مثل هؤلاء

09 يوليو 2015
مقطع من لوحة لـ نجا المهداوي (تونس)
+ الخط -

لا أُخفي عليكِ أنّ ضميري هناك
ضدّ العدالة
ضدّ القانون الذي لا أراه سوى زنزانةٍ يُركَّعُ فيها الحق مقيّداً
في ليالٍ لا فجر فيها
في فجرٍ لا ليالي تليه.

سمعتكِ الليلة تُغنّين لعصاةٍ
سمعتُ الأسرار في صوتكِ
وقلتُ لنفسي أنتِ عاصية مثل هؤلاء
تتقاذفكِ الأهواءُ مثل ليلٍ لا فجر له
مثل فجرٍ لا ليل بعده
مثل الموت الذي هو البداية
فكوني حيثُ هؤلاء
كوني الأنواء تقاوم البحر
مهزومةً وتقاوم ومنتصرةً لأنها تقاومُ
كوني حيث الأنواء التي تقاوم
كوني ضدّ العدالة
أنت العدالةُ.

***

يا نفس
مثل هؤلاء أنتِ
قدَرُكِ قَدَر هؤلاء
لِمَ إذن تحدثينني أحاديث خرافةٍ
لِمَ إذن تصرّين عليّ وأنا أصفق ورائي باباً؟
هذه بلدٌ رششتها بالكاز وأحرقتُ تلال شوكها،
لِمَ تعيدينها؟
من يجرّ هذا الكابوس من خطمه متمايلاً مثل الكركدن؟

يا نفسُ مثل هؤلاء أنتِ
هؤلاء الذين لا أعرفهم وأُقاسمهم مصائر مسممةً
أُقاسمهم ولا أعرف من هؤلاء
ولا أكاد أعرف من أنتِ يا نفسُ.
الكركدن يطوف في الحجرات
يطوف بلا معنى في متاهة التكرار.

[كوابيس مستهلكة
تغلّف نفسها وتباع على أنها كوابيس جديدة]

انتهى كل شيء يا سنوات الشقاء
لا أكاد -أنتِ الأخرى- أعرفك.

المساهمون