إذا زُرت، هذه الأيام، "ساحة معركة بورودينو" في العاصمة الروسية موسكو؛ حيث واجه الروس جيش نابوليون عام 1812، فالمؤكّد أنك ستلتقي عشراتٍ من المواطنين، وهُم يقرؤون بصوتٍ مرتفع رواية ليو تولستوي (1828 - 1910) "الحرب والسلم"، التي ألّفها عام 1869، وكانت الساحةُ أحد الأماكن التي تدور أحداث العمل فيها.
بدأت المبادرة، التي أطلقتها وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية في روسيا بمشاركة فيكلا تولستايا، إحدى حفيدات الكاتب، يوم الثلاثاء الماضي، وتستمرّ حتّى غدٍ الجمعة، وتتلخّص فكرتها في تنظيم ماراثون لقراءة الرواية التي تتناول حياة العائلات الأرستقراطية في روسيا خلال غزو نابوليون للبلاد مطلع القرن التاسع عشر.
تستمرُّ القراءات لستّين ساعةً موزّعةً على أربعة أيام، وتُنقل مباشرةً على عددٍ من المحطّات الإذاعية والتلفزيونية، بما فيها التلفزيون الرسمي، إضافةً إلى موقع إلكتروني أُنشأ خصّيصاً للحدث.
استقطب المراثون، الذي يُشارك فيه أيضاً فلاديمير أحد أحفاد تولستوي، قرابة 1300 شخص، من تلاميذ المدارس والرياضيين والعلماء والعسكريين والفنّانين والمواطنين العاديين، انضمّت إليهم شخصيات أخرى، من بينها رائد الفضاء سيرغي فولكوف، الذي يقرأ الرواية من موقعه في المحطة المدارية الدولية.
رغم أن المبادرة اختارت عدداً من الأماكن التي ورد ذكرها في الرواية وأماكن أخرى من ثلاثين مدينةً روسية، لتكون ساحات للمراثون القرائي؛ إلاّ أن جغرافيته لم تنفكّ تتوسّع، لتصل إلى خارج الحدود؛ ما جعل منظّميه يقولون إن "حجمه ليس له نظير في العالم"؛ حيث يمتدّ من كالينينغراد إلى كامشاتكا، ومن أرض فرانز يوزف في المنطقة المتجمّدة الشمالية إلى لندن وباريس وفيينا وبكين وواشنطن.
تُضاف المبادرة إلى مبادرات سابقة هدفت إلى جعل 2015 "سنةً للأدب والقراءة في روسيا". في تشرين الثاني/ أكتوبر الماضي، افتتح مترو أنفاق موسكو مكتبة إلكترونية تُتيح للمسافرين الاطلاع على أعمال روّاد الأدبي الروسي، مثل تولستوي وبوشكين وتشيخوف. شملت الخدمة قرابة 150 محطّةً، في انتظار تعميمها على باقي محطّات المترو مع نهاية العام.
اقرأ أيضاً: "لايكا" وأخواتها