مؤشر الحقيقة: مدير مياه دمشق يكذّب نفسه بالأرقام!

29 يوليو 2015
+ الخط -
أعلن المدير العام للمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في دمشق وريفها حسام حريدين، يوم الأحد الماضي، إن نسبة تأمين مياه الشرب إلى مدينة دمشق تجاوزت 72% فيما وصلت نسبة العجز إلى 28%. 
وأشار حريدين، في تصريحات له، نشرتها وكالة "سيريا نيوز"، إلى أن "كمية الإنتاج الحالي من المصادر الرئيسية للمياه وصلت إلى 463 ألف متر مكعب يومياً"، لافتاً إلى أنه "تم تزويد مدينة دمشق بالمياه بمعدل ست ساعات يومياً والضغط في الشبكة جيد، كما يتم تأمين حاجة المواطن من المياه وفق برنامج تقنين معد من قبل المؤسسة".
ومنذ أسبوعين، أكد حريدين نفسه، خلال جلسة مجلس محافظة مدينة دمشق، أن تقنين المياه في مدينة دمشق سيزداد لتنقطع المياه ليوم وتأتي ليوم آخر أو تأتي يومين وتنقطع ليوم.
وكان مدير عام المؤسسة قد صرّح أيضاً أن انقطاع المياه لفترات طويلة عن دمشق خلال الشهر الماضي مردّه خروج خط بردى للمياه عن الخدمة نتيجة عطل فني، ليقول بعد في مطلع شهر يوليو/تموز الحالي سببه "التقنين"، ليعود ويعلن في تصريح إذاعي في اليوم ذاته أن السبب يعود إلى سيطرة مسلحين على خط بردى!

مؤشر الحقيقة:

حريدين يكذّب نفسه "بالأرقام"!
هل نسبة تأمين مياه الشرب وصلت إلى 72% في دمشق، وسط عجز نسبته 28%؟ لمعرفة مؤشر الحقيقة في تصريحات المدير العام للمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في دمشق وريفها حسام حريدين، لا بد من تتبع تصريحاته، وتصريحات رسمية أخرى.
في 21 من الشهر الحالي، أي قبل إعلان حريدين أن نسبة تغطية مياه الشرب في دمشق وصلت إلى 72% بخمسة أيام فقط، أطلق حريدين نفسه تصريحاً أثار الكثير من الجدل، وقال فيه: "بلغ العجز المائي في مدينة دمشق لهذا الصيف 48% والحاجة اليومية وصلت إلى 665 ألف م3 في حين أن الإنتاج لا يتعدى 344 ألف م3".
ترى، ما الذي أدى إلى تراجع حريدين عن تصريحه الأول، وما الذي دفعه ليخفض نسبة العجز من 48% إلى 28% خلال 5 أيام فقط؟
استكمالاً لتتبع التصريحات، يبرز تصريح صادر عن رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي، في 22 من الشهر الحالي، أي بعد يوم واحد من تصريح حريدين، ويقول الحلقي: "أن منسوب مياه الشرب في دمشق جيد، وأن نسبة تأمينها اليوم تتجاوز 70% من الاحتياجات".
وأكد رئيس مجلس الوزراء أنه لا مشكلة في تأمين مياه الشرب ونسبة العجز سترمم من خلال الجهات المعنية، التي تقوم بمجموعة من الإجراءات منها تعميم ثقافة الترشيد لدى المواطنين، وبرنامج تقنين متوازن وعادل تقوم به المحافظة من أجل تأمين المياه لكل الأحياء.
هنا يبطل العجب، حين معرفة أن حريدين كما يبدو تلقى توبيخاً قاسياً، ليكذّب نفسه وأرقامه المعلنة في فترة تقل عن الأسبوع الواحد. إلا أن سكان دمشق يعرفون فعلياً أصل البلاء وأصل الفساد، حيث يؤكدون بالصوت والصورة والكلمة أن التقنين المائي لا يطاول كافة أحياء دمشق ومناطقها، وإنما يتركز في المناطق المكتظة سكانياً، لصالح إمداد مناطق المسؤولين بمياه 24/24 ساعة يومياً... إنه حكم النظام السوري وأتباعه!

 اقرأ أيضاً: الفقر المائي في سورية يصل إلى حد العطش
المساهمون