ما يلاحظه غير المسلمين في رمضان

25 مايو 2018
أجواء رمضانية معتادة تعمّ العالم الإسلامي (الأناضول)
+ الخط -
بالنسبة إلى غير المسلمين الذين يعيشون داخل المجتمعات الإسلامية، خصوصاً إذا كانوا من المهاجرين والوافدين إليها، فإنّهم يلاحظون عدداً من التغيرات لدى المسلمين في شهر رمضان التي يعتبرها بعضهم دروساً مفيدة بشكل عام، أما من يصوم بعض الأيام مجاملة أو مشاركة لأصدقائه أو زملائه المسلمين فيتسنى له اختبار ما يختبرونه إلى حدّ ما. يشير موقع "أباوت إسلام" إلى بعض هذه التغيرات كالآتي:

- ضبط النفس: ليست مسألة الامتناع عن الأكل والشرب من الفجر حتى الغروب مرتبطة بالجوع والعطش بل بتدريب الجسد عليهما مع ما في ذلك من ضبط لنفس تجاه كثير من الأمور، وهو ما يعطي شحنة كبيرة للإرادة تجاه تحقيق ما هو أبعد. يذكر أحد الوافدين إلى دولة عربية أنّ الطقس في هذه السنوات في رمضان حار للغاية وهو ما يجعل قدرة الصائمين أكبر في تحدي الأجواء الحارة والاستمرار في العمل والإنتاج بالرغم من صيامهم.

- الصداقة والأخوّة: خلال رمضان، تنشأ روابط جديدة من الصداقة والأحاديث النابعة من الصيام وأجواء الشهر المبارك نفسه، بين الصائمين. أحاديث عن الإفطار والسحور والصلوات والعبادات، بل يمتد ذلك إلى النكات حتى عن الوقت الذي تطول مدته في الفترة التي تسبق الإفطار. كلّ ذلك يسمح بأجواء ودية أكثر خلال الشهر مهما كان التوتر قائماً في الأشهر التي تسبقه. وربما تمتد الصداقة الناشئة إلى ما هو أبعد في اتجاه الدعوات إلى الإفطار بين الزملاء أو الأصدقاء.

الصحة البدنية: بعيداً مما تتحدث به مقالات كثيرة حول عملية التخلص من السموم بفضل الصيام، فإنّ هناك فوائد مثبتة له على صعيد حرق الدهون والتخلص من الوزن الزائد، حتى أنّ البعض يمكنه أن يتخلص من عشرة كيلوغرامات كاملة خلال الشهر الكريم، شريطة ألّا يغرق في الحلويات والمشروبات الغنية بالسكر والمأكولات المشبعة بالدهون.




الصفاء والتجرد: كثيرون يشددون على أنّ الصيام لا يعني الانقطاع عن الطعام والشراب والمفطرات والمحرمات فحسب، بل هو الطريق الذي ينتقل من خلاله الصائم إلى عالم أكثر تجرداً يقترب فيه من الله ويلمس ذلك بوضوح تام، خصوصاً خلال أدائه الصلوات الخمس متمهلاً. ففي شهر رمضان، سواء كانت الصلاة في المسجد مع الجماعة أم في المنزل، فإنّها تفتح أمام المؤمن أبواب عالم روحاني أوسع يتيح له عيش تفاصيل العبادة بما يشعر أنّه يحقق له الرضى عن الذات في أكمل وجه، وهو ما ينعكس إيجاباً على أعماله الدنيوية مهما كانت.