وبعد سيطرة هيئة تحرير الشام على كل المناطق التي تربط المنطقة بتركيا، والتي كان آخرها معبر باب الهوى الذي انسحبت منه حركة أحرار الشام بشكل فاجأ حتى عناصر الحركة، بدأ سكان تلك المناطق يستشعرون بالخطر الذي قد يهدد استقرارهم النسبي الذي عاشوه خلال الفترة الماضية عقب تنفيذ اتفاق "تخفيف التصعيد".
أولى مفاعيل هذه السيطرة بدأت تتجلى بارتفاع في أسعار بعض السلع نتيجة إغلاق معبر باب الهوى والذي لا يستطيع أحد التكهن كيف ستتم إدارته، أو كيف ستتعامل تركيا مع موضوع سيطرة هيئة تحرير الشام عليه، وبسبب توقف عمل معظم المنظمات العاملة في المجال الإنساني في المنطقة بعد احتراق المستودع الرئيسي الذي تخزن فيه المساعدات التي تتلقاها تلك المنظمات.
تركيا، التي أعلنت عن إغلاق المعبر من جانبها، بدعوى الصيانة أثناء حصار المعبر من قبل عناصر الهيئة، لم تفصح حتى الآن كيف ستتعامل مع الجهة التي ستدير المعبر سواء كانت الهيئة بشكل مباشر، أو كانت جهة مدنية تحت إشراف الهيئة. كما لا يمكن التكهن بكيفية تعامل الهيئة مع المنظمات التي تعمل ضمن الأراضي السورية، ولا كيف ستتعامل الجهات الداعمة لتلك المنظمات مع هذا الأمر.
كذلك فإن سيطرة هيئة تحرير الشام على كل مناطق سيطرة المعارضة في شمال سورية ستعطي ذريعة لكل من روسيا وإيران لاستهداف هذه المنطقة، رغم اتفاق تخفيف التصعيد بدعوى ضرب التنظيمات الإرهابية، الأمر الذي قد ينذر بعودة طائرات النظام وروسيا إلى أجواء المنطقة، وعودة مسلسل قتل المدنيين تحت اسم محاربة الإرهاب.
كما أن الأمر الاخطر الذي يخشاه الناس في تلك المناطق هو عودة جبهة النصرة الى التدخل بالحريات الشخصية للمواطنين بعد سيطرة الهيئة المطلقة فيها، وذلك عقب فسحة الحرية النسبية التي تمتعوا بها نتيجة وجود فصيلين متنافسين على كسب ودهم.