بعنوان "الاستثمار في الثقافة"، يُعقد في مسقط خلال الفترة من 11 الى 13 نيسان/ إبريل الجاري، مؤتمر بمشاركات عُمانية وعربية ودولية، لكن السؤال "هنا والآن": كيف يُغيّب "حامل الفانوس في ليل الاقتصاد".
يهدف المؤتمر الذي ينظّمه "النادي الثقافي" بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة والجمعية الاقتصادية العُمانية ومؤسسة "بيت الزبير"، إلى إبراز دور الثقافة كرافعة تنموية شأنها شأن الروافع الاقتصادية والاجتماعية وحماية البيئة، "كون الثقافة رأس مال مهما لأي تنمية اقتصادية؛ لأنها مجموعة من المواد التي يُنظر إليها بوصفها منتجًا له قيمته الاقتصادية وبالتالي التنموية"، على حد تعبير منظّميه.
كما يسعى المؤتمر إلى الإجابة عن مجموعة من التساؤلات حول "كيفية تحويل المواد الثقافية إلى موارد اقتصادية ونوع المشروعات الاقتصادية التي يمكنها الاستثمار في الثقافة، إضافة إلى التخطيط لمشروعات اقتصادية ناجحة في مجالات الثقافة، وأشكال تقييم التنمية الثقافية وآثارها الاقتصادية وعرض أهم التجارب الاستثمارية الاقتصادية العربية والعالمية التي نجحت في استثمار الثقافة".
يشارك في المؤتمر 14 بلداً هي السعودية والكويت وقطر والبحرين والسودان والمغرب ومصر واليمن وتونس والجزائر وإيران وفرنسا وألمانيا وباكستان، إضافة إلى عُمان.
ورغم زخم عناوين الأوراق البحثية المقدّمة، التي يستعرض بعضها نماذج من "الاستثمار في الثقافة"، إلا أن السؤال المطروح في مؤتمرات كهذه؛ كيف يتم إغفال فاعلٍ مهم في الثقافة ألا وهو الإنسان المثقف. ففي حين بات يُنظر إلى إنتاجه كسلعة تدوّر عجلة التنمية، لم يُلتفت إلى حاجته، وسط كل هذا الضجيج، إلى مساحة من حرية التعبير، وأن يُعتبر ندّاً وشريكاً لا تابعاً، وإلا فما جدوى مؤتمرات كهذه، تطمح إلى اعتبار الثقافة مكوّناً أساسياً في أية تنمية إنسانية، وتتناسى الاستثمار في "المثقف" في زمن "اقتصاد الثقافة".
وللتدليل على ذلك، لم تشر معظم عناوين الأوراق المقدّمة إلى المثقف، رغم طرحها أسئلة مهمة وتبنيها لتطلّعات تحتاجها المنطقة، بل ركّزت في عناوينها على المنتج الثقافي وكيفية استغلاله في طاحونة الاقتصاد، منها على سبيل المثال، "أهمية الثقافة كونها عاملاً من عوامل توليد الثروة والتنمية الاقتصادية: الأسس النظرية" و"الهندسة الثقافية والاستثمار الاقتصادي"، و"نشر ثقافة الاستثمار في الثقافة"، و"أثر الاستثمار في الفعاليات الثقافية في بناء رأس المال الاقتصادي" و"تمويل الثقافة والنهوض بالصناعات الثقافية" و"المنتج الثقافي الإمكانيات والكوامن للصناعات الثقافية"، و"تسويق الثقافة وإشكالية النهوض بالصناعات الثقافية" و"انعكاس ثقافة المجتمع في التوجه نحو تحقيق التنمية الثقافية"، العناوين تعني أن لا لزوم للمثقف من منظور "الاستثمار في الثقافة".