منحت التوسعات المتعاقبة على الحرم المكي الفرصة لملايين المسلمين لأداء فريضة الحج، لكن بعد أكثر من خمسين عاماً من التوسيع، والتطوير، تلاشت مكة القديمة تقريباً. وتحولت الساحة المحيطة بالحرم إلى أكبر تجمع للفنادق الضخمة ولو كان ذلك على حساب تاريخ مكة المكرمة.
والتوسعة الحديثة هي الرابعة في تاريخ الحرم المكي منذ تأسيس الدولة السعودية. كانت الأولى عام 1925، والثانية عام 1983، والثالثة عام 1988. وعام 2012 أمر الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز بالبدء في مشروع أكبر توسعة للحرم المكي، التي أوشكت على الانتهاء، ليصبح الحرم المكي أكبر من أي وقت مضى.
وبدأت السعودية في حج هذا العام التشغيل الجزئي لتوسعة الحرم المكي. على أن يكون التشغيل الكامل والرسمي مطلع العام المقبل، ليصبح عدد الحجاج العام المقبل 5 ملايين حاج و30 مليون معتمر.
التوسعة لم تؤثر عليها حادثة سقوط رافعة بناء على الدور الثالث من مضمار الطواف الجديد، وراح ضحيتها 111 حاجاً، وأصيب نحو 238. فقد رفعت الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام إلى 2.3 مليون مصلّ للفرض الواحد، وهي تتضمن 78 باباً أوتوماتيكياً تغلق بالتحكم عن بعد تحيط بالحرم في الدور الأرضي فقط.
ومن أجل إنهاء المشروع الضخم تم نزع نحو 5882 ملكية، في غالبيها كانت بيوتاً، بكلفة تجاوزت 15 مليار دولار، بعد أن تم تثمين تلك الملكيات بمتوسط 2.3 مليون دولار، وهي أرقام حولت ساكني هذه المنازل إلى أثرياء. لكنّ وضع مكة كأغلى منطقة عقارية في العالم ويتجاوز فيها سعر المتر المربع الواحد داخل منطقة الحرم أكثر من 20 مليون دولار، دفع أكثر من 900 مالك إلى الاحتجاج على التعويضات التي منحت لهم، على الرغم من أن بعض هذه البيوت القديمة تم تثمينها بأكثر من 10 ملايين دولار.
ويؤكد عضو لجنة إعادة تثمين العقارات المنزوعة وعضو لجنتي العقار والاستثمار في غرفة مكة محسن السروري على أنه تمت إعادة تثمين الكثير من البيوت، لعدم رضى أصحابها على المبالغ المرصودة لهم. ويقول لـ"العربي الجديد": "نظرت اللجنة أكثر من 500 معاملة إعادة تثمين لعقارات منزوعة لمصلحة المشاريع التنموية التي تشهدها العاصمة المقدسة، ونحاول الانتهاء بأسرع وقت من هذه العملية".
يؤكد السروري أنّ غالبية العقارات التي أزيلت كانت عمارات قديمة تجاوز عمر بعضها 150عاماً. ويقول: "كانت غالبيتها بيوتا آيلة إلى السقوط، لكنّ موقعها مثالي كونها قريبة جداً من الحرم، وهي استحقت أعلى التقديرات، فتم تثمين بعضها بأكثر من 30 مليون دولار".
تغيرت الطبيعة العمرانية والديمغرافية للمناطق المحيطة بالحرم. وبينما أزيل بعض البيوت من أجل أعمال توسعة الحرم، فإنّ كثيراً منها أزيل خوفاً من أن تتحول إلى "مزارات شركية (تشرك بالله)". ومنذ سبعينيات القرن الماضي بدأت حملة كبيرة لإزالة البيوت التاريخية. وطاولت الإزالة مسجد بلال بن رباح (مؤذن الرسول)، والذي يعود تاريخه إلى عهد النبي محمد. كما تم جرف البيوت العثمانية القديمة لتستبدل بأخرى حديثة. وأزيلت كذلك قلعة أجياد التي يمتد عمرها إلى أكثر من 600 عام ومعها أكثر من 400 موقع أثري ليبنى مكانها فندق "الساعة". كما مسحت المباني والمواقع ذات الأهمية الدينية والثقافية المتبقية. وخلال سنوات قليلة تحولت منطقة الحرم المكي إلى منطقة تجارية تحتوي على عشرات المطاعم العالمية والفنادق، ومراكز التسوق.
وفي هذا الإطار، يقول المختص في شؤون المسجد الحرام والمؤرخ سعيد الزهراني: "نفتخر بتوسعة الحرم المكي، لكن هذه التوسعة كانت على حساب الكثير من البيوت الأثرية. ومنها منازل لزوجات الرسول وللخلفاء الراشدين". ويضيف: "كذلك، هناك دعوات لهدم منزل الرسول الكريم لأسباب دينية متشددة". ويشدد الزهراني على أنّ المشكلة تكمن في التخريب المتعمد لتاريخ مكة المكرمة. ويضيف: "لم يعد الحج فرصة للتعرف على تاريخ مكة، بل فرصة للتعرف على مطاعم وأسواق أوروبية في أقدس الأماكن الإسلامية".
إقرأ أيضاً: حريق فندق في مكة يخلي 1082 حاجاً
والتوسعة الحديثة هي الرابعة في تاريخ الحرم المكي منذ تأسيس الدولة السعودية. كانت الأولى عام 1925، والثانية عام 1983، والثالثة عام 1988. وعام 2012 أمر الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز بالبدء في مشروع أكبر توسعة للحرم المكي، التي أوشكت على الانتهاء، ليصبح الحرم المكي أكبر من أي وقت مضى.
وبدأت السعودية في حج هذا العام التشغيل الجزئي لتوسعة الحرم المكي. على أن يكون التشغيل الكامل والرسمي مطلع العام المقبل، ليصبح عدد الحجاج العام المقبل 5 ملايين حاج و30 مليون معتمر.
التوسعة لم تؤثر عليها حادثة سقوط رافعة بناء على الدور الثالث من مضمار الطواف الجديد، وراح ضحيتها 111 حاجاً، وأصيب نحو 238. فقد رفعت الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام إلى 2.3 مليون مصلّ للفرض الواحد، وهي تتضمن 78 باباً أوتوماتيكياً تغلق بالتحكم عن بعد تحيط بالحرم في الدور الأرضي فقط.
ومن أجل إنهاء المشروع الضخم تم نزع نحو 5882 ملكية، في غالبيها كانت بيوتاً، بكلفة تجاوزت 15 مليار دولار، بعد أن تم تثمين تلك الملكيات بمتوسط 2.3 مليون دولار، وهي أرقام حولت ساكني هذه المنازل إلى أثرياء. لكنّ وضع مكة كأغلى منطقة عقارية في العالم ويتجاوز فيها سعر المتر المربع الواحد داخل منطقة الحرم أكثر من 20 مليون دولار، دفع أكثر من 900 مالك إلى الاحتجاج على التعويضات التي منحت لهم، على الرغم من أن بعض هذه البيوت القديمة تم تثمينها بأكثر من 10 ملايين دولار.
ويؤكد عضو لجنة إعادة تثمين العقارات المنزوعة وعضو لجنتي العقار والاستثمار في غرفة مكة محسن السروري على أنه تمت إعادة تثمين الكثير من البيوت، لعدم رضى أصحابها على المبالغ المرصودة لهم. ويقول لـ"العربي الجديد": "نظرت اللجنة أكثر من 500 معاملة إعادة تثمين لعقارات منزوعة لمصلحة المشاريع التنموية التي تشهدها العاصمة المقدسة، ونحاول الانتهاء بأسرع وقت من هذه العملية".
يؤكد السروري أنّ غالبية العقارات التي أزيلت كانت عمارات قديمة تجاوز عمر بعضها 150عاماً. ويقول: "كانت غالبيتها بيوتا آيلة إلى السقوط، لكنّ موقعها مثالي كونها قريبة جداً من الحرم، وهي استحقت أعلى التقديرات، فتم تثمين بعضها بأكثر من 30 مليون دولار".
تغيرت الطبيعة العمرانية والديمغرافية للمناطق المحيطة بالحرم. وبينما أزيل بعض البيوت من أجل أعمال توسعة الحرم، فإنّ كثيراً منها أزيل خوفاً من أن تتحول إلى "مزارات شركية (تشرك بالله)". ومنذ سبعينيات القرن الماضي بدأت حملة كبيرة لإزالة البيوت التاريخية. وطاولت الإزالة مسجد بلال بن رباح (مؤذن الرسول)، والذي يعود تاريخه إلى عهد النبي محمد. كما تم جرف البيوت العثمانية القديمة لتستبدل بأخرى حديثة. وأزيلت كذلك قلعة أجياد التي يمتد عمرها إلى أكثر من 600 عام ومعها أكثر من 400 موقع أثري ليبنى مكانها فندق "الساعة". كما مسحت المباني والمواقع ذات الأهمية الدينية والثقافية المتبقية. وخلال سنوات قليلة تحولت منطقة الحرم المكي إلى منطقة تجارية تحتوي على عشرات المطاعم العالمية والفنادق، ومراكز التسوق.
وفي هذا الإطار، يقول المختص في شؤون المسجد الحرام والمؤرخ سعيد الزهراني: "نفتخر بتوسعة الحرم المكي، لكن هذه التوسعة كانت على حساب الكثير من البيوت الأثرية. ومنها منازل لزوجات الرسول وللخلفاء الراشدين". ويضيف: "كذلك، هناك دعوات لهدم منزل الرسول الكريم لأسباب دينية متشددة". ويشدد الزهراني على أنّ المشكلة تكمن في التخريب المتعمد لتاريخ مكة المكرمة. ويضيف: "لم يعد الحج فرصة للتعرف على تاريخ مكة، بل فرصة للتعرف على مطاعم وأسواق أوروبية في أقدس الأماكن الإسلامية".
إقرأ أيضاً: حريق فندق في مكة يخلي 1082 حاجاً