تواجه الولايات المتحدة، في غاراتها ضد تنظيم "داعش" في شمال العراق، شبح السيناريو الافغاني؛ فقساوة تضاريس المنطقة الشمالية الجبلية الوعرة، تمنح مقاتلي تنظيم "داعش" الأفضلية في معادلة الإمساك بالارض والتقدم الى المناطق الأخرى.
وتبقى الضربات الجوية بمثابة عامل مساعد لإيقاف التقدم أو سلب راحة التنظيم في التنقل بين البلدات والقرى الشمالية وصولاً الى عاصمة إقليم كردستان، أربيل، التي باتت لا تبعد سوى 50 كيلومتراً عن أولى مواقع "داعش".
وشنت المقاتلات الاميركية والطائرات المسيّرة، 32 غارة على مواقع وتجمعات "داعش"، حتى صباح الخميس، في مناطق مخمور، سنجار، جبل سنجار، تكليف، وبعشيقة. وبحسب مسؤولين عسكريين كرد، فإن الضربات الاميركية تركزت على مواقع المدفعية الثقيلة التي يصل مداها الى أربيل ومبانٍ حكومية اتخذت منها الجماعة مواقع لها.
وقد غادر عناصر "داعش"، بسبب تلك الغارات، الى البلدات المنبسطة أو السهلية، مثل مخمور، التي دخلتها "البشمركة" بعد معارك استمرت لثلاثة أيام. وانسحب "داعش" إلى بلدات أخرى ذات طبيعة جبلية يسيطر مقاتلو التنظيم عليها، من خلال القناصة في أعلى الجبال، وزراعة الالغام والعبوات الناسفة بطريق العربات العسكرية الكردية التي يعتبر معظمها قديماً وهشّاً أمام فخاخ "داعش".
ويقول النقيب في قوات "البشمركة"، رابر كريم، إن "الضربات الاميركية لا تغني عن المواجهات البرية بيننا وبين التنظيم". ويتابع: "نحن نتحدث عن عشرات الجبال التي يسيطر عليها (داعش) تضم كهوفاً وأنفاقاً لا يمكن للطائرات معالجتها، وهي تحتاج الى تحرك بري واسع، نقدم من خلالها تضحيات وخسائر هائلة. والضربات الجوية حتى الآن لم تنفع في جرهم الى مناطق مفتوحة وفارغة لتكون عملية صيدهم سهلة". وظلت المنطقة الشمالية، خلال السنوات الخمسين الماضية، ملاذاً آمناً للحركات الكردية الانفصالية، وشكلت مصدر قوة لهم طوال تلك الفترة، منذ احتماء عناصر "أنصار الإسلام" الكردية بزعامة الملا كريكار فيها، خلال الضربات الاميركية التي وجهت إليهم في العام 2003، بالتزامن مع بدء عملية احتلال العراق.
ويقول الخبير بشؤون الجماعات الاسلامية في العراق، فؤاد علي السعدي، إن "الضربات الاميركية ستكون دفاعية أو وقائية تبطئ فقط حركة التنظيم وتقدمه باتجاه كردستان العراق، لأن المواقع التي يسيطر عليها عناصر الدولة الإسلامية تتطلّب تدخلاً برياً وليس جوياً. والادارة الاميركية تعلم ذلك جيداً". ويؤكد أن "الولايات المتحدة لن تتورط في حرب مفتوحة مع داعش، كما تورطت مع طالبان في أفغانستان إذا أخذنا تشابه الظروف على الارض بعين الاعتبار، من ناحية القوة والتضاريس للتنظيمين". ويختم بأن إدارة الرئيس باراك أوباما "لن تدخل في صراع يحتاج الى الوقت والجهد والمال، رغم رغبة الكرد والحكومة الاتحادية في ذلك".
وتشير المصادر المحلية في الموصل، المعقل الاول لـ"داعش"، إلى أن الضربات الجوية الاميركية قتلت نحو 60 مسلحاً فقط من التنظيم، خلال الاسبوع الاول من عملياتها، وهو عدد قليل جداً مقارنة بالحجم العددي لعناصر "الدولة الإسلامية"، الذي يصل الى نحو 40 ألف مقاتل في العراق، بحسب تقديرات.
وخسر "داعش"، قبل التدخل الأميركي، مساحة جغرافية تبلغ 17 كيلومتراً مربعاً، من أصل 130 كيلومتراً مربعاً يسيطر عليها، وهي على شكل بلدات وقرى ومناطق جبلية ووديان وكهوف متنوعة. ويلاحظ أن المناطق التي خسرها "داعش"، وهي مخمور، تمثل المنطقة الأسهل جغرافياً والاقرب الى حدود أربيل.
واستعادت "البشمركة" السيطرة عليها بعد حملة عسكرية كبيرة جداً شارك فيها، لأول مرة، حزب "العمال الكردستاني"، المناوئ للحكومة التركية، والذي اعتبر أن "الدفاع عن كردستان، هو واجب قومي بغطاء أميركي". لكن الحملة توقفت عن التقدم الى المدن المجاورة لمدينة مخمور، بسبب صعوبة التحرك في الجبال التي باتت عبارة عن كتل من المتفجرات والالغام التي زرعها "داعش" لمنع أي تقدم مستقبلي.
غير أن التدخل الجوي الاميركي في الحرب ضد "داعش"، هو عامل مهم ورئيسي لإعاقة تقدم عناصر التنظيم الى مدينة أربيل المفتوحة من جهتها الغربية والجنوبية. ويمكن أن تبطئ تقدمهم الى محافظة دهوك المجاورة، ذات الحدود الوعرة، حيث يكون تأثير الغارات الجوية ضعيفاً على مواقع "داعش" الجبلية، بسبب إتقان عناصره فن التخفّي وسرعة الانتقال، وافتقار الولايات المتحدة أو "البشمركة" الى المصادر الاستخبارية والجواسيس في مناطق نفوذ "الدولة الإسلامية" بسبب هرب سكان تلك المنطقة منها.
ويعني ذلك أن خيار تسليح الكرد ودعمهم برياً هو المتبقي أمام الإدارة الاميركية للقضاء على شبح سقوط الاقليم الكردي، غير أن هذا الدعم العسكري قليل التأثير، وينعكس على العلاقات السياسية بين الولايات المتحدة والكرد. وقد وجد هؤلاء في أزمة "داعش"، باباً لدعم أميركي وغربي مفتوح لهم، ربما يمهّد لاستقلال كردستان كدولة، وهو ما أكده رئيس الاقليم، مسعود البارزاني، بالقول إن الانتصار على تنظيم "الدولة الإسلامية" سيكون "نصراً بطعم الاستقلال والسيادة".
وتبقى الضربات الجوية بمثابة عامل مساعد لإيقاف التقدم أو سلب راحة التنظيم في التنقل بين البلدات والقرى الشمالية وصولاً الى عاصمة إقليم كردستان، أربيل، التي باتت لا تبعد سوى 50 كيلومتراً عن أولى مواقع "داعش".
وشنت المقاتلات الاميركية والطائرات المسيّرة، 32 غارة على مواقع وتجمعات "داعش"، حتى صباح الخميس، في مناطق مخمور، سنجار، جبل سنجار، تكليف، وبعشيقة. وبحسب مسؤولين عسكريين كرد، فإن الضربات الاميركية تركزت على مواقع المدفعية الثقيلة التي يصل مداها الى أربيل ومبانٍ حكومية اتخذت منها الجماعة مواقع لها.
وقد غادر عناصر "داعش"، بسبب تلك الغارات، الى البلدات المنبسطة أو السهلية، مثل مخمور، التي دخلتها "البشمركة" بعد معارك استمرت لثلاثة أيام. وانسحب "داعش" إلى بلدات أخرى ذات طبيعة جبلية يسيطر مقاتلو التنظيم عليها، من خلال القناصة في أعلى الجبال، وزراعة الالغام والعبوات الناسفة بطريق العربات العسكرية الكردية التي يعتبر معظمها قديماً وهشّاً أمام فخاخ "داعش".
ويقول النقيب في قوات "البشمركة"، رابر كريم، إن "الضربات الاميركية لا تغني عن المواجهات البرية بيننا وبين التنظيم". ويتابع: "نحن نتحدث عن عشرات الجبال التي يسيطر عليها (داعش) تضم كهوفاً وأنفاقاً لا يمكن للطائرات معالجتها، وهي تحتاج الى تحرك بري واسع، نقدم من خلالها تضحيات وخسائر هائلة. والضربات الجوية حتى الآن لم تنفع في جرهم الى مناطق مفتوحة وفارغة لتكون عملية صيدهم سهلة". وظلت المنطقة الشمالية، خلال السنوات الخمسين الماضية، ملاذاً آمناً للحركات الكردية الانفصالية، وشكلت مصدر قوة لهم طوال تلك الفترة، منذ احتماء عناصر "أنصار الإسلام" الكردية بزعامة الملا كريكار فيها، خلال الضربات الاميركية التي وجهت إليهم في العام 2003، بالتزامن مع بدء عملية احتلال العراق.
ويقول الخبير بشؤون الجماعات الاسلامية في العراق، فؤاد علي السعدي، إن "الضربات الاميركية ستكون دفاعية أو وقائية تبطئ فقط حركة التنظيم وتقدمه باتجاه كردستان العراق، لأن المواقع التي يسيطر عليها عناصر الدولة الإسلامية تتطلّب تدخلاً برياً وليس جوياً. والادارة الاميركية تعلم ذلك جيداً". ويؤكد أن "الولايات المتحدة لن تتورط في حرب مفتوحة مع داعش، كما تورطت مع طالبان في أفغانستان إذا أخذنا تشابه الظروف على الارض بعين الاعتبار، من ناحية القوة والتضاريس للتنظيمين". ويختم بأن إدارة الرئيس باراك أوباما "لن تدخل في صراع يحتاج الى الوقت والجهد والمال، رغم رغبة الكرد والحكومة الاتحادية في ذلك".
وتشير المصادر المحلية في الموصل، المعقل الاول لـ"داعش"، إلى أن الضربات الجوية الاميركية قتلت نحو 60 مسلحاً فقط من التنظيم، خلال الاسبوع الاول من عملياتها، وهو عدد قليل جداً مقارنة بالحجم العددي لعناصر "الدولة الإسلامية"، الذي يصل الى نحو 40 ألف مقاتل في العراق، بحسب تقديرات.
وخسر "داعش"، قبل التدخل الأميركي، مساحة جغرافية تبلغ 17 كيلومتراً مربعاً، من أصل 130 كيلومتراً مربعاً يسيطر عليها، وهي على شكل بلدات وقرى ومناطق جبلية ووديان وكهوف متنوعة. ويلاحظ أن المناطق التي خسرها "داعش"، وهي مخمور، تمثل المنطقة الأسهل جغرافياً والاقرب الى حدود أربيل.
واستعادت "البشمركة" السيطرة عليها بعد حملة عسكرية كبيرة جداً شارك فيها، لأول مرة، حزب "العمال الكردستاني"، المناوئ للحكومة التركية، والذي اعتبر أن "الدفاع عن كردستان، هو واجب قومي بغطاء أميركي". لكن الحملة توقفت عن التقدم الى المدن المجاورة لمدينة مخمور، بسبب صعوبة التحرك في الجبال التي باتت عبارة عن كتل من المتفجرات والالغام التي زرعها "داعش" لمنع أي تقدم مستقبلي.
غير أن التدخل الجوي الاميركي في الحرب ضد "داعش"، هو عامل مهم ورئيسي لإعاقة تقدم عناصر التنظيم الى مدينة أربيل المفتوحة من جهتها الغربية والجنوبية. ويمكن أن تبطئ تقدمهم الى محافظة دهوك المجاورة، ذات الحدود الوعرة، حيث يكون تأثير الغارات الجوية ضعيفاً على مواقع "داعش" الجبلية، بسبب إتقان عناصره فن التخفّي وسرعة الانتقال، وافتقار الولايات المتحدة أو "البشمركة" الى المصادر الاستخبارية والجواسيس في مناطق نفوذ "الدولة الإسلامية" بسبب هرب سكان تلك المنطقة منها.
ويعني ذلك أن خيار تسليح الكرد ودعمهم برياً هو المتبقي أمام الإدارة الاميركية للقضاء على شبح سقوط الاقليم الكردي، غير أن هذا الدعم العسكري قليل التأثير، وينعكس على العلاقات السياسية بين الولايات المتحدة والكرد. وقد وجد هؤلاء في أزمة "داعش"، باباً لدعم أميركي وغربي مفتوح لهم، ربما يمهّد لاستقلال كردستان كدولة، وهو ما أكده رئيس الاقليم، مسعود البارزاني، بالقول إن الانتصار على تنظيم "الدولة الإسلامية" سيكون "نصراً بطعم الاستقلال والسيادة".