في صورة واضحة
على صفحةٍ في الجريدة
معالي وزير المستحيلات
رأيتُ وجهك البسيط مفعماً بالسرور
منتعشاً أشدّ انتعاش
وضاحكاً للغاية
سأكون فضولياً
معالي الوزير
ما الذي يضحكك؟
من نافذتك
يظهر شاطئ البحر
لكنّ أحياء الصفيح لا تُرى
لأولادك عيونٌ آمرةٌ
بينما لآخرين نظراتٌ حزينة
هنا في الشارع
تحدث أشياء
لا يمكن حتى ذكرها
الطلبة والعمال
يضعون النقاط
على الحروف
لهذا أقول، معالي الوزير،
ما الذي يضحكك؟
حضرتك تعرف
أكثر من أيّ شخص
القانونَ المرّ
في هذه البلدان
أنتم قُساةٌ مع شعبنا
لكن لماذا في منتهى الخنوع
مع آخرين؟
كيف تخونون إرث البلاد
بينما الأميركيّ
يقبض منّا الأضعاف المضاعفة؟
كيف تخونون
حضرتُك والآخرون المتملّقون والهرِمون؟
لهذا أقول
معالي الوزير
ما الذي يضحكك؟
هنا في الشارع
حَرسُك يقتلون والقتلى أُناسٌ بسطاء
والذين ينجون
يبكون حنقاً
يفكّرون دون شكّ في الانتقام
هناك في الزنزانة
رجالك يعذِّبون الناس
وهذا لا يُجدي،
بعد كلّ ذلك
حضرتُك ستكون السارية
الأكبر في سفينةٍ
تغرق
سأكون فضولياً
معالي الوزير
ما الذي يضحكك
ما الذي يضحكك؟
* Mario Benedetti شاعر وقاصّ وروائي وكاتب مسرحي أوروغواياني (1920 - 2009) عرفه قرّاء العربية بشكل خاص من خلال روايته "الهدنة".
** ترجمة عن الإسبانية إبراهيم اليعيشي