ماكرون يحلل ما بعد الضربات: تطمينات إضافية للأسد

16 ابريل 2018
ماكرون: لم نعلن الحرب على نظام الأسد(Getty)
+ الخط -

اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في لقاء صحافي، أن الضربة الثلاثية التي نفذتها بلاده مع الولايات المتحدة وبريطانيا، والتي استهدفت مواقع للنظام السوري، "ليست إعلان حرب على هذا النظام"، بل جاءت عقاباً له على مجزرة دوما الكيميائية، مشدداً على ضرورة التحدث مع موسكو وطهران للوصول إلى حلّ سياسي في سورية، ومشيراً إلى أنه تمكن من ثني الرئيس الأميركي عن مغادرة قواته لهذا البلد سريعاً.

وأجرى الإعلامي جان - جاك بوردان، من قناة "بي إف إم تيفي"، وإدوي بلونيل، مؤسس ومدير موقع "ميديا بارت" الإخباري، لقاء مطولاً مع ماكرون، دام ساعتين و26 دقيقة، وشمل قضايا خارجية، كالوضع في سورية، وداخلية، سواء في ما يتعلق بإصلاحاته التي أعلن عنها في حملته الانتخابية، والتي هو بصدد تطبيقها، أو بمواقفه من الحركات الاجتماعية الاحتجاجية التي تعصف بفرنسا منذ أسابيع، وتنغص عليه الاحتفال بمرور سنة على وصوله إلى قصر الإليزيه. 

وتمحور اللقاء بدايةً حول الوضع الحالي في سورية ومستقبلها، خصوصاً بعد الضربات الصاروخية الفرنسية والبريطانية والأميركية على سورية، على أثر تجاوز النظام السوري الخطوط الحمراء التي وضعها مجلس الأمن الدولي وليس فرنسا وحدها، وبسبب "دور الروس في التجميد المستمر للوضع".

وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن الضربات قانونية "لأن المجتمع الدولي هو الذي قام بالتدخل"، حتى من دون تفويض من مجلس الأمن، لأن ثمة قرارا أمميا انتهكه النظام السوري، وبالتالي يتطلب الردّ. 

واعتبر ماكرون أن "قرار ضرب سورية اتخذ بعد التثبت من السلاح الكيميائي، وهو موقف منسجم مع التزاماتها. وقد حصلنا من أجهزتنا وأجهزة حلفائنا على دلائل تؤكد بأنه استخدمت أسلحة كيميائية، وحصلنا على الدليل بأن هذه الأسلحة تعود للنظام السوري، وهو ما قادنا إلى هذا التدخل".

وأضاف: "كل هذا يندرج في مسار يحظى بالأولوية وهو مكافحة الإرهاب، كما يندرج، ثانية، في ضرورة بناء حل سياسي" في هذا البلد. 

وكرر الرئيس الفرنسي مرات عدة خلال اللقاء أن ما قامت به فرنسا وحليفاها، البريطاني والأميركي، ليس إعلان حرب، فهي لم تعلن الحرب على نظام بشار الأسد"، بل هي عمليات انتقامية، وبالتالي فلا داعي للمقارنة مع التدخل الدولي في العراق أو في ليبيا. وطمأن ماكرون الفرنسيين بأن بلاده ليست "شرطي العالم"، وأنه ليست ثمة مخاطر لزيادة الفوضى العالمية.   

وأشار الرئيس الفرنسي إلى أنه من عوامل نجاح العمليات، اعتراف الروس والنظام السوري، معاً، بأنه لم يسقط ضحايا جراء القصف الذي استهدف منشآت تصنيع السلاح الكيميائي. 

ونوّه الرئيس الفرنسي بأن القوات الفرنسية شاركت حليفَتَيْها في قصف أحد المواقع، واستفردت بقصف موقع آخَر لوحدها، والولايات المتحدة بقصف موقع ثالث، وشدد على أن الحلفاء الثلاثة "نجحوا في هذه العملية على المستوى العسكري"، وبالتالي فإنه "تمّ تدمير قدرات إنتاج الأسلحة الكيميائية" للنظام السوري.

وكان الرئيس الفرنسي متفائلاً جداً، وهو يستعرض إيجابيات الضربة، التي نجحت، كما قال، في "إحداث ثغرة في التحالف التركي الروسي"، بعد صدور الموقف التركي المؤيد للضربات الأخيرة على النظام السوري، مشدداً أيضاً على ضرورة التحدث إلى حليفي بشار الأسد على الأرض، إيران وروسيا، من أجل الوصول إلى "حلّ سلمي شامل في هذا البلد لا يستثني أحداً". واعترف بأن السلام "لا يتحقق من خلال الغارات". 

وفي هذا اللقاء الصحافي، كشف ماكرون، في معرض حديثة عن علاقته بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه نجح في ثنيه عن مغادرة قواته العسكرية لسورية بسرعة، كما كان وعد ترامب في تغريداته، كما نجح في إقناع الحليف الأميركي بجعل الهجمات التي تمّ تنفيذها تقتصر على قصف المراكز الثلاثة لتصنيع السلاح الكيميائي، بعد أن كانت تغريدات الأخير توحي بغير ذلك.

وأكد الرئيس الفرنسي أن زيارته خلال شهر أيار/مايو المقبل إلى موسكو ستتمّ، رغم الجفاء الذي يطبع العلاقات بين البلدين، ورغم الإدانة الروسية الشديدة للغارات الفرنسية والبريطانية والأميركية على حليفها السوري.


 

المساهمون