مبادرات فردية لفقراء المغرب

02 اغسطس 2020
يسعى ناشطون إلى تأمين أضاحٍ للفقراء (فاضل سنا/ فرانس برس)
+ الخط -

"فرحة العيد لك ولأخيك، عيد الأضحى على الأبواب، أرامل وأيتام ومعوزون بانتظار فرحة العيد، 10 دراهم (نحو دولار أميركي) لكل شخص افتراضي، مبادرة لشراء أضحية العيد للفقراء"، عناوين أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وجمعيات أهلية في المغرب، لمساعدة العائلات الفقيرة خلال العيد، علّها تشعر بفرحته.   
وأُطلقت مبادرات عدة تعكس روح التآخي والتضامن الاجتماعي في ظروف استثنائية فرضها تفشي فيروس كورونا في البلاد، خلال حملة تبرعات من محسنين لاقتناء أضاحي العيد وتوزيعها على من لم يتسن لهم شراءها. وفي إقليم تاونات (شمال المغرب)، كان لافتاً إطلاق الناشط هشام اشتيوي حملة تبرعات على صفحته على "فيسبوك" لتأمين أضاحي العيد للفقراء من خلال مساهمة مالية حددت بـ 10 دراهم ( نحو دولار أميركي). يقول: "في ظل هذه الظروف الصعبة، فإن المغاربة جميعهم مطالبون بالتضامن الاجتماعي وهو جزء من ديننا وثقافتنا وتقاليدنا الاجتماعية. ثمّة فئات في المجتمع تعاني أوضاعاً هشّة وفي حاجة ماسة إلى من يتضامن معها من خلال اقتناء أضاحي العيد وإدخال السعادة إلى قلوبها".

يضيف لـ "العربي الجديد": "من هنا كانت فكرة إطلاقي حملة تبرعات على فيسبوك ولو بمبلغ زهيد"، لافتاً إلى أنه كان لدعوته استجابة كبيرة، وقد فاق المبلغ توقعاته. ومع اقتراب الأعياد، يسعى المحسنون والناشطون إلى مساعدة العائلات المعوزة، سواء من خلال اقتناء أضحية العيد أو تقديم جزء منها أو مبلغ من المال. وخلال السنوات الأخيرة، أصبح من المألوف أن تبادر جمعيات وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تنظيم حملات لجمع التبرعات وتوزيع أضاحي العيد، بعد إجراء مسح لتحديد العائلات المحتاجة.
وزاد تفشي فيروس كورونا من المبادرات الخيرية في ظل أزمة خانقة تسبب فيها الفيروس لمختلف القطاعات الاقتصادية. يقول اشتيوي: "ما يلفت الانتباه هذا العام أن الأزمة الصحية الناتجة عن تفشي كورونا كان لها تأثير كبير ودور إيجابي على مبادرات شراء الأضاحي للمحتاجين. وفوجئت بأشخاص من خارج المغرب يدعمون مبادرتي". 
ولم توفّر جمعيات خيرية وناشطون جهودهم في مد يد العون للمحتاجين حتى يتمكنوا من الاستمتاع بالعيد، لكن وجدت بعض جمعيات المجتمع المدني في المغرب نفسها غير قادرة على تنظيم مبادرة توزيع الأضاحي التي اعتادت على تنظيمها كل عام. وكان لافتاً تحويل الجمعية المغربية للإغاثة المدنية أنشطتها الخيرية في هذه الظروف الاستثنائية إلى مبادرات تضامنية أخرى.
يقول القائد العام للجمعية المغربية للإغاثة المدنية إبراهيم ناجي لـ "العربي الجديد": "في ظل الظروف الصحية الحالية، كان من الصعب علينا تنظيم توزيع الأضاحي على المحتاجين، بعد توجيه كل مبالغ الدعم التي تتلقاها الجمعية لدعم جهود محاربة تفشي كورونا من خلال توفير الكمامات ووسائل التعقيم وتوزيعها على المواطنين في المدن والقرى والمناطق النائية، وفي أسواق بيع الماشية". ويلفت إلى أنه في ظل صعوبة توفير المبالغ اللازمة لمبادرة اقتناء الأضاحي التي اعتادت الجمعية على توزيعها كل عام من خلال 120 فرعاً في كل أنحاء البلاد، وتستفيد منها مئات العائلات، لجأت إلى توزيع القفف التي تتضمن المواد الأساسية التي يحتاجها كلّ بيت مغربي".  
في المقابل، تعذّر توزيع الأضاحي من قبل بعض الجمعيات بسبب نقص الموارد المالية، في ظل أزمة كورونا، التي أثرت على الكثير من الأعمال الخيرية ومبادرات التضامن، بسبب ما تتطلبه من إجراءات إدارية، ما اضطر القائمون عليها إلى البحث عن بدائل أخرى.

في هذا السياق، يقول الناشط عبد اللطيف مدود لـ "العربي الجديد": "في ظل الإجراءات وحالة الطوارئ الصحية المفروضة في البلاد، كان تنظيم مبادرة اقتناء الأضاحي وتوزيعها على الفقراء أمراً صعباً لما يتطلبه من إجراءات إدارية. لذلك، اقتصر الأمر على المبادرات الشخصية وتشجيع بعض الأصدقاء". يتابع: "بحكم الأوضاع التي تعيشها عدد من الأسر المغربية بعدما فقد معيلوها مصادر أرزاقهم بسبب الجائحة، كان لزاماً علينا توفير الدعم على الأقل لعدد منهم مساهمة منا في دعم التماسك الاجتماعي".

تضامن اجتماعي
دفعت الأزمة التي خلفها كورونا ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب إلى مطالبة السلطات بإلغاء عيد الأضحى، والسبب أن العديد من المغاربة ليس لديهم الموارد الكافية لشراء أضاحي العيد، داعين إلى منح الأموال المخصصة له إلى المحتاجين والفقراء، في إطار التضامن الاجتماعي.

المساهمون