اليوم الثاني لمؤتمر المركز العربي: حرب67 حولت الصراع مع إسرائيل لصراع حدودي

21 مايو 2017
المداخلات كشفت معطيات جديدة (العربي الجديد)
+ الخط -


كشف عدد من الباحثين المشاركين في مؤتمر "خمسون عاما على حرب حزيران/ يونيو: مسارات الحرب وتداعياتها"، الذي يعقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، عن بعض من الحقائق التي ربما لا تزال غير معروفة لدى البعض عن سير الحرب وتداعياتها والمواقف الدولية منها. 

فحسب قراءة الباحث أسامة أبو ارشيد في الموقف الأميركي من حرب حزيران/ يونيو، فإن الولايات المتحدة، التي كانت تخوض حرب فيتنام آنذاك، لم ترد الحرب، إنما كانت تريد إبقاء حرية الملاحة، وأكدت لإسرائيل أن هذه ليست مقدمة حرب، لكن مع بدايتها، والتفوق الإسرائيلي، تغير الموقف الأميركي، و"من هنا ظهرت فكرة الأرض مقابل السلام".

وقال أبو ارشيد، في ورقته التي قدمها في جلسات اليوم الثاني للمؤتمر، إن هناك مصادر أميركية أكدت أن "الطائرات الأميركية انطلقت من قواعد بريطانية، وساهمت في الضربة الجوية في يوم العدوان". 

ووصف الباحث محمود الحمزة الموقف السوفياتي آنذاك من الحرب، بشكل عام، بأن له "وجها براغماتيا ووجها إيديولوجيا، نظر لمصر وسورية والدول العربية على أنها دول تحرر وطني يجب دعمها، لكن هناك من يعتقد بأن الدعم السوفياتي في مصر ليس حبا للعرب، إنما لتثبيت أقدامه في المنطقة".



واعتبر الباحث محجوب الزويري أن قرار إيران آنذاك الاعتراف بإسرائيل كان يهدف إلى "تطوير العلاقة مع الولايات المتحدة، ولكنه كان يخشى، في الوقت نفسه، الحراك السياسي العربي"، وقال: "في إيران هناك شعور طاغ بالقومية، والموقف الإيراني من إسرائيل له علاقة بالقومية الإيرانية"، مضيفا: "إسرائيل استطاعت أن تستثمر في إيران، فقد بنت مدنا كاملة فيها، واستطاعت أن تجد لها ملاذا هناك".


ولفت الباحث محمد خير الحامد أن "الإسرائيليين كانوا يعرفون كل مواقع الطائرات النفّاثة المصريّة"، مضيفا: "كانت هناك قناعة راسخة لدى قادة القوات العسكريّة الإسرائيليّة بإمكانية تدمير القوات الجويّة المصريّة خلال ثلاث ساعات فقط".

وفي معرض عرضه للرواية الإسرائيلية لحرب حزيران/يونيو 1967، ذكر الباحث محمود محارب أنه "كانت لدى إسرائيل خطط عسكريّة مسبقة، منها احتلال سيناء وقطاع غزّة والقدس وهضبة الجولان"، وأن الفرضية الإسرائيلية كانت تقوم على "الحصول على الدعم الأميركي للحرب قبل خوضها، حيث عملت الحكومة الإسرائيلية على إفشال المساعي الدبلوماسية لمنع الحرب".  


وناقشت الجلسة الثالثة والأخيرة، في اليوم الثاني للمؤتمر، التفاعل مع نتائج الحرب وتداعياتها عربيا، إذ شدد الباحث مهند سليمان على أن "حرب حزيران/يونيو67 غيّرت طبيعة الصراع مع إسرائيل من تصادم مصيري إلى صراع حدودي"، وقال إن "مؤتمر الخرطوم في أغسطس/ آب 1967 أهم ما جرى عربيا لتدارس الموقف العربي، والنظر في وضع خطة عربية مشتركة لإزالة آثار العدوان، رغم أن المؤتمرات العربية قبل ذلك لم تحقق أي نجاح، وكل توصياتها هي قرارات وقتية وآنية".

وقال الباحث عبد الوهاب الأفندي إن "التحليلات السياسية للهزيمة في الحرب ركزت على لوم المجتمعات العربية بوصفها متخلفة وعاجزة، دون تحميل المسؤولية للحكام الذين غيبّوا الشعوب عن ساحة المعركة"، مبرزا أنه "غاب عن هذه التحليلات التي حملت الحكام المسؤولية أنها همشّت بعض الأحيان، وضمنّت أحياناً أخرى مقولات استدراكات أعادتها إلى مربع القدرية والتبرير".


وعرض الباحث نزار أيوب لأطماع القادة الإسرائيليين في الجولان، التي قال إن "السيطرة على مواردها كانت حاضرة دائما في أذهانهم، وفي صلب ممارساتهم"، مشيرا إلى أن "هناك العديد من الدوافع السياسية لإسرائيل لاحتلال الجولان، أهمها سياسات التطهير العرقي، والاستيلاء على الأرض وموارد المياه، ونقل المستوطنين اليهود إليها".