفلسطينيين


عمل الباز متطوعاً في البداية لمدة خمس سنوات، إلى أن قرر الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، تخصيص مكافأة رمزيه له. ويقول الباز لـ "العربي الجديد": كنت أكثف عملي الذي آمنت به، وأيقنت أنه وسيلتي للتعبير عن هموم شعبي في مختلف أماكن تواجده، ولجأت في ذلك الوقت إلى تعلم المونتاج الإذاعي، والذي كان من الصعوبة والمشقة القيام به، خاصةً وأنّ المعدات وأجهزة التسجيل في فترة السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات صعبة للغاية.
كانت الإذاعة التي عمل بها الباز لأكثر من عشرين عاماً تبدأ عملها يومياً بشعار يقول: "هذا صوت فلسطين – صوت الثورة الفلسطينية، يحييكم ويلتقي بكم، مؤكداً عهده معكم على مواصلة النضال بالكلمة الأمينة المعبرة عن الطلقة الشجاعة، وبالجماهير العربية معبئة ومنظمة ومسلحة، وبالحرب الشعبية طويلة الأمد أسلوباً، وبالكفاح المسلح وسيلة، حتى تحرير فلسطين، كل فلسطين". ويقول الباز: "احتلت الإذاعات الفلسطينية مكانة مميزة في ذلك الوقت". ويضيف: "عملت في صوت الثورة الفلسطينية منذ إبريل/نيسان عام 1978، حتى سبتمبر/أيلول 1994، وبدأت بعد توقيع اتفاقية السلام الفلسطينية الإسرائيلية وفقاً لاتفاقية أوسلو في الثالث عشر من سبتمبر 1993 مرحلة إقامة المؤسسات الإعلامية الفلسطينية، بدءاً بوكالة الأنباء الفلسطينية-وفا، وبداية أول تجربة تلفزيونية على أرض الوطن".
أما في ما يتعلق بإنشاء الفضائية الفلسطينية، فيقول الباز إنه تم بموجب قرار من مجلس الوزراء الفلسطيني الصادر في مدينة غزة بتاريخ الأول من يوليو/تموز عام 1998، بهدف إبراز المعالم الثقافية والحضارية، وتوثيق وتوطيد علاقات الشعب الفلسطيني، إضافة إلى إبراز الهوية الوطنية الفلسطينية، وفضح ممارسات الاحتلال.
الباز عمل في ذلك الوقت مدير البرامج السياسية والخاصة، وكبير المذيعين، وحاول الحفاظ على خطه الوطني التعبوي. ويشير إلى أنه حاول خلال مسيرته التطرق إلى البرامج التي تمس المواطن الفلسطيني بشكل مباشر، ويضيف: "كنت أول من أسس برنامج مشوار الصباح عام 2000، الذي يعنى بسماع هموم المواطنين وشكواهم، وربطهم بالمسؤولين، ما ساهم على حل عدد كبير من المشاكل والقضايا".


إقرأ أيضاً: المغردون الفلسطينيون يرفعون البطاقة الحمراء في وجه الرجوب


وعن تطور الإعلام الفلسطيني في الوقت الحالي عن السابق، يوضح أن الاعلام الفلسطيني مر منذ بدايته في الكثير من المحطات الصعبة، واستخدم الأدوات البدائية، لكنه حاول النهوض بأدواته المستخدمة، وبكوادره البشرية، حتى أصبح مواكباً للتقدم الإعلامي.
دلالات
المساهمون