مؤامرة تاريخية تقصي الجزائر من كأس العالم 1982!

04 يونيو 2018
+ الخط -
شهد مونديال إسبانيا 1982 أقسى فضائح القرن، إذ ودّع المنتخب العربي الجزائر مونديال إسبانيا 1982، برأس مرفوع، بعدما عاش ليلة خالدة عقب الفوز التاريخي على العملاق الألماني (ألمانيا الغربية آنذاك). وفجرت الجزائر مفاجأة من العيار الثقيل في مباراتها الأولى في المونديال الأول في تاريخها عام 1982 عندما تغلبت على ألمانيا الغربية، مع نجميها كارل هاينتس رومينيغه وبول برايتنر 2-1، وكانت قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الدور الثاني لولا تواطؤ الألمان والنمسا في المباراة الثالثة والأخيرة من الدور الأول.

ولم يكن أكثر المتفائلين الجزائريين يتوقعون فوز منتخب بلادهم، بل كان معظمهم يتخوف من خسارة فادحة. وسبقت المباراة تصريحات اتسمت بالعجرفة من قبل الألمان، إذ تعهد المدرب الألماني يوب درفال بالعودة في أول قطار إلى ألمانيا في حال خسارة منتخبه، وقال في تصريح شهير قبل المباراة "إذا خسرنا هذه المباراة سألقي بنفسي في البحر الأبيض المتوسط"، كما صرح لوثار ماتيوس "سأسجل بنفسي الهدف الثامن في مرمى الجزائر".

بيد أن الجزائريين كان لهم رأي آخر، وحققوا مفاجأة في تاريخ المونديال إلى جانب فوز الولايات المتحدة على إنكلترا 1-0 عام 1950، وفوز كوريا الشمالية على إيطاليا عام 1966 وخسرت الجزائر مباراتها الثانية ضد النمسا 0-2 ثم تغلبت على تشيلي 3-2، وانتظرت نتيجة مباراة ألمانيا وجارتها النمسا لمعرفة مصيرها.

وكانت النتيجة الوحيدة التي تقضي على آمال الجزائريين وتأهل ألمانيا والنمسا معا، فوز ألمانيا بهدف واحد، وهذا ما حصل بالفعل فبعد أن سجل هورست هروبيتش هدفا بعد مرور 11 دقيقة، نفذ المنتخبان "المؤامرة" وسط صافرات الاستهجان من الجمهور. واحتجت الجزائر في اليوم التالي إلى الاتحاد الدولي لكن من دون طائل.

ولم يتوقف تاريخ عجائب كأس العالم في مونديال إسبانيا 1982، بل ارتفع المؤشر بوجود عدد كبير من الغرائب، عبر الاحتجاج الشهير للكويتي الشيخ فهد الأحمد.

وشهدت مباراة الكويت وفرنسا إطلاق صافرة من المدرجات فظن اللاعبون أنها من قبل الحكم الروسي ستوبار، وفي تلك اللحظة سجل لاعب فرنسا آلان جيريس هدفا في مرمى الحارس الطرابلسي، غير مكترث بالصافرة التي سمعها الكويتيون، فاحتج أفراد المنتخب العربي بشدة على الهدف، ونزل الشيخ الأحمد من المدرجات وطالب الحكم بإلغاء الهدف فاستجاب له الحكم الروسي فغضب الفرنسيون من جهتهم، لكن "فيفا" رفض القرار، وقرّر تثبيت نتيجة المباراة بفوز فرنسا على الكويت (4 – 1)، وفرض غرامة قاسية على الاتحاد الكويتي لكرة القدم بقيمة 11 ألف دولار، وأوقف الحكم عن التحكيم بعد هذه المباراة.

وتعرض منتخب السلفادور للحرج حين أصبح أول منتخب تتلقى شباكه عشرة أهداف في مباراة في نهائيات كأس العالم، بعدما خسر بنتيجة 10-1 أمام المجر في مباراة سجل فيها البديل لازلو كيس ثلاثة أهداف في زمن قياسي (بين الدقيقة التاسعة والستين والدقيقة السادسة والسبعين).

وتأثّرت مباراة فرنسا وألمانيا في نصف النهائي بالتدخل العنيف للحارس الألماني هارالد شوماخر والذي لم ينل على إثره أي عقوبة، حيث اعتدى على البديل الفرنسي باتريك باتيستون الذي فقد وعيه. وكانت المباراة هي الأولى في تاريخ نهائيات كأس العالم التي تُحسم نتيجتها بالضربات الترجيحية، بعدما قلب المنتخب الألماني تخلفه بنتيجة 3-1 في الشوط الإضافي. وبعد أن تصدّى شوماخر للركلة الترجيحية التي سدّدها ماكسيم بوسيس، سجل هورست هروبيخ الركلة الحاسمة لينهي آمال المنتخب الفرنسي الذي وصل إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ عام 1958 بقيادة نجوم خط الوسط ميشيل بلاتيني وجون تيغانا وآلان جيريس.

وشهد المونديال أول مباراة حسمت بركلات الترجيح وكانت عندما فازت ألمانيا الغربية على فرنسا 5/4 بركلات الجزاء الترجيحية بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 1/1 والإضافي 3/3 في 8 يوليو في أشبيلية ضمن الدور قبل النهائي.

كما شهد مشاركة أصغر لاعب سنا خاض نهائيات كأس العالم وكان الأيرلندي الشمالي نورمان وايتسايد (17 عاما و42 يوما) عندما شارك مع بلاده أمام يوغسلافيا في 17 يونيو في سرقسطة.

جدير بالذكر أن أكبر لاعب سنا أحرز لقب كأس العالم، كان حارس مرمى إيطاليا دينو زوف (40 عاما و133 يوما) عندما فاز مع بلاده بلقب المونديال.
المساهمون