محرزية العبيدي: قبضة من حديد

13 يناير 2015
محرزية العبيدي.. أول نائبة لرئيس المجلس التأسيسي (العربي الجديد)
+ الخط -

محرزية العبيدي، النائبة في مجلس نواب الشعب عن حزب حركة النهضة، عن دائرة (فرنسا 1) والنائبة الأولى لرئيس المجلس التأسيسي، وهي أوّل امرأة في تونس تحتل مركز النائبة الأولى لرئيس المجلس الوطني التأسيسي سابقا (المجلس النيابي حاليا).

ذاع صيتها بعد انتخابات 23 أكتوبر/تشرين الأول، وتحديدا بعد فوز حركة النهضة.
عرفت العبيدي بمواقفها الصارمة أثناء ترأسها العديد من الجلسات في البرلمان التونسي، عاشت في فرنسا وتخرّجت من المعهد الأعلى للترجمة والمترجمين من جامعة باريس، وهي حاصلة على ماجستير في الترجمة الاقتصادية وشهادة الدراسات المعمّقة في كل من الأدب الإنجليزي والدراسات المسرحية سنة 1992.

تقول لـ"العربي الجديد": أنا مدينة للثورة وللشباب وللشهداء الذين ضحّوا بحياتهم لأعود إلى تونس، بعد غربة استمرت عدة سنوات، فقد كنت أعمل مترجمة وكاتبة ومحاضرة في الشأن التربوي في فرنسا، ولكن الثورة أعادتني إلى المجتمع التونسي الذي انقطعت عنه لفترة طويلة.
كنت أزور تونس فقط خلال العطلة الصيفية لألتقي العائلة، أما علاقتي بالواقع التونسي فقد كانت شبه منقطعة".

ترّأست العبيدي الشبكة العالمية "نساء مؤمنات من أجل السلام" في فرنسا، وهي منظمة لها صفة استشارية لدى مؤسسات الأمم المتحدة المعنية بالمرأة والتنمية والسلام، إلا أنّ نشاطاتها كانت بعيدة تماما عن الشأن السياسي رغم انتمائها لحركة النهضة.

وتضيف العبيدي أنّ الثورة أعادتها إلى السياسة بمفهومها الشامل ومن بابها الواسع، وتؤكدّ أنّ حياتها تغيّرت كثيرا بعد الثورة وكذلك نمط عيشها، فقد تركت أبناءها في فرنسا لإتمام دراستهم، وقدمت إلى تونس للاضطلاع بالمهمة المنوطة بها، وها هي ابنتها بعد أربع سنوات تقريبا قضّتها العبيدي في تونس تعدّ الماجستير في العلاقات الدولية، وتتم ابنتها الثانية دراستها في الهندسة، أما ابنها فسيجتاز مناظرة الدراسات التحضيرية العليا.

تقول العبيدي: "خلال ثلاث سنوات قابلت شتّى فئات المجتمع التونسي، واستمعت إلى أصواتهم واحتياجاتهم ورغباتهم، كما التقيت المثقفين والحقوقيين والجمعيات الشبابية والنسوية، كذلك قدامى المناضلين وعائلات الشهداء، هؤلاء وجدوا متنفسا من الحرّية ليبلّغوا أصواتهم، إذ لم يكن يسمح لهم في النظام السابق بالتعبير عن آرائهم، ولا تتصوروا الكم الهائل من الصرخات والمظالم التي كان يحاول البعض تبليغها لي".

فجأة سلطت عليها الكثير من الأضواء، شأنها شأن العديد من السياسيين، كما وجدت نفسها تحت المجهر وضحية للإشاعات، ما تسبب لها في بعض المرارة، ولكنها تعاملت مع الأمر بكثير من برودة الأعصاب، فهي في منصب حساس وعليها التحمّل لأنّ العبء كبير والمسؤولية ليست بالهيّنة.
شهرة "العبيدي" الواسعة وانتماؤها إلى حركة النهضة، جعلاها في قلب العاصفة أو بالأحرى في قلب التجاذبات السياسية. مبيّنة أن أكثر ما صدمها شعار رفع أمام المجلس التأسيسي آنذاك، يقول: "المرأة التونسية ليست محرزية".
وعلقت على ذلك بالقول إنها فوجئت مفاجأة غير سارة، مفسرة الأمر بكونها "محرزية" تلك المرأة المحجبة التي تنتمي إلى حزب إسلامي فاز في الانتخابات التشريعية في تلك الفترة، ممّا جعلها تعزف عن مطالعة الصحف والأخبار على حد تعبيرها.

واعتبرت أنّ التحديات جعلتها أقوى بكثير من السابق، وأنها تحدت كل الصعاب لكي ينهي المجلس النيابي مهمته، وهو ما جعلها -على حدّ تعبيرها- "تقبض المجلس بقبضة من حديد"، تقول: "لم يكن تعسفا، لأن الكثير من زملائي والنواب المعارضين كانوا يحبونني وينتظرونني لكي أترأس الجلسات، ولكني كنت واعية بأن من يمسك المقود لا يجب أن يضعف، حتى إن تألم وتعرض إلى النقد".

المساهمون