ألغت محكمة التحكيم الرياضي "طاس" العقوبات الرياضية والمالية التي أصدرتها الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم، في حق المنتخب المغربي واتحاد الكرة.
وأيدت الهيئة القضائية الطعن الذي قدمه الاتحاد المغربي ضد قرارات عيسى حياتو، وأصدرت، مساء اليوم الخميس، قرارها النهائي القاضي بمشاركة المنتخب المغربي في جميع المسابقات القارية، وإدراجه في القرعة التي ستجرى في القاهرة يوم الثامن من أبريل/نيسان الجاري، والتي تعتبر جسرا للمشاركة في نهائيات كأس أمم أفريقيا 2017. بينما تم تقليص الغرامة المالية التي طالبت بها الكونفدرالية من مليون دولار إلى خمسين ألف دولار.
وتلقى اتحاد الكرة المغربي قرار المحكمة بكثير من الارتياح، بعد أن ساد نوع من التشاؤم في الوسط الكروي، وظهرت في الأفق بوادر التشاؤم، بسبب ضبابية الوضع، قبل أن يظهر الانفراج.
وقال نور الدين بوشحاتي، موفد اتحاد الكرة إلى زوريخ، إن القرار يعتبر منصفا للمغاربة، لأنه أحبط محاولة مسح الكرة المغربية من خريطة المنافسات القارية، وأشار إلى أن محكمة التحكيم الرياضي الدولية "طاس" أظهرت نوياها الإيجابية نحو المغرب، من خلال دفوعات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، التي واجهتها بأسئلة أحرجت موفدي حياتو إلى زوريخ. وبدا من المستحيل تقبل حرمان المغرب من المشاركة في دورتي 2017 و2019 لكأس أفريقيا للأمم.
من جهته، عبر هشام العمراني، الكاتب العام للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، عن قبوله لقرار المحكمة، وقال إن مهمته تمثلت في الدفاع عن "الكاف" وتقديم الوثائق التي تشير إلى أن الاتحاد المغربي لم يحترم التزاماته مع المنتظم الكروي، بعدم تنظيم كأس أفريقيا 2015 في موعدها المحدد (يناير وفبراير الماضيين)، وما ترتب عنه من خسائر للاتحاد الأفريقي، مشيرا في نفس الوقت إلى مضاعفات القرار على مستقبل الدورات القارية المقبلة.
وهنأ اتحاد الكرة المغربي المحامي الفرنسي الذي ترافع عنه، إلى جانب كل من ساهم في دعم موقف المغرب بالمستندات والوثائق، واستغرب من إصرار حياتو على انتداب مغربي للوقوف في وجه المغاربة، وقبول العمراني هذه المهمة التي ستؤثر كثيرا على علاقاته ببلده الأصلي.
وقال عضو مغربي اشتغل طويلا في إحدى لجان الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم، إن مزاعم الاتحاد الأفريقي التي قالت إن ملف المغرب لا يتضمن حججا تثبت القوة القاهرة التي دعته إلى طلب تأجيل النهائيات، خاصة أنه لم تسجل أي حالة إصابة بالإيبولا خلال تنظيم غينيا الاستوائية، أصبحت غير ذات جدوى أمام قرار المحكمة الذي أنصف المغرب بعد طول انتظار.
في المقابل، أبدى أعضاء اتحاد الكرة المغربي قلقهم من تراجع التونسيين الذين نسقوا مع المغاربة من أجل اتفاقية "دفاع مشترك" ضد الكونفدرالية، بعدما توصلت الدبلوماسية الرياضية التونسية إلى حل لتجاوز الخلاف مع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بشكل ودي.