مؤتمر القوى العراقية بعمّان: تأكيد على الوحدة ورفض المالكي

17 يوليو 2014
أثناء تلاوة البيان الختامي للمؤتمر (العربي الجديد)
+ الخط -
أنهت نحو 150 شخصية عراقية، تمثل فصائل مسلحة وشخصيات ونخباً، وشيوخ عشائر، وقوى وطنية وإسلامية، مساء أمس الأربعاء، مؤتمراً عقد على مدار يومين، في العاصمة عمّان. وتوجه المؤتمرون، في ختام مؤتمرهم، بالطلب من المجتمع الدولي "إسناد ثورتهم بالشرعية الهادفة إلى إنقاذ العراق والمنطقة من مستقبل مجهول، ومآلات لا تحمد عقباها"، حسب نص البيان الختامي.

وقال مشاركون في المؤتمر، لـ"العربي الجديد"، إنه حظي برعاية رسمية أردنية وتأييد ملكي، من دون أن تؤكد أي جهة أردنية ذلك.

وسعى عدد من المؤتمرين إلى تضمين البيان الختامي إدانة للجرائم المرتكبة بحق الطائفة السنية، وهو ما تم رفضه، كي لا يأخذ المؤتمر طابعاً طائفياً.

وقالت مصادر أردنية إن المؤتمر طرح على أجندته، خلال يوميه، خيار الدعوة لتأسيس إقليم سني في حال انغلاق أفق العملية السياسية. وهو ما نفاه المؤتمرون في بيانهم الختامي، الذي أكد على وحدة العراق، ورفض كل دعوات التقسيم، تحت أي ذريعة ومسمى.

وطالب البيان بـ"إسناد ثورة الشعب ومطالبها، ورفض تشكيل الصحوات، أو تشكيل أي قوة تحت أي عنوان لمقاتلة الثوار". كما تضمن "مطالبة المجتمع الدولي بإيقاف الدعم للحكومة الحالية، وتحمل مسؤولياته في حماية المعتقلين في السجون العراقية، وحماية المدنيين الذين يتعرضون للقصف والاستهداف اليومي، والسعي للحصول على التأييد والدعم العربي والدولي".

وحضّ البيان الختامي على ضرورة عقد لقاء وطني، يضم جميع العراقيين من كل المكونات والأطياف، للبحث في مستقبل عراق جديد، يعم الخير أبناءه، ويكون سلماً لأهله وجيرانه.

ووضع المؤتمرون رحيل رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي، كمقدمة لأي عملية سياسية مستقبلية تنقذ العراق، محملين إياه مسؤولية المجازر المرتكبة بحق المتظاهرين السلميين، الذين أجبروا على الدفاع عن أنفسهم بالسلاح.

البعثيون والسلفيون ممثلون

وأكد المتحدث باسم "هيئة علماء المسلمين"، محمد بشار الفيضي، على وجود اهتمام رسمي أردني بالمؤتمر. وأوضح قائلاً: "أخبرونا أن المؤتمر برعاية ملكية"، الأمر الذي لم يؤكده أي مسؤول أردني، على الرغم من الترتيبات الأمنية اللافتة، التي أحيط بها المؤتمر.

وحول مشاركة ممثل للتيار السلفي في أعمال المؤتمر، قال الفيضي لـ"العربي الجديد"، إن تمثيل التيار السلفي يشكل انعكاساً للواقع على الأرض، إذ يوجد فصائل مقاومة لها نزعات سلفية، لكنه شدد على عدم وجود سلفيين ينتمون إلى تنظيمي "الدولة الإسلامية" (داعش)، أو "القاعدة".

بدوره، أكد ممثل حزب "البعث"، الذي جلس على المنصة الرئيسية، عبد الصمد الغريري، في حديثه لـ"العربي الجديد"، على أن الحزب لا يسعى إلى العودة إلى السلطة. وقال: "نهدف إلى إعادة العراق إلى ما كان عليه، شرط ألا يقوده حزب أو طائفة واحدة". 

وحول قوة "داعش"، والمخاطر التي يشكلها بعد إعلانه الخلافة، قال الغريري: "لا يوجد خطر للتنظيم، وبعد تحقيق أهداف الثورة لنا حساب معه".
واستبعد الغريري احتمال الاقتتال مع التنظيم حالياً، الذي قال إنه "يضم أفراداً من أبناء جلدتنا، ننظر إليهم كجزء من فرسان المقاومة".

تعاطف مع الأكراد

اللافت في المؤتمر، الذي أكد بيانه الختامي على وحدة العراق، تعاطف العديد من المشاركين فيه مع الأكراد. ووصل التعاطف حد تأييدهم في حقهم بالاستقلال، بعد الدعوة التي وجهها رئيس الإقليم، مسعود برزاني، لبرلمان كردستان لتنظيم استفتاء على استقلال الاقليم.

وأكد المشاركون على عدم طرح مساعي الأكراد للاستقلال على جدول أعمال المؤتمر. وهو ما تحدث عنه الأمين العام لـ"الجبهة الوطنية لمثقفي العراق"، سطام الكعود، الذي شدد على ضرورة أن ينال الأكراد كامل حقوقهم غير منقوص منها شيء.
وفي جواب عن سؤال لـ"العربي الجديد" حول ذروة حقوق الأكراد، اكتفى الكعود بإجابة من كلمة واحدة: "الاستقلال".

بدوره، أكد المتحدث الرسمي لـ"مجلس عشائر الثورة العراقية"، فايز الشاوش، على أن "الثورة لن تتدخل في الخلاف الدائر بين الحكومة المركزية وحكومة كردستان".
وأضاف: "الإقليم حالة استثنائية وقومية خاصة، يعملون من أجل استقلاله منذ 1948، نؤيد رغبتهم ولا نعارضها".