كشف "مؤشر مسبار"، وهو التقرير الشهري الصادر عن موقع تقصي الأخبار والحقائق "مسبار"، عن زيادة في وتيرة انتشار الأخبار الزائفة وحملات التضليل والشائعات، كلما توسع نطاق انتشار فيروس كورونا المستجد، خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
ونشر فريق "مسبار" على المنصة 150 مقالاً (فحص حقائق) حول كورونا منذ ظهوره وحتى 31 مارس/آذار من العام الحالي. من بينها 112 خبراً وشائعة متداولة حول الفيروس من نحو 29 دولة، أي ما نسبته 74.6 في المائة من مجموع الأخبار الكاذبة المنشورة على الموقع خلال هذا الشهر.
صور ومقاطع... وإيطاليا المستهدف الأكبر
ركزت عملية اختلاق الأخبار والشائعات وصناعة التضليل، الذي مارسته بعض وسائل الإعلام وجزء من مستخدمي وسائل التواصل، على انتزاع صور ومقاطع فيديو قديمة من سياقها، وإعادة نشرها وربطها بأخبار فيروس كورونا المستجد.
وتنوّعت البلدان التي استهدفتها الأخبار الكاذبة حول كورونا، عربيّة كانت أم أجنبيّة، وكانت إيطاليا خلال شهر مارس/آذار أكثر استهدافاً من الصين، التي تركزت حولها الأخبار المضلّلة خلال يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط. إذ تحقّق "مسبار" من قرابة 18 مادة تعلقت بدولة إيطاليا، أي بنسبة 16 في المائة.
شائعات دينية بالأساس
يقول المؤشر إن نصف المواد التي نُشرت عن إيطاليا تتحدث عن شائعات متعلّقة بأمورٍ دينيّة، مثل دخول إيطاليا الإسلام بعد تفشي فيروس كورونا، كما انتشر مقطع فيديو حول إقامة الأذان عبر مكبرات الصوت في ألمانيا، وأناشيد إسلامية بأسماء الله الحسنى في إحدى كنائس نيوزيلندا ليكف الله عن الناس بلاء الفيروس، وفيديو آخر لإيطاليين يصلّون خلف المسلمين، وكلها أخبار كاذبة بُنيت على مقاطع وصور اقتُصّت من سياقها.
ويشير المؤشر إلى أن ناشري هذه الأخبار الكاذبة يربطون بين الإسلام وأزمة كورونا، ويتهمون الشعوب بتقصيرها تجاه الله وتقصيرها بصلواتها، وهذا هو سبب تفشي الفيروس، وينسون كنه أفعالهم في نشر الخوف والمعلومات المغلوطة.
شائعات التوصل إلى علاج
لم تتوقف الشائعات حول التّوصل للقاح أو علاج منذ ولادة أزمة الفيروس، منها نجاح مصل مصريّ بعلاج الفيروس تم تسليمه للصين، وخبر لوزيرة الصحة، هالة زايد، بأنها تحمل سر علاج كورونا إلى إيطاليا، وهما خبران نفتهما وزارة الصحة المصرية، وتكرّر الادّعاء بإنتاج علاج في الوطن العربي في فلسطين ولبنان وتونس، إذ جميع ناشري هذه الشائعات يلعبون دور البطل ويريدون براءة الاختراع لدولهم.
وانتشرت ترجمة مفبركة للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن اكتشاف شركة سويسريّة علاجاً للفيروس، بينما آخر هذه الأخبار الكاذبة المتعلقة بالعلاج في شهر مارس/آذار هو أن المستشارة الألمانيّة، أنجيلا ميركل، تجري مفاوضاتٍ مع طبيبٍ تونسيّ للحصول على علاجٍ لكورونا.
طرق غريبة للوقاية
انتشرت أخبار حول طرق غريبة للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا مثل شرب مطهر ديتول، وارتداء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بدلة وقاية صفراء خلال اجتماعه مع أعضاء مجلس الأمن الروسيّ، وفبركة فصل الأمير تشارلز عن عائلته عقب إعلان إصابته بفيروس كورونا، وإطلاق الأسود في شوارع روسيا لإلزام الناس بالبقاء في بيوتهم، وشراء كريستيانو رونالدو جزيرة لعزل عائلته.
نظريات المؤامرة
انتشرت نظريات مؤامرة تقول بأن مصدر الفيروس ليس الحيوانات أو الطبيعة بل تم التخطيط له وتصنيعه، حتى أنّ هناك من تنبأ بذلك. وكانت هذه التنبؤات من أبرز الشائعات المتداولة التي تصدى لها "مسبار"، سبعة أخبار عن كتب وأفلام ومراكز أبحاث اعتقد البعض أنها تنبأت بفيروس كورونا المستجد (كوفيد ــ 19) قبل ظهوره بسنوات.
التهويل ونشر الخوف والهلع
تم نشر مقاطع قديمة في محاولة للتهويل عن حجم الكارثة التي يمر بها العالم، وبحسب ما تم نشره من مواد في "مسبار" لم تسلم أي دولة من هذه المبالغة.
وتراوحت المبالغة بين تشويه صورة دولة معينة بجعلها لاإنسانية، مثل الدفن غير اللائق أو قرصنة شحنة طبية، أو نسب اللاإنسانية إلى شخصيات بعينها.
يقول المؤشر كذلك: "وما يُرعب أكثر تسريب أفكار وأخبار مفادها أن العالم استسلم للوباء واجتاحه اليأس، كالخبر الزائف الذي نُشر عن الأموال الملقاة في شوارع إيطاليا ما يدل على يأس الناس. وتشويه آخر لأميركا حيث اتُهم شعبها بالذعر من الفيروس، الذي دفعهم لعمليات السلب والنهب في بعض ولاياتها، ما جعل الجيش ينتشر لوقف مثل تلك العمليات"، "وغالباً ما يكون الهدف من هذه المبالغة إثارة الرعب والخوف في نفوس الناس".